آل عبد الهادي
بمناسبة افتتاح ناديهم في نابلس
عهدَ الجدودِ سقاكَ صَوْبُ عِهادِ
ورجعتَ للأحفاد بالإسعادِ
ماضٍ تَحصّنتِ البلادُ بظلّهِ
من كيد مُنتدَبٍ وصولة عاد
المشرفيّةُ في الوغى خطباؤهُ
تعلو منابرَ من مُتون جِياد
وشَبا الأسنّةِ فيه ألسنَةٌ إذا
نطقتْ فمنطقُ سؤددٍ وسَداد
وطنيَّةٌ إن لم يكن عُرِف اسمُها
لم يَخْفَ جوهرُها على الأجداد
وتحرَّجوا أن لا يمسَّ حروفَها
قلمُ الجبانِ يخطُّها بمِداد
حمراءُ أوردها الدماءَ حفاظُهم
كدراءُ لم تنفض غبارَ جهاد
سائلْ بها (عزّونَ) كيف تخضَّبتْ
بدم الفرنجةِ عند جوف الوادي
دعتِ الرجالَ ولم تكد حتى مشتْ
هِممٌ إلى الهيجاء كالأطواد
ثم التقوا تحت السيوفِ وبينهم
كأسُ الحتوفِ تقول هل من صاد
كسروا من النسر الكبير جناحَهُ
ذي التاجِ والأعلام والأجناد
تركوه يجمع في الشعاب فلولَهُ
ويصبُّ لعنتَه على القُوّاد
هل أهلكتْ (فرّوخَ) إلَّا نخوةٌ
منّا لعسفٍ فيه واستبداد؟
لِمَ يا دعاةَ السوءِ يُطمَس فضلُ مَنْ
أضحى غداةَ الظلمِ أوّلَ فادي؟
ثارت (بصالحَ) نخوةٌ قذفتْ بهِ
في وجه أقبحِ ظالمٍ مُتَماد
ومضتْ به صُعُدًا إلى كرسيِّهِ
والموتُ في يده وراءَ زناد
ألقى به وبظلمِهِ من حالقٍ
مُتضرِّجَيْن بحُمرة الفِرْصاد
•••
هل عهدُ (إبراهيمَ) غيرُ صحيفةٍ
قد أشرقتْ بالعِلْيَة الأمجاد؟
أهلُ الفَعال الغُرِّ من أنجادهِ
وذوي الحفاظِ المُرّ من أنداد
كَرُمتْ نحيزتُهم فهم نبلاءُ في
أهوائهم نبلاءُ في الأحقاد
قالوا: أتمدح؟ قلتُ: أهلَ فضائلٍ
وفواضلٍ من آل عبد الهادي
أصفيتُكم ودّي وأعلم أنَّهُ
ثقلٌ على اللؤماء من حُسّادي
لم يبتهجْ قلبي كبهجته بكمْ
لما تَجمّعَ شملُ هذا (النادي)
شمختْ بطارف مجدكم أركانُهُ
وتوطّدتْ منكم بخير تِلاد
١ أيلول ١٩٣٣