كنيسة أنطاكية في الربع الأول من القرن الخامس
الهيرارخية
وتدل النصوص الباقية أن هيرارخية كنيسة أنطاكية شملت في الربع الأول من القرن الرابع، أي قبيل التئام المجمع المسكوني الأول، الأبرشيات الآتية: أبرشية فلسطين ومركزها قيصرية، وأبرشية فينيقية ومركزها صور، وأبرشية العربية ومركزها بصرى، وأبرشية سورية ومركزها أنطاكية، وأبرشية ما بين النهرين ومركزها الرها، وأبرشية قيليقية ومركزها طرسوس، وأبرشية أسورية ومركزها سلفكية.
أسقف أنطاكية
وكفى أسقف أنطاكية فخرًا آنئذٍ أن يكون أسقف أنطاكية، ومن هنا في الأرجح هذا السكوت في المراجع الأولية عن ألقابه وعن صلاحياته قبل أيام يوستنيانوس الكبير، وجل ما نعلمه وتقره المصادر هو أن موافقة الأبرشيات الخاضعة له كانت ضرورية لارتقائه إلى منصب الرئاسة، وأنه لم يكن له حق التدخُّل في ترقية إكليروس هذه الأبرشيات من درجة إلى درجة.
متروبوليت الأبرشية
أما متروبوليت الأبرشية فإنه حفظ في يده حق ترقية رجال الإكليروس في داخل أبرشيته، وكان لا بد من موافقته وحضوره لسيامة الأساقفة الخاضعين له، وكان عليه أن يدعو إلى مجمع محلي جميع أساقفة أبرشيته مرتين في كل سنة، مرة في الأسبوع الثالث بعد الفصح، ومرة ثانية في منتصف تشرين الأول، وهي أمور نصَّتْ عليها قوانين مجمع التكريس في أنطاكية (١٩ و٢٠) ومجمع نيقية (٦).
الكنيسة والدولة
الآباء العلماء
رهط من كبار الأساقفة
بين اللاذقية وبيروت
المصلون والراهب ألكسندروس
ذوات الأقراص
واهتمت نساء أبرشية بصرى بالسيدة العذراء، فأقمن لها احتفالًا خصوصيًّا، وصنعن لها عرشًا، وأعددن أقراصًا، واجتمعن حول العرش لأكل الأقراص وممارسة بعض الأعمال كأنهن من الكهنة.
بورفيريوس (٤٠٤–٤١٤)
ألكسندروس (٤١٤–٤٢٤)
وكان ثيوفيلوس خصم الذهبي الفم قد ناشد أساقفة الشرق والغرب موجبًا رفع اسم خصمه من الذبتيخة، والذبتيخة مصحف يضم أسماء الذين يراد ذكرهم من شهداء وأبرار وقديسين أو من أساقفة وبطاركة عند تقديم الذبيحة الطاهرة، وكان قد أصرَّ على هذا العناد عدة سنين حتى أصبح ذكر الذهبي الفم في الذبتيخة من أهم مشاكل الكنيسة في الشرق ما بين السنة ٤٠٤ والسنة ٤١٤، وتوفي ثيوفيلوس في السنة ٤١٢، وخلف الرسولين في أنطاكية ألكسندروس التقي المسالم، وأحب أن يزيل النفور الذي كان قد دبَّ إلى قلوب «الحناويين» من أبناء رعيته، فدوَّن اسم يوحنا الذهبي الفم في الذبتيخة الأنطاكية، وقبل في الشركة ألبيذس أسقف اللاذقية وببوس وغيرهما ممَّن وقع تحت الاضطهاد من أصدقاء الذهبي الفم.
وفي هذه الأثناء عرف أكاكيوس أسقف حلب خطأه، فوضع اسم الذهبي الفم في الذبتيخة الحلبية، ولم يمضِ وقت يسير بعد هذا حتى اتحدت الكنيسة الأنطاكية على تكريم الذهبي الفم مفتخرة بكونه ابنها ورسولها، وأصرَّت كنيسة القسطنطينية على إنكاره وغمص جميله، فسار ألكسندروس أسقف أنطاكية إلى القسطنطينية، واستنفد الجهد في اجتذاب أتيكوس، فأخفق فاستفز حمية الشعب بتعداد فضائل الذهبي الفم، فتضرعوا إلى أتيكوس أن يقبل بتكريم سالفه، فأبى فعاد ألكسندروس إلى أنطاكية حابط السعي.