سلامة حجازي
ولد الشيخ سلامة حوالي سنة ١٢٧٨هـ بالإسكندرية وبعد أن تعلم مبادئ الكتابة والقراءة اشتغل بفن الإنشاد على الأذكار، ثم تدرّج إلى احتراف الغناء التمثيلي فوق المسارح، وانضم إلى فرقة إسكندر فرح حيث بهر العقول بصوته الفتان، وكوّن بعد أن انفصل منه فرقةً خاصةً به، وقام بتمثيل روايات نسج إبراد معظمها المرحوم الشيخ: نجيب الحداد، الذي عرّب ثلاثة أرباع الروايات التي مثلت، فضلاً عن روايات خطية لم يفسح له أجله بإتمامها وطبعها.
وسافر في سنة ١٩٠٨ إلى حلب حيث تقابل مع الأستاذ المرحوم: أنطون الشوا وطلب إليه أن يقدمه لبعض العائلات الوجيهة فيها؛ لأجل التعرف بها، وطلب أيضًا أن تعرض عليه رقصة السماح التي اشتهر بها الحلبيون، فشاهدها وسمع تواشيح من مقام العجم التي يندر وجودها في مصر. فلما أعجب بها تلقف وصلة جميلة منها وكلف كلاً من محمود رحمي وأحمد فهيم بتدوين ما سمعه في حلب من تواشيح جميلة.
وكان على اتصاله برجال الأدب الذين استمد منهم خلاصة ما عربوه من روايات دائبًا على اقتفاء إثر عبده الحمولي، وموفقًا بالاهتداء إليه بواسطة: جمعه المطيب، الذي كان يطلعه على برامج حفلاته الغنائية ليستقي من بحره بعد إنهائه عمله المسرحي. وقد روى لي الأستاذ: داود حسني أن دعى عبده وسلامة حجازي والسيدة ليلى خياط للغناء بدار الأوبرا في ليلة خيرية، فابتدأ الشيخ سلامة بإلقاء قطعة غنائية تمثيلية أطرب بها الحضور، وتلته ليلى المذكورة وغنت على تختها بمساعدة شقيقتها «كقانونجية» ونالت الاستحسان، ثم صعد عبده على تخته المكون من كل من الليثي والعقاد وسهلون وأحمد حسنين وبركات وغنى مذهب رصد، تلحين محمود الخضراوي الآتي بيانه.
مذهب
دور
فكان يكرر «يا جميل دا يصح منك تلوف بغيري…» مطلقًا صوته في الفضاء إلى أن بلغ أقصى حد، ثم أخذ ينحدر رويدًا رويدًا إلى أن بلغ القرار، حيث أقفل دوره على المقام بقوله «دا يصح يا سيدي منك» وما كاد يرتكز على «القفلة»، ويرسخ رسوخ الطود على آخر العبارة «يا سيدي منك» حتى فتن العقول وأحرز خطر السبق عليهما:
وقد تفضّل عليّ حضرة النابغة الأستاذ: خليل مطران ببيان موجز عن الفرقة التمثيلية في مصر جم الفائدة، وحري بالاعتبار آثرت إيراده إتمامًا لما ذكرته بأول كتابي في باب التمثيل، وتنويرًا للأذهان، فإني أشكره على جميل صنعه وأسأل الباري أن يكلل أعماله في الفرقة القومية بالنجاح؛ لتبلغ الشأو الذي يصبو إليه قلبه الطاهر، ويستحقه مجهوده العظيم. وإليكم البيان.