الاطلاع على قضية بلاكمور
من شروط ممارسة الطب القُدرة على تحويل الانتباه في لحظةٍ من مجموعة ظروفٍ إلى مجموعةٍ أخرى لا تقلُّ أهميةً عن الأولى، رغم أنه لا يوجد رابطٌ بينهما. ومع كل زيارة في جولة الطبيب، فإنه يجد نفسه منشغلًا بمجموعة ظواهر محدَّدة وقائمة بذاتها، ويجب أن يُوليَها أقصى درجات التركيز في تلك اللحظة، ولكنه يجب أن ينبذها من عقله حين ينتقل إلى حالة أخرى. هذه العادة يصعب اكتسابها؛ حيث إن الحالات المهمَّة أو المُقلقة أو الغامضة تستحوذ على الوعي، وتعطل مقدار الانتباه المطلوب من أجل الحالات اللاحقة، ولكن الممارسات تُظهر أن هذه الملَكة لا غِنى عنها، ومع الوقت يتعلَّم الطبيب أن ينسى كل شيء ما عدا المريض الذي ينشغل بحالته في تلك اللحظة.
في صباح أول يوم عمل في قضية بلاكمور، اتضح لي أن هذه الملَكة مطلوبة في المجال القانوني أيضًا، كما اتضح لي أنني ما زلت بحاجة إلى اكتسابها. فبينما أطلع على الأقوال ونسخة الوصية، ما برِحَت الذكريات عن المنزل الغامض في كينينجتون لين تتبادر إلى ذهني، وما فتِئت صورة السيدة شاليبام ووجهها الشاحب المذعور ذي النظرات المرتقِبة تُصوَّر في عقلي.
في الحقيقة، لم يكن اهتمامي بقضية بلاكمور أكثر من مجرد اهتمام أكاديمي، أما في قضية كينينجتون فقد كنت أحد الأطراف وكنت مُهتمًّا بها شخصيًّا. وفي نظري، كان جون بلاكمور مجرد اسم، وجيفري ليس سوى شخصية غامضة لا يمكنني أن أربطها بشخص معين، وستيفن نفسه ليس سوى غريب عابر. وعلى الجانب الآخر، فإن السيد جريفز شخص حقيقي. فقد رأيته في وسط أحداث مأساوية ربما آلت إلى موته، وتركت فيَّ أثرًا عميقًا لا يتمثَّل في ذكراه الحاضرة فحسب، بل أيضًا في الشعور بالقلق العميق والانشغال بما آل إليه مصيره. يعيش فايس الوغد وتلك المرأة المُريعة التي ساعدته وحرَّضته، وربما وجهته في ذاكرتي وكأني أعيش واقعًا حيًّا مُروِّعًا. وعلى الرغم من أنني لم أتفوَّه بكلمة أمام ثورندايك، فإنني أسِفتُ من داخلي على عدم مشاركتي في عمل — إن وجد — له صلة بالقضية التي أهتمُّ بها من أعماقي، بدلًا من القضية المملة ذات الصِّبغة القانونية البحتة والمحيِّرة كثيرًا لوصية جيفري بلاكمور.
على الرغم من ذلك، فقد تحلَّيت بالأمانة في أداء عملي. اطلعت على الأقوال والوصية، ولم يتراءَ لي أي بصيص أمل في القضية؛ ومن ثم اعتنيت بتلخيص كل الوقائع. ثم قارنت بين تلخيصي وملاحظات ثورندايك — حيث إنني أعددت نسخة منها — ووجدت أنها تحتوي على العديد من الأمور التي غفلتُ عنها على الرغم من إيجازها. كذلك أعددت تقريرًا مُوجَزًا لزيارتنا إلى مجمع نيو إن، وألحقت به قائمة بالأشياء التي رصدناها أو جمعناها. ثم انتقلت إلى الجزء الثاني من المهمة، وهو وَضْع الاستنتاجات من الوقائع الموضحة.
لم أدرك كم أنا ضائع إلا حين حاولت وضع الاستنتاجات. وعلى الرغم من توصيات ثورندايك بدراسة إفادة مارشمونت الملخَّصة في هذه الملاحظات التي نسختها، ومن تلميحه إلى أنني سأتوصل إلى شيء بالغ الأهمية في هذه الإفادة، توصلت إلى نتيجة واحدة حتمية؛ على الرغم من أنني أشك في صحة هذه النتيجة، توصلت إلى أن وصية جيفري بلاكمور سليمة تمامًا من الناحية القانونية وجيدة الصياغة وسارية.
حاولت أن أطعن في سلامة الوصية من عدة نَوَاحٍ، ولكني بُؤتُ بالفشل في كل مرة. وفيما يتعلق بأصالتها، فلا غُبار عليها من هذه الناحية. ولم أرَ غير جانبَين يمكن النفوذ منهما إلى الطعن في الوصية؛ وهما: أهلية جيفري كي يكتب وصية، وإمكانية وقوعه تحت تأثير غير قانوني.
فيما يتعلَّق بالجانب الأول، فهناك حقيقة لا شك فيها وهي أن جيفري أدمن الأفيون، وهذه العادة يمكن أن تطعن، في بعض الظروف، في أهلية الموصِي. ولكن هل وقع أيٌّ من هذه الظروف في هذه الحالة؟ هل إدمان المخدِّرات أحدث تغييرات في الحالة العقلية للمُتوفَّى؛ بحيث تُضعِف قُواه العقلية أو تدمرها؟ للأسف لا يوجد أيُّ دليلٍ يدعم هذا الاعتقاد. فحتى آخر لحظة في حياته، كان يتدبر شئون نفسه بنفسه، وحتى إن حدث تغيير في عاداته، فإنها لا تزال عادات تصدُر من إنسان عاقل ومسئول تمامًا.
الطعن في التعرُّض لتأثير غير قانوني مسألة أصعب. وإذا رُبط بشخص بعينه، فلا يمكن أن يُربط بغير جون بلاكمور. فثمة حقيقة لا يُشكَّك في صحتها؛ وهي أنه من بين كل معارف جيفري، فإن أخاه جون هو الوحيد الذي علم بمُكوث جيفري في مجمع نيو إن. إضافةً إلى ذلك، فقد زاره جون أكثر من مرة. ومن ثم هناك احتمال بممارسة قدر من التأثير على المتوفَّى. لكن لا يوجد دليل على ذلك. فحقيقة أن الأخ الوحيد للمتوفَّى كان على علمٍ بمكان معيشته ليست حقيقةً لافتة للنظر، ويمكن تبرير ذلك تبريرًا وافيًا بضرورة احتياج جيفري إلى شخصٍ مرجعي، حين تَقدَّم لاستئجار ذلك المسكن. وفي مقابل نظرية التأثير غير القانوني، تقف حقيقة أن الموصي أتى بالوصية طواعيةً إلى غرفة البوَّاب، وصاغها في وجود شاهدَين لا مصلحة لهما فيها على الإطلاق.
في النهاية، اضطررت إلى نبذ القضية من عقلي يائسًا، وتركت المستندات، ووجَّهت انتباهي إلى الحقيقة التي أوضحَتها زيارتنا إلى مجمع نيو إن.
ما الذي تعلَّمناه من زيارتنا الاستكشافية؟ واضح أن ثورندايك توصل إلى بعض الحقائق المهمة في نظره. لكن ما وجه أهميتها؟ فالمسألة الوحيدة التي يمكن إثارتها هي سلامة وصية جيفري بلاكمور من الناحية القانونية، ولما كانت سلامة الوصية مدعومة بأدلة إيجابية لا جدال فيها، فقد رأيت أن ما لاحظناه لا يمكن أن يكون له تأثير في القضية مُطلَقًا.
ولكن لا يمكن أن تقف المسألة عند هذا الحد. فثورندايك ليس حالمًا وليس من المقبِلين على التكهُّنات الجامحة. وما دام يرى أن الوقائع التي درسناها لها صلة بالقضية، فأنا مستعد لافتراض ذلك، حتى وإن لم أرَ أي صلة بينها وبين القضية. وانطلاقًا من هذا الافتراض، شرعتُ في دراستها من جديد.
أيًّا ما كان ما لاحظه ثورندايك بنفسه، فقد خرجتُ بحقيقة واحدة من مسكن المتوفَّى، وهذه الحقيقة غير عادية إلى حد بعيد. كانت لوحة النقش المسماري مقلوبة. هذا مُجمَل الأدلة التي جمعتها، والسؤال هو؛ ما الذي يثبته هذا الدليل؟ ثورندايك رآه دليلًا يحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية. فما أهميته؟
الوضعية المقلوبة لم تكن مجرد حادث عابر، كما قد يحدث إن وُضع الإطار على رفٍّ أو دعامة. فقد عُلقت الصورة على الحائط، وتُظهر الألواح المثبَّتة في الإطار أن الصورة ما برحت موضعها هذا ولم تُعلَّق على جدار آخر. وكان مستبعَدًا، كما هو واضح، أن يكون جيفري قد علقها بنفسه. ولكن على افتراض أن الصورة ثبَّتَها أحد العُمال بوضعيتها الحالية حين انتقل المستأجر الجديد، فالحقيقة أنها ظلت مثبتة في مكانها، ربما منذ شهور، وأنه على الرغم من خبرة جيفري بلاكمور وعِلمه بحروف النقوش المسمارية، فإنه لم يلاحظ البتة أن الصورة مقلوبة؛ أو إن لاحظ ذلك، فإنه لم يتكلَّف عناء تغيير وضعيتها.
ما الذي يعنيه هذا؟ وإن لاحظ الخطأ ولم يتكلف عناء تصحيحه، فهذا يشير إلى حالة عقلية فريدة؛ وهي الخمول وعدم الاكتراث، التي تبرز لدى مدخن الأفيون. لكن حتى على افتراض أنه أصيب بهذه الحالة العقلية، فأنا لا أرى لها أي تأثير في القضية غير أنها لا تتَّسق مع الميل نحو إدخال تعديلات مُزعِجة ولا داعي لها، وهذا ما فعله الموصي بالفعل. وعلى الجانب الآخر، إن لم يكن قد لاحظ وضعية الصورة المقلوبة، فلا بد أنه كان شِبه كفيف أو غبيًّا تمامًا؛ حيث إن الصورة كانت على مسافة أطول من قدمين، والحروف كبيرة لدرجة يسهل معها أن يقرأها إنسان صحيح البصر من مسافة ٤٠ أو ٥٠ قدمًا. من الواضح أنه لم يعانِ خَرَفًا، ولكنه عانى ضعف البصر إلى حد كبير، وأرى أن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه من الصورة هو أن المتوفَّى أصيب بضعف بالغ في بصره، لدرجة أنه شارف على العمى التام.
لكن ليس ثمة مفاجأة في هذا الأمر. فقد قال بنفسه إن حالة بصره تتدهور بسرعة. والسؤال يعيد نفسه، ما تأثير هذا العمى الجزئي في الوصية؟ فالكفيف لا يمكنه كتابة وصيته بتاتًا. ولكن إذا كان يبصر بدرجة تُمكِّنه من كتابه وصية والتوقيع عليها، فمجرد ضعف البصر لن يقوده إلى صياغة أحكامها صياغةً غير مفهومة. يبدو أن شيئًا من هذا القبيل قد تبادر إلى ذهن ثورندايك؛ حيث إنني تذكرت السؤال الذي طرحه على البوَّاب. «حين اطلعتَ على الوصية في حضور السيد بلاكمور، هل قرأتها بصوت عالٍ؟» لن يطرح هذا السؤال إلا إذا كانت له أهمية. إنه ينطوي على الشك فيما إذا كان الموصي على دراية تامة بطبيعة الوثيقة التي يوقِّع عليها. ومن ثَم إذا كان قادرًا على كتابة وصية والتوقيع عليها، فمن المؤكد أنه كان قادرًا على قراءتها، فضلًا عن حقيقة أنه ما لم يكن مصابًا بخَبل في عقله، فلا بد أنه يتذكر ما كتبه.
مرة أخرى، لم يهدِني تفكيري إلا إلى طريق مظلم وفي نهايته الوصية، سليمة وسارية وتستوفي كل الشروط التي يفرضها القانون. ومرة أخرى، لم أجد بُدًّا من أن أجد نفسي منهزمًا ومُتَّفقًا تمام الاتفاق مع السيد مارشمونت بأنه «لا توجد قضية»، وأنه «لا يوجد ما يُتنازَع عليه». على الرغم من ذلك، ثبتُّ في ملف الجيب الذي أعطانيه ثورندايك النسخة التي أعددتها من ملاحظاته، وأرفقت معها الملاحظات الخاصة بزيارتنا إلى مجمع نيو إن، وبضعة استنتاجات غير وافية توصلت إليها، وبذلك اختتمت أول صباح لي في الوظيفة الجديدة.
حين جلسنا على الغداء، سأل ثورندايك: «كيف سارت الأمور مع صديقي المتعلِّم؟ هل يقترح أن نشير على السيد مارشمونت بتقديم إنذار قضائي؟»
«لقد اطلعتُ على الوثائق وأعددت تلخيصًا موجزًا لها، وبات الضباب أكثف من ذي قبل.»
«أسمع مزيجًا بسيطًا من الاستعارات في تعليقات صديقي المتعلم. ولكن لا تشغل بالك بالضباب يا جيرفيس. فلعل الخير يأتي من وسط الضباب. إنه مثل إطار الصورة؛ إذ يكتنف الصورة الأساسية بمنطقة محايدة تعزلها عن الخلفية المعلَّقة عليها.»
علقت ساخرًا: «هذه ملاحظة بعيدة العُمق يا ثورندايك.»
أردف: «هكذا كنت أرى القضية.»
«وإذا أمكنك توضيح ما يعنيه هذا …»
«أوه، ولكن هذا غير معقول. عندما يرمي المرء مقولة فلسفية، فإنه يتطلع إلى ناقد ألمعي كي يقدم تفسيرًا لها. على أي حال، أنوي أن أعلمك بعضًا من فن التصوير الفوتوغرافي بعد ظهر اليوم. فأنا أستعير كل الشيكات التي سحبها جيفري بلاكمور في فترة إقامته بمجمع نيو إن؛ ومجمل عددها ٢٣ شيكًا، وأنوي أن أصورها.»
«لا أحسب أن موظفي البنك سيتركونها تخرج من حوزتهم.»
«هم لن يفعلوا. سيحضرها أحد الشركاء، وهو السيد بريتون بنفسه، وسيكون حاضرًا وقت التقاط الصور؛ ومن ثَم لن تخرج من عهدته. ولكن على أي حال، هذا امتياز كبير، وما كان ينبغي أن يمنحني إياه السيد بريتون لولا أني قدمت أعمالًا كثيرة للبنك، ولولا أن السيد بريتون صديقٌ شخصي لي إلى حدٍّ ما.»
«على أي حال، لماذا تبقى هذه الشيكات في البنك حتى الآن؟ لماذا لم ترجع إلى جيفري مع دفتر الحسابات كما هو معتاد؟»
أجاب ثورندايك: «فهمت من بريتون أن البنك يحتفظ بكل شيكات جيفري بناءً على طلب منه. ففي أثناء سفره، اعتاد أن يترك الأوراق المالية الاستثمارية الخاصة به، وغيرها من المستندات ذات القيمة في عُهدة موظفي البنك، ولمَّا لم يتقدَّم البتة بطلبٍ لاسترجاعها، فقد ظلَّت في عهدة البنك، وستظل في عهدته حتى تُطبَّق الوصية، أي حين يسلمون كل شيء للورثة.»
سألته: «وما الهدف من تصوير هذه الشيكات؟»
«عدة أهداف. أولًا: بما أن الصورة تكاد تناطح الأصل من حيث الجودة، فإن وجود الصور معنا يعني أننا نحوز تلك الشيكات عمليًّا، ويمكننا الرجوع إليها. ثانيًا: بما أن الصورة يمكن نسخُها بعددٍ لا نهائي، فإنه يمكن إجراء تجارب عليها قد تؤدِّي إلى تدميرها، وبالطبع لا يمكن فعل هذا مع الشيكات الأصلية.»
«ولكني أعني الهدف النهائي. ما الذي تنوي إثباته؟»
صاح: «لا رجاء منك يا جيرفيس. كيف لي أن أعرف ما الذي سأُثبته؟ هذا تحقيق. ولو أني أعلم النتيجة مُسبقًا، لما احتجت إلى إجراء التجارب.»
نظر في ساعته، وحين نهضنا من أمام الطاولة، قال:
«إذا كنا فرغنا مما في أيدينا، فالأفضل أن نصعد إلى المختبَر كي نرى إن كانت كاميرا نسخ المستندات جاهزة. السيد بريتون أشغالُه كثيرة، وبما أنه أسدى لنا معروفًا، فلا يجدُر بنا أن نجعله ينتظر حين يأتي.»
صعدنا إلى المختبر، حيث كان بولتون منشغلًا بالفعل في فحص كاميرا ضخمةٍ لنسخ المستندات — ذات قضبان توجيهٍ فولاذية طويلة، مثبت فيها مِسنَد أو حامل المستندات المنسوخة — حيث إنها تشغل طول الغرفة بالكامل في الجانب المقابل للجانب الذي تشغله منضدة المواد الكيميائية. وبما أنني على وَشْك الدخول في مجال فن التصوير، فقد نظرت إليها باهتمامٍ أكثر من ذي قبل.
قال بولتون وهو عاكفٌ على تشحيم قضبان التوجيه الفولاذية: «لقد أدخلنا بعض التحسينات منذ أن كنتَ هنا آخر مرة يا سيدي. فقد ركَّبنا هذه القضبان الفولاذية بدلًا من القضبان الخشبية ذات الرصاص الأسود التي كنا نستخدمها. وقد ثبَّتنا مِقياسَين بدلًا من واحد. يا إلهي! هذا جرس الطابق السفلي. هل أنظر من الطارق يا سيدي؟»
قال ثورندايك: «ربما الأفضل أن تفعل. قد يكون السيد بريتون، وأنا لا أريد أن أتعطَّل وأتأخَّر الآن.»
تبيَّن أن الطارق هو السيد بريتون، وهو رجلٌ في منتصف العمر مُفعَم بالحيوية ودَمِث، وقد دخل بصحبة بولتون؛ حيث صافَحَنا بحرارةٍ بعد أن أُخبر مُسبقًا بوجودي. إنه يحمل حقيبة يدٍ صغيرة، ولكنها متينة، وظلَّ ممسكًا بها بقوة حتى أتَت لحظة إفراغها من محتوياتها.
قال وهو يُجري عينه المحقِّقة على الجهاز: «إذن، هذه الكاميرا. إنها كاميرا جيدة أيضًا، وأنا على قدرٍ من المعرفة بالتصوير الفوتوغرافي. ما هذا التدرُّج على الشريط الجانبي؟»
أجاب ثورندايك: «هذان مقياسان يوضحان درجة التكبير أو التصغير. بالطبع يُثبَّت المؤشر بمِسنَد الأوراق ويتحرَّك معه، بحيث يُظهِر مقاس الصورة بالضبط. حين يُوضَع المؤشر على المقياس ٠، فإن حجم الصورة سيكون مطابقًا لحجم الجسم المصوَّر؛ وحين يُوضَع على المقياس ×٦ على سبيل المثال، فإن طول الصورة سيكون أكبر من الجسم المصوَّر بستة أضعاف، أو سيكون أكبر ظاهريًّا بمقدار ٣٦ مرة؛ لكن حين يوضع على المقياس ÷٦، فإن طول الصورة سيبلغ سُدس طول الجسم المصوَّر، أو سيُساوي واحدًا إلى ٣٦ من الشكل الظاهري.»
سأل السيد بريتون: «ولماذا يوجد مقياسان؟»
«يوجد مقياسٌ لكل عدسةٍ من العدستَين الأساسيتَين في الاستخدام. ففي حالة التكبير أو التصغير الزائد، يجب استخدام عدسة ذات بؤرة قصيرة نسبيًّا، ولكن ما دامت العدسة ذات البؤرة الطويلة تُعطي صُورًا ذات جودةٍ ممتازة، فإننا نستخدم عدسةً ذات بؤرةٍ طويلة للغاية — ٣٦ بوصة — للنسخ بالحجم نفسه، أو من أجل التكبير أو التصغير الطفيف.»
سأل السيد بريتون: «وهل تنوي تكبير هذه الشيكات؟»
أجاب ثورندايك: «لا أنوي البدء بتكبير الصور. ونظرًا للحاجة إلى الفاعلية والسرعة، سأصور الشيكات بمقياس يبلغ نصف الحجم؛ ومن ثم تُصوَّر ستة شيكات على لوحةٍ واحدة كاملة. بعد ذلك، يمكننا تكبير الصور السلبية بقدر ما نريد. ولكن ربما نحتاج إلى تكبير التوقيعات فقط في كل الحالات.»
فُتحت الحقيبة الثمينة الآن، وأفرغ منها ٢٣ شيكًا، ووُضعت الشيكات على المنضدة مُرتَّبةً بتسلسُلٍ زمني حسب التواريخ. فُرِزت الشيكات إلى مجموعاتٍ من ستة شيكات، وثُبتت كل مجموعة بأشرطة — كي لا يحدث فيها ثقوب — في ألواح رسم صغيرة، وقد نُظمت كل مجموعةٍ بحيث تكون التوقيعات موجهة نحو المنتصف. ثُبتت اللوحة الأولى في مسند الأوراق، ودُفع المسند بطول قضيبَي التوجيه، حتى توقَّف المؤشر عند المقياس ÷٢ في المقياس ذي البؤرة الطويلة، وعندئذٍ بدأ ثورندايك يركِّز الكاميرا باستخدام ميكروسكوب أعدَّه بولتون من أجل هذا الغرض. وحين فحصتُ أنا والسيد بريتون الصورة الحادة الوضوح على شاشة التركيز البُؤري من خلال الميكروسكوب، أدخل بولتون اللوحة والتقط الصورة الأولى، وعندئذٍ أخرج الشريحة القاتمة، وفي الوقت نفسه ثبتت مجموعة الشيكات الثانية في مكانها.
في أسلوب بولتون في التصوير الفوتوغرافي، وفي كل أعماله الأخرى، كان يتَّبع طُرُق مديره ومُعلِّمه بحذافيرها؛ تلك الطرق التي تتَّسم بالدقة المتأنية التي تؤدي إلى نتائج ممتازة. وحين أُخرجت الصورة السلبية الأولى وهي تقطر من الغرفة المظلمة، لم يكن فيها بُقع أو لطخات، ولا خدش ولا ثقب، كما أن ألوانها كانت موحَّدة وبالكثافة المطلوبة بالضبط. بدَت الشيكات الستة المصوَّرة واضحةً وحادَّةً مثل النقوش الدقيقة، على الرغم من صِغَر الحجم إلى حدٍّ بعيد، وتقلُّص طولها إلى النصف، ولكن من المؤكد أن فرصتي في فحصها ضئيلة للغاية؛ حيث حرص بولتون كل الحرص على أن يُبقيها مبللة وبعيدة عن المتناول، وفي مكان آمن من أن يلمسها أحد.
بعد انتهاء جلسة التصوير، أعاد السيد بريتون شيكاته الثمينة إلى الحقيبة وقال: «والآن، معك ٢٣ شيكًا مصوَّرًا وكأنها الشيكات الأصلية. وأرجو ألَّا تُستَخدم في أغراض غير قانونية، ويجب أن أُخبر موظفي الخزينة كي يحتاطوا أكثر …» ثم توجه بالحديث إليَّ أنا وبولتون «… تعلمان أن هذه مسألة شخصية بيني وبين الدكتور ثورندايك. وبطبيعة الحال، بما أن السيد بلاكمور قد رحل عن دنيانا، فلا يوجد سبب يمنع تصوير شيكاته لأغراض قانونية، ولكننا لا نريد أن ينتشر الكلام حول هذا الموضوع، ولا أحسب أن الدكتور ثورندايك يريد ذلك أيضًا.»
وافقه ثورندايك مؤكِّدًا على كلامه: «بالتأكيد لا يوجد، ولكن لا حاجة إلى القلق يا سيد بريتون. إننا أناس متحفظون في الكلام.»
حين أوصلت أنا وزميلي الضيفَ إلى الباب، عاد إلى الحديث عن الشيكات.
علَّق: «لا أعرف لماذا تريد هذه الشيكات. ليست هناك مشكلات بشأن توقيعات بلاكمور ما دام رحل عن الدنيا، أليس كذلك؟»
أجابه ثورندايك مراوغًا: «بلى، في الحقيقة.»
قال السيد بريتون: «بكل تأكيدٍ لا، إذا صح فهمي للسيد مارشمونت. حتى وإن كانت هناك مشكلات، فالحقيقة أن هذه التوقيعات التي حصلت عليها لن تفيدك. فقد اطَّلعت عليها عن كَثَب، وكما تعلم، مر على عيني الكثير والكثير من التوقيعات في مسيرتي المهنية. وطلب مني مارشمونت أن أنظر إليها من حيث الرسم، ولكني لا أعترف بمجرد رسم التوقيع؛ بل إنني اعتنيت بتفحُّصها. ووجدت أن التوقيعات فيها قدر كبير من التفاوُت، بل إنه قدرٌ كبير للغاية. ولكن على الرغم من هذا التفاوت، فبإمكان المرء أن يتعرف على السمة الشخصية (وهي الأهم)؛ تلك السمة الدقيقة والفريدة التي تتعرف عليها العين المتمرِّسة، ولا تنكر أنها خط جيفري بلاكمور. أنت تفهمني. تلك السمة لا تتبدَّل حتى عندما تتبدل السمات الأوضح، مثل تقدم المرء في العمر أو زيادة وزنه، أو تساقط شعره أو ربما مُعاقَرة الخمر، بحيث يصير إنسانًا مختلفًا تمامًا، ولكن على الرغم من كل هذا، فإنه يحتفظ بسمة معينة تجعله مميزًا بصفته فردًا في عائلة بعينها. وقد وجدت تلك السمة في كل التوقيعات، وكذلك ستجدها أنت إذا كانت لديك الخبرة الكافية في خط اليد. وأرى أن الأفضل أن أذكرها لك حتى أُوفِّر عليك عناءً لا داعي له.»
قال ثورندايك: «هذا صنيع جميل منك، ولا حاجة أن أقول إن المعلومات يكون لها قيمة كبيرة، حين تأتي من مصدر خبير مثلك. وفي الحقيقة، اقتراحك سيكون له قيمةٌ كبيرةٌ عندي.»
تصافح ثورندايك مع السيد بريتون، وحين نزل الأخير السُّلم، دخل ثورندايك إلى غرفة الجلوس وعلق قائلًا:
«ثمة ملاحظة لها ثِقَل وذات مَغزًى يا جيرفيس. وحريٌّ بك أن تدرسها دراسة متأنِّية من جميع النواحي.»
«هل تعني حقيقة أن هذه التوقيعات لا شك في أصالتها؟»
«بل أعني تلك الحقيقة العامة المهمة التي انطوى عليها كلام بريتون، وهي أن ملامح الشخص لا تقتصر على مجرد ملامح الوجه. بل إن لكل إنسان علامة مميزة، وهذه العلامة ليست في الوجه فقط، بل إنها في جهازه العصبي وعضلاته، ما يعطيه حركات وطريقة مشي مميزة؛ وفي حنجرته، ما يعطيه صوتًا فريدًا؛ وحتى في فمه، وهذا يتجلى في السمات الفردية للكلام واللكنة. وبناءً على هذه الحركات المميزة، ينقل الجهاز العصبي لدى الإنسان هذه السمات الفردية إلى الجمادات التي تنتُج عن هذه الحركات؛ كما نرى في الصُّور وفي المنحوتات وفي المقطوعات الموسيقية وفي خط اليد. فلا أحد رسم مثل رينولدز أو رومني، ولا أحد عزف الموسيقى مثل ليست أو باجانيني؛ فالصور والأصوات التي أبدعوها كانت — إن جاز التعبير — امتدادًا لملامح الفن لديهم. وهكذا الأمر مع خط اليد. فخط إنسان معين عبارة عن نتاج مجموعة من المراكز الحركية في دماغه.»
علقت: «هذه أفكار رائعة يا ثورندايك، ولكني لا أعرف كيف تنطبق على القضية الحالية. هل تعني أن لها أي علاقة بقضية بلاكمور؟»
«بل لها علاقة مباشرة بها. وهذا ما جال في عقلي حين كان السيد بريتون يطرح أمامنا تعليقاته الثاقبة.»
«لا أعلم كيف ذلك. بل إنني لا أفهم لماذا تخوض في مسألة التعليقات من الأساس. فالتوقيع على الوصية أصلي ولا شك في ذلك، وفي رأيي أن هذا يحل القضية برُمَّتها.»
قال: «عزيزي جيرفيس، أنت ومارشمونت تتركان نفسيكما لواقعة محددة تستحوذ عليكما؛ أعترف أنها واقعة مُقنِعة ومهمة للغاية، ولكنها تبقى واقعة منفردة. كتب جيفري بلاكمور وصيَّته بالطريقة المعتادة؛ حيث التزم بكل الإجراءات الرسمية والشروط اللازمة. وفي مواجهة هذا الحدث المنفرد، فأنت ومارشمونت تُقرَّان بالهزيمة كما يقول الملاكمون المحترفون. وهذا خطأ كبير. فلا يجدُر بك البتة أن تدع واقعةً واحدة تخيفك أو تهيمن عليك.»
حاججته: «ولكن يا عزيزي ثورندايك! يبدو أن هذه الواقعة لا سبيل إلى دحضها. فهي تشمل كل الاحتمالات … ما لم يكن عندك أي اقتراح من شأنه أن يدحضَها.»
رد: «يمكنني طرح ١٠ مقترحات. وسأضرب لك مثالًا. لنفترض أن جيفري كتب وصيته مقابل رهان، وأنه سرعان ما ألغاها وكتب وصية جديدة، ثم عهد بالوصية الجديدة عند شخص وأخفاها.»
تعجبت: «بالتأكيد أنت لا تطرح هذا الاقتراح جادًّا!»
قال مبتسمًا: «بالتأكيد لا. أنا فقط أضرب لك مثالًا لإظهار أن الواقعة النهائية والمطلقة مشروطة فقط بعدم وجود واقعة أخرى تُلغيها.»
«هل تظن أنه كتب وصية ثالثة؟»
«هذا احتمال وارد. فمن يكتب وصيتَين قد يكتب ثلاث وصايا أو أكثر، ولكن يسعني القول إنه لا يوجد سبب حالي لافتراض وجود وصية أخرى. ما أريد أن أؤكده لك هو ضرورة النظر في كل الوقائع، بدلًا من التركيز على الوقائع الأوضح والتغافُل عن البقية. على أي حال، سأطرح عليك مسألةً بسيطةً تفكر فيها. ما الجسم الذي يتكوَّن من هذه الشظايا؟»
طرح على الطاولة صندوقًا صغيرًا من الورق المقوَّى بعد أن رفع غطاءه. كان فيه عدد من شظايا بالغة الصغر لزجاج مكسور، وقد لُحِم بعضها ببعض من الحواف.
قلت وأنا أنظر بفضول كبير إلى هذه المجموعة: «هل هذه شظايا الزجاج التي وجدناها في غرفة نوم بلاكمور البائس؟»
«نعم. ترى أن بولتون حاول أن يعيد تشكيل ذلك الجسم، أيًّا ما كان هو، ولكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا؛ حيث إن الشظايا بالغة الصغر، كما أن أشكالها غير منتظمة والمجموعة غير مكتملة البتة. ولكن بات لدينا عيِّنة مكونة من ستة أجزاء صغيرة، ما يُعطي الطابع العام للجسم بشكل جيد إلى حد ما.»
التقط الشيء الصغير غير المنتظم الشكل وناولني إياه؛ ولم يسعني إلا أن أُعجب بالدقة التي جمع بها بولتون الأجزاء الصغيرة بعضها مع بعض.
أخذت «الترميم» الصغير، ورفعته أمام عيني، وحركته ذهابًا وإيابًا وأنا أنظر من خلاله إلى النافذة.
قلت في النهاية: «إنها ليست عدسة.»
وافقني ثورندايك: «كلامك صحيح، ليست عدسة.»
«ومن ثم لا يمكن أن تكون زجاج نظارة. لكن السطح كان مُنحنِيًا — حيث إن أحد الجانبين مُحدَّب والآخر مُقعَّر — ويبدو أن ما تبقَّى من الحافة الأصلية قد تعرَّض للسحق؛ لدرجة أنه لا يصلح أن يدخل في حافة أو إطار. يسعني القول إن هذه الشظايا من زجاج ساعة.»
قال ثورندايك: «هذا رأي بولتون وأحسبكما على خطأ.»
«هل يمكن أن يكون زجاج صورة مصغرة، أو قلادة زجاجية تحتوي على صورة بداخلها؟»
«هذا احتمال أقرب، ولكني لا أراه صائبًا.»
سألته: «وماذا تقول أنت؟» ولكن ثورندايك ليس ممن يُستَدرَج في الكلام.
أجاب بابتسامة تثير السخط، ثم أردف: «أنا أطرح المسألة كي يحلها صديقي المثقَّف. أنا لا أقول إنك وبولتون على خطأ، بل فقط إنني لا أتَّفق مع رأيكما. ربما الأفضل أن تأخذ ملاحظات عن خصائص هذا الجسم، وتدرسها على مهلٍ حين تعكُف على التفكير في البيانات الأخرى الخاصة بقضية بلاكمور.»
قلت: «ما برِحَت أفكاري تقودني إلى النقطة نفسها.»
رد: «ولكن يجب ألَّا تدعها تأخذك إلى النقطة نفسها. امزج البيانات التي معك. وابتكر فرضيَّات. ولا تقلق إذا بدت غريبة؟ ولا تُنحيها جانبًا بناءً على ذلك. خذ الفرضية الأولى التي يمكنك ابتكارها واختبِرها اختبارًا شاملًا مقارنةً بالوقائع التي عندك. ربما تنبذ تلك الفرضية، ولكن بالتأكيد ستتعلم شيئًا جديدًا. ثم جرِّب مرة أخرى مع فرضية جديدة. هل تتذكر ما قلته لك حين بدأت في هذا المجال، وكان عندي مُتَّسع من وقت الفراغ؟»
«لا أحسبني أتذكر.»
«أما أنا فقد اعتدت أن أَشغَل وقت فراغي في بناء قضايا تخيُّلية، ومعظمها قضايا جنائية، بهدف الدراسة واكتساب الخبرة. على سبيل المثال، كنت أبتكر عملية احتيال أَلمعيَّة وأخطط لها بالتفاصيل، وآخذ في الاعتبار كل الاحتياطات التي يمكن التفكير فيها لِئلَّا تفشل العملية أو تُكتَشَف، وأفكر مليًّا في كل الحالات الطارئة التي يمكن تصورها. حينذاك، كان ينصَبُّ كل اهتمامي على جعل الجريمة كاملة ومؤمَّنة وغير قابلة للكشف بأقصى قدرٍ ممكن، بناءً على ما يتوفَّر لديَّ من معرفةٍ ومهارة. كنت أتصرف بالضبط كما لو أنني أنوي ارتكابها، وحياتي وحريتي تعتمدان على نجاح الجريمة، باستثناء أنني أُدوِّن ملاحظات كاملة عن كل تفاصيل المخطط. وحين أبلغ أقصى حد من اكتمال الخطط، وقريحتي تنضب بشأن أي شيء يمكن أن يحسنها، فإنني أُبدِّل الأدوار وأدرس القضية من وجهة نظر جهة التحقيق. وبناءً على ذلك، أحلل القضية وأضع يدي على نقاط الضعف المتأصِّلة التي لا سبيل إلى تجنُّبها، وأهتم بتدوين الجوانب التي يختلف فيها الإجراء الاحتيالي من نوعٍ معين، عن الإجراء حسن النية الذي يُحاكيه. وهذا التمرين قد أفادني كثيرًا. وقد اكتسبت خبرة من هذه القضايا التخيُّلية بالقدر الذي قد أكتسبه من القضايا الحقيقية، كما أنني تعلَّمت طريقةً ما زلت أمارسها حتى الآن.»
«هل تعني أنك ما زلت تبتكر قضايا تخيُّلية باعتبارها تمرينات ذهنية؟»
«لا، بل أعني أنه عندما أُواجه مشكلة، مهما كانت معقَّدة، فإنني أبتكر قضيةً تتناسب مع الوقائع والدوافع المفترَضة لأحد الأطراف. ثم أعكُف على القضية حتى أعلم إن كانت تؤدِّي إلى توضيح القضية أم إلى اختلافٍ جوهري. وإذا أدَّت إلى الأخرى، فإني أنبذها وأبدأ العملية من جديد.»
سألته: «هل تستهلك هذه الطريقة مقدارًا كبيرًا من الوقت والجهد؟»
«لا؛ لأنه في كل مرة تفشل في إثبات حالة معينة، فإنك تستبعد تفسيرًا معينًا للوقائع وتضيق دائرة التحقيق. وبتكرار العملية، تصير على يقين بأنك ستصل في النهاية إلى حالة تخيُّلية تتفق مع كل الوقائع. عندئذٍ تصبح هذه الحالة التخيُّلية حالة حقيقية وتنحلُّ المشكلة. وإني أحُثُّك على أن تجرب الطريقة.»
وافقت على أن أجرب، على الرغم من أنني لم أستبشر بالوصول إلى النتيجة المرجُوَّة، وبذلك، نحَّينا الحديث عن الموضوع جانبًا في الوقت الحالي.