روابط الكنيسة ونُظمها في القرن الثالث
الأخوَّة والمحبة
وواظب المسيحيون في هذا القرن على محبة المسيح، وأحب بعضهم بعضًا؛ لأنهم أحبوا المسيح ولأن المسيح أحبهم، وبقيت الكنيسة أخوية يتساهم أعضاؤها الوفاء ويتقاسمون الصفاء؛ لأن قلوبهم اجتمعت على محبة السيد المخلص، واتفقت على ولائه، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا كل طمَّاع رغيب، خلا قلبه من نعمة الله ومحبة ابنه الحبيب.
كنيسة واحدة جامعة
الهيرارخية
هيرارخية أنطاكية
تقدم رومة في الكرامة
وآباؤنا وعلماؤنا رأوا، ولا يزالون، في الصخرة التي تبنى عليها الكنيسة صخرة الإيمان، صخرة القول مع بطرس «أنت المسيح ابن الإله الحي» (متَّى، ١٦: ١٦)، ورأوا في القول «أنت صخر» تثبيتًا لبطرس في إيمانه، وقال آباؤنا بتساوي الرسل الأطهار في النعمة وفي الحل والربط، ووجدوا في اختلاف بطرس وبولس في أنطاكية واحتكامهما أمام مجمع الرسل في أوروشليم برئاسة يعقوب «أخي الرب»، دليلًا واضحًا على هذا التساوي؛ فبطرس لم يعترض على الاحتكام، بل امتثل لقرار المجمع، فأين الزعامة! وينهج آباؤنا في وحدة الكنيسة نهج القديس كبريانوس في رسالته «وحدة الكنيسة»، ولا سيما في الفصلين الرابع والخامس، فيرون أن هذه الوحدة تتجلى بتفاهم الأساقفة وتعاونهم، وأن الكلمة التي وجَّهَها السيد إلى بطرس إنما ترمز إلى وحدة الأساس الذي ترتكز إليه الكنيسة.
أنطاكية ورومة
الأساقفة
الكهنة
الخور أسقف
الشمامسة
وواظب الشمامسة في هذه الحقبة من تاريخ الكنيسة على القيام بالخدمات نفسها التي مارسوها في القرنين الأولين، فعاونوا الأسقف في الصلوات والخدمات الروحية، وأشرفوا على توزيع الصدقات بين المؤمنين الفقراء، كما قاموا ببعض أعمال إدارية داخل الكنيسة وخارجها، وآثر الآباء في هذه الحقبة تأثر الرسل في عدد الشمامسة، فجعلوا هذا العدد سبعة وأبقوه، كما كان في أيام الرسل في أم الكنائس، وكان المقدم بين الشمامسة السبعة يُدعَى أرشدياكون، وكان الأرشدياكون في معظم الكنائسِ الكبيرةِ الشخصيةَ الثانيةَ بعد الأسقف، يخلفه في غالب الأحيان بعد وفاته.