أطلقي ذاك العيارا
في ذكرى وفاة الشريف حسين
«… وتوكل الشريف على الله، ونهض في صباح اليوم التاسع من شعبان سنة ١٣٣٤ه/٢ حزيران سنة ١٩٢٢، قبل الفجر وبيده بندقية أطلقها طلقة واحدة كان لدويها صدى في جدة والطائف والمدينة …»
ملوك العرب للريحاني: ج١
١
أطلقي ذاكَ العِيارا
قَدْكِ ضيمًا واصطبارا
يُطلَبُ العزُّ ابتدارا
يُدرَك المجدُ اقتسارا
أطلقي ذاكَ العيارا
حطّمي القيدَ الثقيلا
واركبي الهولَ سبيلا
عاش يا نفسُ ذليلا
بكِ من كان بخيلا
أطلقي ذاكَ العيارا
دبِّري الأمرَ نهارا
واطلبي الحقَّ جِهارا
واهبطي الهيجاءَ دارا
ذلَّ من يُغفِل ثارا
أطلقي ذاك العيارا
يا لأَعناقِ الرجالِ
كيف مالت بالحبالِ
فهاكِ أشبالي ومالي
وعتادي للقتال
أطلقي ذاك العيارا
أَعْنَقَتْ تسري انتشارا
فكرةٌ تحملُ نارا
تهبطُ القلبَ قرارا
تُلهبُ الصدرَ استعارا
أطلقي ذاك العيارا
علقتْ ثَمَّ يداهُ
بزنادٍ فطواهُ
أضرم البِيدَ سناهُ
ثم ردَّدنَ صداه
أطلقي ذاك العيارا
٢
انظري يومَ أغارا
أيَّ أبطالٍ أثارا
أيَّ كاساتٍ أدارا
بين صرعى وسُكارى
أطلقي ذاك العيارا
احشدي البيدَ أُسودا
واملئي الشامَ حقودا
ووعودًا وعهودًا
وبُنودًا وبنودا
أطلقي ذاك العيارا
المنايا تتبارى
والأمانيَّ الكبارا
طَبِّقي الأرضَ انتصارا
واعتزازًا وافتخارا
أطلقي ذاك العيارا
اغدري غدرَ القويِّ
بالحسين بنِ عليِّ
لستِ بالخلِّ الوفيِّ
للحليف العربيِّ
فاملئي التاريخ عارا
أمَّتي، قَدْكِ اصطبارا
فاطلبي العزَّ ابتدارا
وخذي المجدَ اقتسارا
هاجني الماضي ادّكارا
أطلقي ذاك العيارا
نشرت في ١١ / ٦ / ١٩٣٤