الرأي الرسمي
استيقظت في صبيحة اليوم التالي، وأنا لا أزال عازمًا على تهيئة فرصة في أثناء اليوم كي ألتقي ثورندايك، وألتمس مشورته بشأن السؤال الذي بات مُلِحًّا؛ وهو: ما الذي ينبغي لي أن أفعله؟ وتعمدت استخدام كلمة «مُلحًّا» لأن أحداث الليلة الماضية غرست فيَّ قناعة راسخة بأن السُّم أُعطي لمريضي الغامض لغرض ما، وما ينبغي لنا أن نضيع الوقت إذا أردنا إنقاذه. فقد نجا البارحة وهو على مَشارف الموت — على افتراض أنه لا يزال على قيد الحياة — فقط بسبب موقفي الحازم غير المتوقَّع، الذي أجبر السيد فايس على الرضوخ إلى إجراءات الإنعاش.
لا أرى أملًا في أن أُدعَى إلى هناك مرة أخرى. وإذا صحت شكوكي القوية، فأظن أن السيد فايس سيستدعي طبيبًا آخر على أمل أن يُحالفه الحظ، ولا بد من إيقافه قبل فوات الأوان. قد رأيت هذا الرأي، ولكني عزمت على أن آخذ رأي ثورندايك وأتصرف بناءً على توجيهاته، ولكن كما قيل:
«مهما بلغ حُسن التدبير، فقد تأتيك الرياح بما لا تشتهيه.»
عندما نزلت إلى الطابق السفلي، فوجئت حين ألقيت نظرة مبدئية على دفتر المواعيد غير المنظَّم المعهود به إلى المساعد، أو إلى الخادمة حين يكون غائبًا. فقد رأيت أن قيود الفترة الصباحية تشبه صفحة من دليل مكتب البريد. فالاتصالات الجديدة وحدها أكثر من المعهود في يوم العمل العادي، ولا تزال المواعيد الروتينية بحاجة إلى الإضافة. تفكَّرت عابسًا إن كان الموت الأسود قد عاد إلى إنجلترا فجأة؛ ولذا هُرعت إلى غرفة الطعام وتناولت إفطارًا سريعًا، ولكني كنت أتعطل بين الفينة والأخرى حين يعلن المساعد عن وصول رسائل جديدة.
عُرف السبب بعد أول زيارتين أو ثلاث. تفشَّت الإنفلونزا في المنطقة، وفي هذه الفترة لا يكون لدينا عبء العمل العادي فحسب، بل تَرِد إلينا حالات من عند أطباء آخرين. إضافة إلى ذلك، يبدو أن الإضراب الذي نظَّمه العاملون في مجال التعمير والتشييد، قد أعقبه على الفور تدهور كبير في الحالة الصحية بين البنائين المنضَمِّين إلى نادٍ نفعي مُعيَّن، وهذا ما يفسر التفشِّي المنتشر والمفاجئ للمرض.
بالطبع، لم أجد سبيلًا لزيارة ثورندايك المزمَعة. ولذا اضطُرِرت إلى أن آخذ قراراتي على مسئوليتي الخاصة. ولكن بسبب العجلة والضغط والقلق في العمل، حيث إن بعض الحالات كانت حادة، بل بعضها كان خطيرًا؛ لم أجد فرصةً للتفكير في أي إجراء، فضلًا عن عدم إيجاد الوقت لتنفيذه. وعندما لم يكن لدى ستيلبري عربة، استأجرت واحدة، وما كدت أنتهي من زيارتي الأخيرة حتى انتصف الليل، وحينئذٍ أحسست أن التعب قد نال مني، لدرجة أنني غفوت في أثناء العشاء المؤجَّل.
افتُتِح اليوم التالي بمزيد من المرضى؛ ولذا أرسلت برقية إلى الدكتور ستيلبري في هاستنجز؛ حيث رأى أن الحكمة تقتضي الذهاب إلى هناك من أجل الاستشفاء من مرض خفيف. طلبت منه أن يأذن لي في استعمال مساعد، ولكن جاءني الرد بأن ستيلبري نفسه في طريقه إلى المدينة، وقد أحسست براحة حين دخلت غرفة الكشف لأحتسي كوبًا من الشاي، ووجدته يتصفح دفتر اليومية المفتوح.
قال بنبرة مرِحة ونحن نتصافح: «مصائب قوم عند قوم فوائد. فهذه الكشوفات ستُعوض مصاريف إجازتي، بما في ذلك أجرك أنت. بالمناسبة، أنت لست في عجلة من أمرك، أليس كذلك؟»
في الحقيقة، أنا كنت في عجلة؛ حيث إنني قررت أن أقبل عرض ثورندايك وأصبحت متشوقًا لتولِّي مهامي معه. ولكن لا يليق بي أن أترك ستيلبري يكافح وحده مع هذا الكم من الحالات، أو أن أتركه يطلب المساعدة من غريب.
أجبته: «أُفضِّل الرحيل حين لا تعود في حاجتي، ولكني لن أرحل حتى تنتهي هذه الذروة.»
قال ستيلبري: «هذا جميل منك. أعلم أنك لن تتركني. لنحتسِ الشاي ثم نقسم العمل. هل ثمة ما يستدعي الاهتمام؟»
هناك حالة أو حالتان استثنائيتان في القائمة، وبينما نصنِّف المرضى، كنت أقدم له التاريخ المرَضي بكلمات موجزة. ثم فتحت موضوع تجاربي الغامضة في منزل السيد فايس.
«ثمة مسألة أخرى أريد أن أخبرك بها، ولكنها ليست سارة.»
تعجَّب ستيلبري: «عجبًا يا صديقي!» وضع الكوب ونظر إليَّ وتعبيرات وجهه تنمُّ عن قلق بالغ.
أردفت: «أرى أنها حالة تسمم تنطوي على شُبهة جنائية لا لبس فيها.»
أشرق وجه ستيلبري من فوره. قال وفي صوته نبرة تنُم عن ارتياحه: «أوه، يُسعدني أن المسألة ليست أكبر من هذا. خشيت أن تكون مشكلة محيرة مع امرأة. فهذا الخطر موجود دومًا كما تعلم، لا سيَّما حين يكون الشخص شابًّا، ويصادف أن يكون جميل الطلعة مثل جيرفيس. هاتِ ما عندك.»
أوجزت له قصة ارتباطي بالمريض الغامض، وتجاهلت أيَّ ذكرٍ لثورندايك، ومررت مرور الكرام على الجهود التي بذلتُها كي أحدِّد مكان المنزل، واختتمت بضرورة إبلاغ الشرطة بهذه المعلومات.
قال متثاقلًا: «نعم، إنك على حق. ولكنها مسألةٌ مُزعجة للغاية. وذِكْر الطبيب في القضايا التي تحقِّق فيها الشرطة لا ينفعه. فهذه القضايا تستغرق وقتًا طويلًا أيضًا، وتُبقي المرء معلقًا حتى يُدلي بشهادته. ولكن معك كل الحق. لا يجدر بنا الوقوف مكتوفي الأيدي ونحن نرى بائسًا يُسقى السُّم من دون أن نفعل شيئًا. ولكن لا أحسب الشرطة ستتخذ أي إجراءات.»
«أوَتظنُّ ذلك حقًّا؟»
«أجل، أظنُّ ذلك. فالشرطة تحبُّ أن تتوفَّر أدلةٌ قاطعةٌ وواضحة قبل اتخاذ أي إجراءات. والإجراءات القانونية مُكلفة؛ ومن ثَم لا يهتمون بتحريك الدعوى ما لم تتوفَّر أدلة دامغة على الإدانة. وإذا لم تتوفر الأدلة، فإنهم يتعرضون للنقد اللاذع.»
«لكن ألَا ترى أن ما أُدلي به كافٍ لتحريك الدعوى؟»
«كلا يا جيرفيس. ربما يكشفون عن معلومات جديدة، ولكن إن لم يتمكَّنوا، فستسقط الدعوى. فأنت ليس لديك وقائع مبنية على أساسٍ متين كي تُجابِه الدفاع القوي. بالإضافة إلى أن المسألة ليسَت من اختصاصنا. أنت تريد أن تضع المسئولية كلها على الشرطة، وأنا أتفق معك قلبًا وقالبًا.»
قلت: «ما ينبغي أن يقع أي تأخير.»
«لا داعي لأي تأخير. فأنا سأزور السيدة واكفورد وستزور أنت أطفال رومل، وسنمُر على قسم الشرطة في طريقنا. ما رأيك أن نُعرِّج على المفتش أو الحكمدار؟»
انسجم الاقتراح مع ما أراه انسجامًا تامًّا. انطلقنا إلى وجهتنا بمجرد أن انتهينا من احتساء الشاي، وفي غضون ١٠ دقائق تقريبًا، وصلنا إلى مكتبٍ سيئ التأثيث ورثِّ الحال مُلحق بقسم الشرطة.
نزل الضابط الموجود من فوق كرسيِّه العالي، ووضع قلمه بعناية، وصافحنا بحرارة.
سأل وعلى شفتيه ابتسامة لطيفة: «ما الذي يمكنني أن أفعله من أجلكما؟»
بدأ ستيلبري يشرح له ما جئنا من أجله.
«تولى صديقي الدكتور جيرفيس مهام عملي بالنيابة عني لمدة أسبوع أو أسبوعَين، وقد مر بتجربةٍ غير عادية ويريد أن يقُصَّها عليك.»
سأل الضابط: «وهل هذه التجربة ضمن اختصاصات عمل الشُّرطة؟»
قلت: «الحكم في ذلك مردود إليك. وأحسبها تقع ضمن اختصاصات الشُّرطة، ولكن ربما ترى أنت رأيًا آخر»، عندئذٍ ومن دون مزيد من المقدمات، شرعت في سرد القصة، وقد أوجزتها له كما فعلت مع ستيلبري.
أصغت أذناه لما رويته له، وكتب بعض الملاحظات على ورقة، وحين انتهيت، كتب في دفترٍ ذي غلاف أسود مُلخَّصًا موجزًا للقصة.
قال: «كتبت هنا خلاصة ما قصصته عليَّ. سأقرأ عليك البلاغ، وإذا كان صحيحًا فستُوقِّع عليه.»
بعدما قرأ عليَّ البلاغ ووقعت على المستنَد، سألته ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذه المسألة.
أجابني: «يؤسفني أن أقول لك إنه لا يمكننا اتخاذ أي إجراءات فعَّالة. لقد جعلتنا على أهبة الاستعداد وسنُبقي أعيننا مفتوحة. ولكن أعتقد أنه لا يسعنا غير هذا، ما لم تَرِد إلينا معلومات أخرى.»
صِحتُ: «ولكن ألَا ترى أن هذه المسألة تُثير الريبة؟»
رد: «بلى. لا شك عندي أنها تثير الريبة، وقد أصبتَ بقدومك إلينا وإبلاغنا.»
قلت: «يا للأسف لأنه لن تُتَّخذ أي إجراءات. وبينما أنت هنا تنتظر سماع معلومات جديدة، فربما يُعطون ذلك البائس جرعةً أخرى ويقتلونه.»
«في هذه الحالة، ينبغي أن يتوفَّر المزيد من المعلومات، إلا لو أتى طبيبٌ أحمق وأصدر شهادة وفاة.»
«ولكن هذا غير مُرضٍ البتة. يجب ألَّا ندع الرجل لحتفه.»
«أنا أتفق معك تمامًا يا سيدي. لكننا لا نملك دليلًا على أن حياته مهدَّدة. أصدقاؤه أرسلوا في طلبك، وأنت عالجته بمهارة وتركته في حالة جيدة تُتيح له أن يتعافى. هذا كل ما نعلمه حقًّا عن هذه الحالة.» أردف الضابط حين بدرت مني إشارات على الاعتراض: «نعم، أعلم أنك ترى أنه ربما تُرتَكب جريمة وواجب علينا أن نمنعها. لكنك تبالغ في تقدير سلطاتنا. نحن لا يمكننا التحرك إلا بناءً على أدلةٍ تفيد أن الجريمة ارتُكِبت بالفعل، أو أن الجاني حاول ارتكابها حقًّا. لكن في الوقت الحالي، لا نملك ذلك الدليل. راجع تصريحاتك وأخبرني ما الذي يمكنك أن تُقسِم عليه.»
«أحسبني يمكنني القسم على أن السيد جريفز أُعطِي جرعة سامَّة من المورفين.»
«ومن أعطاه ذلك السُّم؟»
«أشك بقوة في …»
قاطعني الضابط: «هنا الخطأ يا سيدي. الشك ليس دليلًا. إننا نريدك أن تُقسِم على معلومةٍ وتعطينا وقائع كافية تُمكِّننا من رفع دعوى قانونية ضد شخصٍ بعينه. وما أدليتَ به لا يُمكِّنُنا من ذلك. فالمعلومات التي لديك تتلخص في الآتي: ذلك الشخص أعطاه أحدٌ ما جرعة سامَّة من المورفين ومن الواضح أنه تعافى. هذا كل ما أدليتَ به. ليس بوسعك أن تُقسم على أن الأسماء التي ذُكرت لك حقيقية، ولا يمكنك أن تعطينا أي عنوان أو حتى اسم منطقة.»
قلت: «دوَّنت بعض اتجاهاتٍ حسب البوصلة وأنا في العربة. وأظن أنه يمكن تحديد موقع المنزل من دون صعوبةٍ كبيرة.»
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه الضابط ونظر إلى الساعة شارد الذهن.
رد: «يمكنك أن تحدد موقعه يا سيدي. ليس عندي أدنى شكٍّ في أنه يمكنك تحديد موقعه. لكن لا يمكنني أنا. وعلى أي حال، ليس لدينا معلوماتٌ كافية كي نحرك الدعوى. وإذا حصلت على أي معلوماتٍ جديدة، أرجو أن تبلغني بها، وإني أقدِّر لك جهودك في هذه المسألة. طاب مساؤك يا سيدي. طاب مساؤك يا دكتور ستيلبري.»
صافح كِلَينا بلطف، وعلى الرغم من تأدُّبه وهو يصرفنا، فقد كان واضحًا أنه يريدنا أن نغادر؛ ولذا غادرنا.
وحين صرنا خارج القسم، تنفَّس ستيلبري الصُّعَداء. لم يُخفِ ابتهاجه حين علم أنه لن تطاله أي اضطرابات.
قال: «توقعت أن يكون هذا موقف الشرطة، وهم على حق تمامًا، كما تعلم. صحيح أن وظيفة القانون هي منع الجريمة، ولكن الوقاية بالمعنى الذي نفهمه غير ممكنةٍ في الممارسات القانونية.»
نزلت على رأيه وأنا فاقد الحماس. وقد شعرت بالإحباط لأنه لا تُوجد إجراءات احترازية يمكن اتخاذها. لكني بذلت ما بوسعي في هذه المسألة. ولا تقع عليَّ مسئولية أخرى، وعلى الرغم من أنني على يقين عمليٍّ بما شهدته وسمعته آخر مرة من السيد جريفز وعائلته الغامضة، صرفت هذه القضية عن تفكيري. افترقت أنا وستيلبري عند المنعطَف التالي ليذهب كلٌّ منا في طريقه، وسرعان ما تحوَّل تفكيري من خيال الجريمة إلى واقع تفشِّي الإنفلونزا.
استمرَّ العمل في عيادة الدكتور ستيلبري لفترةٍ أطول مما اتفقت معه عليها. مرت الأيام وأنا أتنقل بين شوارع كينينجتون المظلِمة، أو أصعد السلالم الضيقة أو أنزلها، وأعود في الليل مُنهَك القُوى، أو أخرج، والنُّعاس يداعبني، استجابةً لصلصلة مزعجة من دقات الجرس في الليل.
لقد نال مني إحباطٌ كبير. وظللت شهورًا وأنا أقاوم محاولات ثورندايك كي يقنعني بالتخلي عن ممارسة الطب العام والانضمام إليه. لم تنبُع مقاومتي من قلة الرغبة، ولكن من شكوكي العميقة بأنه كان يفكر في احتياجاتي أنا أكثر من احتياجاته هو، وأنه يعرض عليَّ الأمر من مُنطلَق عمل الخير وليس من منطلق عرض العمل. لكن عندما علمت أن الأمر على غير ما ظننت، لم أُطِق صبرًا كي أنضمَّ إليه، وبينما أسير بين الطرقات المظلمة لهذه الضاحية العتيقة، ذات الفيلات التي كانت رائعةً ذات يوم، والحدائق ذات الزهور الذابلة، وجدت نفسي أتُوق إلى الرفعة الهادئة التي تحظى بها منطقة تيمبل، والمسكن الذي يعيش فيه صديقي في شارع كينجس بينش ووك.
لم تأتِني العربة المغلقة مرة أخرى، ولم أسمع أي أخبار سواء بالخير أو بالشر عن المنزل الغامض الذي أتيت منه. وكأن السيد جريفز قد خرج من حياتي إلى الأبد.
لكن حتى وإن خرج من حياتي، فإنه لم يخرج من ذاكرتي. وبينما أمشي في الشوارع، كثيرًا ما تتَّقِد ذاكرتي بصورة تلك الغرفة ذات الإضاءة الخافتة ولا يسعني إطفاؤها. وفي كثيرٍ من الأحيان، أجدني أنظر مرةً أخرى في ذلك الوجه المخيف المنهَك، الهزيل الشاحب، وعلى الرغم من ذلك لا يَشمئزُّ الناظر إليه. تسترجع ذاكرتي كل الأحداث التي وقعت في تلك الليلة الأخيرة وكأنها وقعَت للتَّو، ما يدل على قوة الانطباع الذي تركه في نفسي حينئذٍ. ليتني أنسى هذه الحالة برُمَّتها؛ لأن كل حدثٍ فيها يصيبني بالانزعاج. لكنها ظلت عالقةً في ذاكرتي وتطاردني، وكلما استرجعَتها ذاكرتي، استرجعت معها هذه الأسئلة المقلِقة: هل السيد جريفز لا يزال حيًّا؟ وإذا لم يكن حيًّا، فهل لم يكن ثمة شيءٌ يمكن فعله من أجل إنقاذه؟
مضت قرابةُ شهرٍ قبل أن تبدر علامات العودة إلى وتيرة العمل الطبيعية. ثم بدأَت قوائم الكشف اليومية تتقلَّص يومًا بعد يوم، حتى قلَّ معها عبء العمل في اليوم. وحينئذٍ، انتهت مدة عُبوديتي. وفي إحدى الليالي، وبينما نكتب دفتر اليومية، قال ستيلبري:
«أظنني يمكنني تدبر شئون العمل بنفسي الآن يا جيرفيس. أعلم أنك لا تمكُث إلا جبرًا لخاطري.»
«أنا أنفذ التزامي تجاهك، ولكن لن أنزعج من الانصراف إن كان يمكنك تدبر أمرك من دوني.»
«أحسب أنه يمكنني ذلك. متى تريد أن تنصرف؟»
«في أقرب وقت ممكن. ولنقُل صباح الغد، بعدما أُجري بعض الزيارات وأنقل المرضى إلى مسئوليتك.»
قال ستيلبري: «جميل جدًّا. حينئذٍ، سأعطيك الشيك وأُسوِّي المسائل الليلة، بحيث يمكنك الانصراف متى شئت صباح الغد.»
هنا، انقطعت علاقتي بكينينجتون لين. وفي اليوم التالي قرب الظهيرة، وجدتُني أعبر جسر ووترلُو وأنا يغمرني إحساس المفرَج عنه قريبًا وفي جيبي شيك بقيمة ٢٥ جنيهًا. ستلحق بي أمتعتي حين أرسل في طلبها. والآن، عندما لم تعُقني حتى حقيبة يد، نزلت الدَّرَج فرحًا عند الطرف الشمالي من الجسر متوجهًا إلى شارع كينجس بينش ووك من طريق إمبانكمينت وميدل تيمبل لين.