١٩٧٠
«يوم مجدِك الحقيقي سنة ٥٦، عندما تَصدَّرَت صورتُك صحفَ العالَم، واهتزَّت أركان الإمبراطورية التي لا يغيب عنها الشمس، يومَ أعلنتَ تأميمَ القناة التي فقدَت مصرُ في حفرها ١٢٠ ألف مصري، وصارت تُدرُّ ٣٥ مليون جنيه، تأخذ مصر منها مليونًا واحدًا. أذهَلتَ العالَم بمُقامرة أفلتَّ منها بأعجوبة.»
جمَع «صنع الله إبراهيم» في هذا العمل بين السرد الروائي والأرشيف التاريخي للكثير من الأخبار التي تَناولَتها الصحفُ في عام ١٩٧٠م، وهو العام الذي تُوفِّي فيه «جمال عبد الناصر»، فخرجَت الرواية بسرديَّةٍ مُبتكَرة وجديدة ومُوثَّقة في آنٍ واحد. فراح يَسرد الكثيرَ من الأحداث على مدار أيامِ عامِ ١٩٧٠م؛ منها ما هو سياسيٌّ يَتعلَّق بالصراع العربي الإسرائيلي، ومنها ما هو غير ذلك من صنوف الأخبار المختلفة، سواء كانت إعلاناتٍ عن مُنتَجات، أو دعايةً فنية، أو أخبارًا اجتماعية تَتعلَّق بهجرة مصريين إلى الخارج، وغير ذلك من الأخبار التي حوَتها صحفُ عامِ ١٩٧٠م. وبالتوازي كان الراوي يخاطب «جمال عبد الناصر»، ويضع التجرِبة الناصرية في الميزان عبر حوارٍ يمتدُّ طَوال الرواية وينتهي في التاسع والعشرين من سبتمبر؛ يومِ وفاة «جمال عبد الناصر»، ومشهد يوم الرحيل.