ذكرى عشِيَّة زهراء
هل (كَفْرُكَّنةَ) مُرجِعٌ لي ذكرُها
ما فاتني من عنفوانِ شبابي؟!
أم في صباياها وفي رُمّانها
ما يبعث المدفونَ من آرابي
لو تنفعُ الذكرى ذكرتُ عشِيَّةً
زهراءَ بين كواعبٍ أتراب
فيهنّ آسرةُ القلوبِ بحسنها
ودلالِها وحديثِها الخلَّاب
روحٌ أخفُّ من النَّسيم وخاطرٌ
كالبرقِ مقرونٌ بحُسن جواب
غُرٌّ ثناياها وأشهد أنَّها
ممزوجةٌ رَشَفاتُها بشرابِ
نُلقي أحاجي بيننا فتُثيرنا
للضحك خاطئةٌ وذاتُ صواب
ونُردّد الألحانَ، بين شجيّةٍ
تُمري مدامعَنا، وبين عِذاب
ولقد نُعرِّضُ باللِّقاءِ لموعدٍ
فيها، ونُسْلكُها طريقَ عتاب
قمنا وقد سقط الندى وتزاحفتْ
سُجُفُ الغمامِ ثقيلةَ الأهداب
تُخفي مُحيّا البدرِ ثمَّ تُبينُهُ
عبثَ المليحةِ دوننا بنقاب …
وجفتْ مضاجعَها الجنوبُ وملؤها
خفقانُ مضطَرِمِ الهوى وثّابِ
بتنا على صَفْوٍ وخوفِ تَفرُّقٍ
للعاشقين مُهَيَّئِ الأسباب
•••
(نيسانُ) هان عليَّ حكمُكَ بالنوى
لمّا تحطّمتِ المنى في (آب …)
يا ليت من فَجَعَتْ فؤادي بالمنى
لم تُبقِ لي ذكرى تُطيلُ عذابي
٢٦ / ٤ / ١٩٣٣