الفصل الثامن
القصائد التي غناها
قصيده لابى فراس
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم١ أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعًا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوعد والموت دونه
إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
تسائلني من أنت وهي عليمة
وهل بفتىً مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء الهوى لها
قتيلك، قالت، أيهم فهم كثر
وقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
قصيدة لآخر
أسرت فؤاد المستهام عزيزة
ملكت قلوب العاشقين بأسرها
جلست على عرش الجمال فأشرقت
شمس الجمال تضيء ساحة قصرها
من قال أن أشكو الغرام وإنني
لأقل قدرًا أن أموت بحبها
أنا عبدها٢ مهما تحكم أمرها
في كل حال عاجز عن شكرها
في الشرق شمس للنهار نظيرها
في الغرب بدر ليس يغرب نورها
قصيدة لآخر
فيا مهجتي ذوبي جوى وصبابة
ويا لوعتي كوني كذاكي مذيبتي
ويا نار أحشائي أقيمي في الجوى
حنايا ضلوعي فهي غير قويمة
قصيدة ليزيد بن معاوية
نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشًا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرف نمل في أناملها
أو روضة رصعته السحب بالبردِ
خافت على يدها من نبل مقلتها
فألبست زندها درعًا من الزردِ
أنسيةُ لو رأتها الشمس ما طلعت
من بعد رؤيتها يومًا على أحدِ
سألتها الوصل قالت لا تُغرَّ بنا
من رامَ منا وصالاً مات بالكمدِ
فكم قتيل لنا في الحب مات جوى
من الغرام فلم يُبدِ ولم يُعدِ
قد خلفتني طريحًا وهي قائلةٌ
تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ
واسترجعت سألت عني فقيل لها
ما فيه من رمق دقت يدًا بيد
واستمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت
وردًا وعضت على العناب بالبردِ
هم يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
قصيدة لآخر
حجبوها عن الرياح لأني
قلت يا ريح بلغيها السلاما
فتنفستُ ثم قلت لطيفي
ويك إن زرت جفنها إلماما
حيّها بالسلام سرًا وإلا
منعوها لشقوتي أن تناما
قصيدة لآخر
تذلل لمن تهوى فليس الهوى سهل
ففي حبه يحلو التهتك والذلُ
تذلل له تحظ برؤيا جماله
إذا رضي المحبوب صح لك الوصلُ
١
أصلها «بلى» أبدلها «بنعم».
٢
كان يقول تارة «أنا عبدها…» وطورا «أنا عبدك…».