مرثية جريدة المقطم
فَقَدت مغاني الأنس ضحوة أمس منعش الصدر ومطرب النفس المرحوم: عبده أفندي الحمولي؛ فخرست الدفوف وقطعت أوصال الأعواد حزنًا وأسًى على أشهر من اشتهر في مصر بالغناء والتلحين، قُضي رحمه الله مناهزًا الستين من عمره بعد ما بسم له الدهر فنال الحظوة من الملوك والأمراء والعظماء، وكان سمحًا جوادًا أنيسًا محبوبًا من صحبه ومعاشريه.
أُصيب بعلة منذ عهد قريب فقصد الصعيد مستشفيًا حتى إذا عاد إليه أمل الشفاء أشار عليه الأطباء بالسكن في حلوان فلم يدفع ذلك عنه مقدورًا. وكان من رجال الخير وخير الرجال همة في المساعدة والإسعاف فقد أحيا الليالي التي لا تحصى وهو يطرب المدعوّين في الأندية والحفلات التي خص دخلها بإنشاء المدارس أو بإعانة الفقراء والمحتاجين.
وقد جيء بجثَّته بعد الظهر من حلوان إلى مصر، ثم شيَّعها خلق كثير جدًا من الأعيان والوجهاء والأدباء إلى مدفنه في باب الوزير، وأُقيم مأتمهُ البارحة في منزله بالعباسية، وسيُقام فيه الليلة والليلة الآتية أيضًا، ويُقتصر فيه على ثلاث ليالٍ. سقى الله مثواه وابل الرحمات وأجمل عزاء ذويه والمصريين عمومًا فيه.