حديقة الحيوان
مسودات الحياة
رأيٌ واحدٌ
خنزير أعجف
خمارويه وحارسه
(كان لخمارويه بن أحمد بن طولون أسد عَوَّدَهُ أن يجلس بين يديه إذا أكل، وأن يسهر إذا نام، وقد سافر مرة وتركه بمصر فقتل في دمشق، فَأَعْجِبْ لرجل حرسته السباع واغتاله الناس!)
العُقاب الهرم
عيش العصفور
الكروان
•••
ما أحب الكروان
ما أحب الكروان!
هل سمعت الكروان؟!
•••
•••
•••
على الجناح الصاعد
شدو لا نوح
شفاعة للغراب
•••
•••
•••
•••
أسبوع فلورة
(لا أعني تكريم كلاب المجاز، فليس تكريم الكلاب بالأمر الطارئ أو البدع الغريب! وما خلا زمان ولا مكان من كلب من كلاب الإنس علا به الجد إلى حيث باتت تتزلف إليه الأسود وتمشي بين يديه السباع! فإن المرء ليجد كيف صار إنسانًا له خسة الكلب ونذالته وليست له نظرته وإهانته، والناس تظلم الكلاب بحشره في زمرتها، ويرون نهاية الزراية وصفه بصفتها، وإن الكلبية لتبرأ براءة الإنسانية منه … ولكني عنيت الكلاب ذات الأذناب وقد وصفها العرب ورثوها ومدحوا خفتها وسرعتها ولكنهم لم يسبقونا إلى الاحتفاء بها، والاحتفال بولادتها وتسميتها! وإن حقًّا على الناس أن يمجدوا الأمانة حيث كانت وأين ظهرت، فهل نلام إذا نحن مجدناها في مخلوق من مخلوقات الله؟!
اجتمعنا في رهط من الأدباء ليلة من الليالي، وجعلنا مناسبةَ اجتماعنا مُضِيَّ أسبوعٍ على ولادة كلبة لبعض أصدقائنا، فقلت أبارك للنفساء وأحيي المولود!):
•••
أبو العيد
وعل كردفان
•••
الطير المهاجر
حديقة حيوانات آدمية
(هذه الحديقة لا تجمع إلا الفنان أو المحب للفنون، سُمِّيَ كل زميل من زملائها باسم حيوان يلاحظ في اختياره اتفاق الشبه في الملامح والعادات، وقد جمعها الفن كما كان أورفيوس المعروف في أساطير اليونان يجمع الأحياء حين يغني ويعزف، فتقبل عليه من كل فصيلة، وهي لا تشعر بخوف أو تهم بعدوان):
رثاء كلب
•••
كلبٌ ضائعٌ
أمام قفص الجيبون
(القرود العليا هي الشمبانزي و«الأرانغ أتانغ» و«الغورلا» و«الجيبون» وهو فرع وحده في رأي كثير من النشوئيين؛ لأنه صغير الحجم مختلف التركيب بعض الاختلاف.
ومن هذه القرود العليا ما يصلح — من الوجهة الشعرية — أبًا للفلاسفة والحكماء وهو «الشمبانزي»؛ لتأمله، وسكونه، واشمئزازه من الحياة!
ومنها ما يصلح أبًا لرجال المطامع والوقائع وهو «الغوريلا»؛ لبطشه، وهياجه، وقوة عضله.
ولكن «الجيبون» وحده هو الذي يصلح من الوجهة الشعرية أبًا للفنانين والراقصين؛ لأنه لعوب، طروب، رشيق الحركة، خفيف الوثوب، يقضي الكثير من أوقاته في الرقص والمناوشة، ويحب أن يعرض للناس ألاعيبه وبدواته، وإذا صعد أو هبط في مثل لمح البصر فإنما يصعد ويهبط في حركات موزونة متعادلة كأنما يوقعها على أنغام موسيقية لا تخطئ في مساواة الوقت ولا في مضاهاة المسافة، فإذا شهدته فاسأل نفسك:
ما بال هذا القافز الماهر قد وقف حيث هو في «سلم الرقي»، ولم يأت على درجات السلم كلها صعودًا ووثبًا في بضعة ملايين من السنين؟! هذا سؤال، وسؤال آخر تعود فتسأله: ماذا يفيد من الصعود إن كان قد صعد؟ الطعام المطبوخ؟ هو يأكل طعامه الآن نيئًا وذلك أنفع، أو يأكله مطبوخًا على يد غيره، وذلك أدنى إلى الراحة!
أو يفيد العلم؟ قصاراه إذن أن يقول: «لست أدري.» كما يقولها الإنسان كلما واجه معضلات الوجود.
أو يفيد وزن الشعر؟ هو الآن يزن الحركة كما توزن التفاعيل والأعاريض، وغاية مسعاه إذا أتقن وزن الكلام أن تعجز يداه وقدماه عن رشاقة الوثب ورقصات اللعب؛ لتستعيض منه بترقيص الكلمات وتوقيع المعاني، وهو قاعد حسير! أمام قفص الجيبون مجال واسع لأمثال هذه الأسئلة وأمثال هذه الموازنات):
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
عتب على الجيبون
(ذهب بعض الأدباء إلى حديقة الحيوان بعد نشر القصيدة السابقة، وقصدوا إلى قفص «الجيبون» فإذا هو في تلك الساعة كاسف البال صادف «المزاج» عن الرقص واللعب، فجاءوا إلى صاحب الديوان يطالبونه بتعويض أجر الدخول إلى الحديقة، كأنه هو الذي يعرض الجيبون ويتكفل للمتفرجين بتمثيل ألاعيبه، وفي الأبيات التالية رجاء لذلك الفنان ألا يكذب شهادته ولا يخيب ظنون الأدباء في مدحه وتقريظه):
بيجو
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••