خاتمة
هذا قليل من كثير من براهين جهل المكتوبجي؛ أوردتها للقاري عسى أن يدرك مقدار العذاب العظيم الذي يقاسيه أصحاب الجرائد في تركيا وخصوصًا في سوريا.
ولست أريد من نشر هذا الكتاب إلا بيان مساوئ الحكومة العثمانية، ليدرك كل إنسان ما هي درجة خمولها وظلمها؛ وبالتالي ليشترك الجميع في السعي وراء إكراهها على الإصلاح.
ولا يخطر للقاري أنني أريد الانتقام من المكتوبجي، فقد أنقذني الله من سلطته الظالمة.
يقول بعض الجهلاء في جرائدهم أنني خائن الدولة وأنني أطعن عليها لأنني أرغب سواها، وأن حكومة بيروت طردتني وأنها لا تعتبرني، وأنني كنت في بلادي موضوع الاحتقار.
وأقول أنا: إنني غير خائن؛ فصديقك من صدَقَكَ لا من صدَّقك. وإنني لا أطعن على دولتي حبًّا بسواها بل غيرةً عليها ورغبةً في إصلاحها، وإن حكومة بيروت تعتبرني وإنني كنت في بلادي محل رضى الحكام وثقتهم.
ولا أعرف برهان الطاعنين؛ على أنهم لم يظهروه، شأنهم في كل كتاباتهم، يكتفون بالقول ويُغْضُونَ عن تقديم البرهان.
يانيه، في ٢٤ فبراير
أيها الفاضل
قبلًا بلغني عودك الوطن فسررت لسلامتك وبادرت إلى تهنئتك برجوعك سالمًا؛ لأن صدق عبوديتك وإخلاصك لا يشك بهما إلا الحسود المعاند كونهما كفيلين ضامنين لك النجاح والفلاح حالًا واستقبالًا بظل سيدنا ومولانا الخليفة الأعظم أيده الله بالنصر والتوفيق. ولما كنت أعلم الناس بك وبما جبلتَ عليه من الصداقة، أعُدُّ نفسي مديونًا لأسعى عند سنوح الفرصة لما يسرُّك من أسباب رضى الخليفة الأعظم، والموفق هو الله سبحانه وتعالى. وفي الختام، اقبل احترام صديقك.
هذا هو المكتوبجي الذي كان يُضيِّق عليَّ يشهد لي هذه الشهادة غير مطلوبة منه ولا هو مضطرٌّ إلى إعطائها، أما المكتوبجي الحالي الذي شدَّدت عليه النكير في كتاباتي فلا يعرف اللغة العربية وهو فاسد من طبعه.