بسم العليم الفتَّاح
هذه رسالة اجتهدت أنْ أجعلها — على صغر حجمها — خير سبيل واضح، موطأ الأكناف، يفضي بسالكه إلى نماذج كافية من محاسن الأدب العربي، وكأنها رياضة، ويدله على أمثلة من مساوئه، وكأنها على حواشي تلك الرياض أشواك وحجارة معثرة، مع الإشارة إلى دواعي الحسن والقبح في كلتا الفئتين تتخللها نوادر طيبة، وقد تصدرت الجميع لمحةٌ ذاتُ أشعة وَهَّاجة في تاريخ الأدب العربي.
وأمَّا ختام الرسالة ففصل ربما استحق أنْ يُعد فصل الخطاب في أوجه التقصير التي يُتهم بها أدبنا، ومبلغ الصحة أو الزور من كل من تلك الأوجه مؤيدًا بالدليل والشاهد، ومن ثمَّ يتمكن قارئ الرسالة الممعن فيها نظره أنْ يقف على الشيء الكثير من أسرار الأدب وقوفًا صحيحًا مجملًا، يغنيه عن التفصيل إنْ أراد الاستغناء، ويساعده على تفهمه أعظم مساعدة إنْ أراد أنْ يتتبعه في مظانه من مطولات الكتب. والله المسئول ألَّا يخيب مسعاي فيما قصدته من خدمة نصوح لطلاب الأدب وأنصاره بهذه الصفحات اليسيرة.
إدوار مرقص