أوطيخة والمجمع المسكوني الرابع
أوطيخة (٣٧٨–٤٥٥)
دومنوس أسقف أنطاكية (٤٤١–٤٤٩)
دومنوس وأوطيخة
الإمبراطور يدافع عن أوطيخة
فلابيانوس وأوطيخة
لاوون وأوطيخة
تلصص في أفسس (٤٤٩)
طوموس القديس لاوون
لقد جلست أيها المجيد على كرسي الكهنوت، وأبكمت بعقائد الثالوث الموقر أفواه الأسد الناطقة، وأنرت رعيتك بنور معرفة الله، فلذلك مجدت يا مقرًّا إلهيًّا لنعمة الله.
المجمع اللصوصي
رومة تحتَجُّ
بلشيرية ومركيانوس
ووقع ثيودوسيوس عن حصانه، ومات في الثامن والعشرين من تموز سنة ٤٥٠، ولم يكن له ولد فاستلمت بلشيرية أخته زمام الأمور، ثم تزوجت من قائد جيشها مركيانوس، شرط أن تبقى عذراء، وأن تقتصر الزيجة على الاشتراك في إدارة الإمبراطورية.
المجمع المسكوني الرابع
ثم رغب مركيانوس أن تُعقد جلسات المجمع في خلقيدونية لقربها من العاصمة، وأمر بإخراج رهبانها منها لتأمين السلام والصفاء فأُخرِجوا، وبدأ المجمع المسكوني الرابع أعماله في الثامن من تشرين الأول سنة ٤٥١ في خلقيدونية.
الوفد الأنطاكي
- (١) أساقفة سورية الأولى: مكسيموس أسقف أنطاكية، وماراس أسقف خناصير Anasartha (إلى جنوبي حلب وشرقيها، وعلى بُعْد ستين كيلومترًا عنها)، وثيوكتيستوس أسقف حلب، ورومولوس أسقف قنسرين Chalcis، وبوليكاربوس أسقف جبلة، وبطرس أسقف الجبُّول Gabboula، ومكاريوس أسقف اللاذقية، وسابا أسقف بلدة Paltos، وجيرونتيوس أسقف سلفكية.
- (٢) أساقفة سورية الثانية: دومنوس أسقف أبامية، ومرقس أسقف الرستن Arethusa، وتيموثاوس أسقف بانياس Balanée، وأفتيخيانوس أسقف حماة، وملاتيوس أسقف شيزر، وبولس أسقف مريمين إلى شرقي المشتى، ولمباذيوس Lampadios أسقف رفنية Raphania، وأفسابيوس أسقف جسر شغور Seleucobelos.
- (٣)
أساقفة أسورية: وهم اثنان وعشرون، أولهم باسيليوس أسقف سلفكية الساحلية، ويأتي بعده يعقوب أسقف أنيموريون، وأكاكيوس أسقف أنطاكية.
- (٤)
أساقفة قيليقية الأولى: ثيودوروس أسقف طرسوس، وفيليبوس أسقف أدنة، وثيودوروس أسقف أوغسطة، وخمسة آخرون.
- (٥) أساقفة قيليقية الثانية: كيروس أسقف عين زربة، ويوليانوس أسقف الإسكندرية، وباسيانوس أسقف موبسوستي، ويوليانوس أسقف أرسوز Rhosos، وخمسة آخرون.
- (٦) أساقفة الفرات: إسطفانوس أسقف منبج Hierapolis، وقوزمة أسقف بالس Barbalisos (بين منبج والرقة وقبل صفين)، وثيودوريطس أسقف قورش، وتيموثاوس أسقف دولك Doliché، وداود أسقف جرابلس Europos، ويوحنا أسقف مرعش، وبتريقيوس أسقف صفين Neocesaria، وماراس أسقف روم قلعة Ourima، وأثناسيوس أسقف بيرين Perrhé، وماريانوس أسقف الرصافة Sergiopolis، وروفينوس أسقف سميساط، وأورانيوس أسقف سورية أو سورة على الفرات، وإيفولغيوس Evolcios أسقف بلقيس Zeugma.
- (٧) أساقفة الرها: نونوس أسقف مدينة الرها، ودانيال أسقف بيرة جك Birtha وأحيانًا Macedonopolis، ودميانوس أسقف الرقة Callinicum، وإبراهيم أسقف كيراسيوم Ciresium، ولعلها قرقيسيون عند مصب الخابور في الفرات، وصفرونيوس أسقف قسطنطينة، ويوحنا أسقف حرَّان Carrhes، وقيومة أسقف مركوبوليس وهي مجهولة الموقع، ويوحنا أسقف العرب Sarracènes.
- (٨) أساقفة ما بين النهرين: سمعان أسقف آمد، وماراس أسقف غزة (وهي مجهولة الموقع)، وقيومة أسقف أنجل، ونوح أسقف كيفا، وزبنوس أسقف ميافارقين Martyropolis، وأفسابيوس أسقف صوفانة.
- (٩) أساقفة العربية: قسطنطين أسقف بصرى، وبروكلوس أسقف درعة، ومالك أسقف مسمية Phaena، وثيودوسيوس أسقف القنوات Canatha، وسُليم أسقف قسطنطينة اللجا، وماراس أسقف السويدا Dionysias، ويوحنا أسقف الصنمين Erès، وزوسيس أسقف حسبان Esbos، وأناستاسيوس أسقف حران Eutimia، وبلانكوس أسقف جرش، وغيانوس أسقف مادبا، وسويروس أسقف شقة Maximianopolis، وخيلون أسقف خان النيلة Neapolis، وأيوب أسقف نوي Nevé، وغوطوس أسقف مشنف Neela، وأفلوجيوس أسقف عمان Philadelphia، وهورميداس أسقف شحبة Philippopolis، ونونوس أسقف أذرح Zerabene.
- (١٠) أساقفة فينيقية الأولى أو الساحلية: فوطيوس أسقف صور، وألكسندروس أسقف طرطوس Antarados، وبولس أسقف أرواد، وإيراقليطس أسقف عرقة Arce، وأفستاثيوس أسقف بيروت، وبورفيريوس أسقف البترون Botrys، وبطرس أسقف جبيل Byblos، وفوسفوروس أسقف عرطوز Orthosia، وأوليمبوس أسقف بانياس، وتوما أسقف النبي يونس Porphyreon، وبولس أسقف عكة Ptolemais، ودميانوس أسقف صيدا، وثيودوروس أسقف طرابلس.
- (١١) أساقفة فينيقية الثانية أو اللبنانية: ثيودوروس أسقف دمشق، ويردانوس أسقف سوق وادي بردي Abila، وإبراهيم أسقف حرلانة في الغوطة، وذاذاس أسقف قارة أو كناكر Chonacara، وبطرس أسقف جيرود Corada، وثيودوروس أسقف مهين Danaba، وأورانيوس أسقف حمص، وتوما أسقف حوارين Evaria، ويوسف أسقف بعلبك Heliopolis، وأفسابيوس أسقف يبرود، وفاليريوس أسقف قطينة Laodicia، ويوحنا أسقف تدمر، وأفستاثيوس أسقف العرب.٤٠
الوفود الأخرى
- الجلسة الأولى: وافتُتِحت أعمال المجمع في الثامن من تشرين الأول في كنيسة القديسة أفيمية٤١ في خلقيدونية، بحضور هذا العدد الكبير من الأساقفة، ووجود عدد من وجهاء
الدولة في صدر المجمع أمام الباب الملوكي، وعن يسارهم: نوَّاب رومة القديمة، وأنانوليوس
أسقف رومة الجديدة، فمكسيموس أسقف أنطاكية، وعن يمينهم: ديوسقوروس أسقف الإسكندرية،
ويوبيناليوس أسقف أوروشليم، ثم سائر الأساقفة من الجهتين، ويتضح من هذا الترتيب أن
رئاسة المجمع المسكوني الرابع كانت في يد السلطة.٤٢
وبعد الافتتاح قام باسكاسينوس ووقف في وسط المجمع وقال لعظماء الدولة: «إن أسقف مدينة الرومانيين الرسولي الجزيل الغبطة رأس جميع الكنائس، أمرنا أن نخاطبكم بألَّا يجلس معنا ديوسقوروس أسقف الإسكندرية، فإما أن يخرج هو وإما أن نخرج نحن.» فرأى ممثلو السلطة أن يجلس ديوسقوروس في وسط المجمع فجلس، ثم وقف أفسابيوس أسقف دورلة، ودفع للمجمع كتابًا مضمونه ملخص ما جرى من التلصص في أفسس، وتُلِيت بعد ذلك أعمال المجمع اللصوصي، ثم أعمال المجمع القسطنطيني قبله، وبعد أخذ ورد شديدين اقترح ممثلو السلطة قطع كلٍّ من ديوسقوروس الإسكندرية، ويوبيناليوس أوروشليم، وثلاسيوس قيصرية، وأفسابيوس أنقيرة، وأفستاثيوس بيروت، وباسيليوس سلفكية؛ باعتبارهم زعماء التلصص في أفسس، ثم ارتفعت الجلسة فخرج الآباء يرددون: «قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، ارحمنا.» وهي أول مرة يرد فيها ذكر التريصاجيون في تاريخ الكنيسة، وهتفوا بعد هذا التقديس قائلين: «لتكن سنو الإمبراطور عديدة! المسيح أسقف ديوسقوروس القاتل! قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، ارحمنا.»
- الجلسة الثانية: وعاد الآباء إلى العمل في العاشر من تشرين الأول، وظل ديوسقوروس ويوبيناليوس وسائر المتهمين بأعمال التلصص في أفسس خارج المجمع، فطلب ممثلو السلطة إلى الآباء المجتمعين أن ينظروا في أمر الإيمان، وأن يتفقوا على صيغة تصبح هي المعول عليها، فذكر الآباء أن المجمع المسكوني الثالث حرم أي تعديل في قانون الإيمان النيقاوي، ولكن نظرًا لإلحاح السلطة فإن الآباء أصغوا إلى نصوص رسائل كيرلس إلى نسطوريوس ويوحنا، وإلى «الطوموس» رسالة لاوون إلى فلابيانوس، فهتف معظم الآباء قائلين: «هذا هو إيمان الآباء، هذا إيمان الرسل، جميعنا هكذا نؤمن، الأرثوذكسيون هكذا يؤمنون، محروم مَن لا يؤمن هكذا، بطرس نادى بهذا التعليم بواسطة لاوون، كيرلس هكذا علم، محروم مَن لا يؤمن هكذا.» وتردَّدَ أساقفة فلسطين، وطلبوا شرح الطوموس، ولم يتخذ أساقفة مصر موقفًا معينًا نظرًا لتغيُّب رئيس وفدهم ديوسقوروس، وقبيل ارفضاض الجلسة هتف بعض الإليريين للأساقفة المتهمين.
- الجلسة الثالثة: والتأم المجمع في جلسة ثالثة في الثالث عشر من تشرين الأول، وفي كنيسة مجاورة لكنيسة القديسة أفيمية تضم رفاة بعض الشهداء، وتغيب ممثلو السلطة فتسلم تسيير دفة الأمور الأسقف باسكاسينوس ممثل أسقف رومة، ونهض أفسابيوس أسقف دورلة وقرأ مذكرة جديدة بيَّن فيها هفوات ديوسقوروس وذنوبه، ثم تلاه أربعة إكليريكيين إسكندريين انتقدوا ديوسقوروس من حيث موقفه من أسرة سلفه كيرلس وقساوته وظلمه، ومن حيث طمعه بالمال وجشعه في جمعه، فدعا المجمع ديوسقوروس ثلاث مرات فلم يحضر، فقال باسكاسينوس: «لقد دعي ديوسقوروس ثلاث مرات ولم يحضر، فماذا يستحق هذا الذي يزدري بالمجمع؟» فقال المجمع: «يستحق جزاء العصاة.» ثم قال لوقيانوس أسقف بيزا ونائب أسقف هرقلية: «لقد أجرى المجمع المسكوني السابق أعمالًا ضد نسطوريوس، فَلْنقف على إجراءاته وَلْنعمل بموجبها.» فقال باسكاسينوس: «أتأمرون أن نطبق في حقه عقوبات كنسية؟» فقال المجمع: «إننا نوافق على ما هو حسن.» وخاطب الأسقف يوليانوس وفد رومة وطلب إلى رئيسه باسكاسينوس أن يبين القصاص المعين في القوانين، فقال باسكاسينوس: «إني أكرر ماذا تستحسنون؟» فقال مكسيموس أسقف أنطاكية العظمى: «كل ما يستحسنه بركم نوافق عليه.» فاقترح باسكاسينوس قطع ديوسقوروس؛ لأنه برَّأ أوطيخة وقبله في الشركة قبل اجتماع أفسس، ولأنه لم يسمح بقراءة رسالة لاوون إلى المجمع، ولأنه أصَرَّ على قطع العلاقة مع الأرثوذكسيين، فقال أناتوليوس أسقف رومة الجديدة: «إني أعتقد في كل شيء مثل الكرسي الرسولي، وأوافق على قطع ديوسقوروس.» وقال مكسيموس أسقف أنطاكية: «إني أضع ديوسقوروس تحت العقاب الكنسي الذي فاه به لاوون أسقف رومة القديمة وأناتوليوس أسقف رومة الجديدة.» ووافَقَ كثيرون آخرون، فحُكِم على ديوسقوروس بالقطع، أما الأساقفة الباقون من المتهمين فإنهم قدموا ندامةً ونالوا الصفح.
- الجلسة الرابعة والخامسة: وبحث الآباء في الجلستين الرابعة والخامسة أمر العقيدة، فنظروا في طوموس لاوون
على ضوء دستور الإيمان الذي سُنَّ في المجمعين المسكونيين الأول والثاني، وعلى ضوء
تحديدات القديس كيرلس كما جاءت في أعمال المجمع المسكوني الثالث.
وقدم ثلاثة عشر أسقفًا مصريًّا لائحة إيمان أثبتت تعلقهم بإيمان الآباء منذ عهد مرقس الإنجيلي حتى أيام كيرلس، وشجبوا آريوس وفنوميوس وماني ونسطوريوس، ولكنهم سكتوا عن أوطيخة، فوبخهم المجمع فقالوا إنهم يعملون بموجب القانون النيقاوي السادس؛ إذ لا يجوز لهم أن يقطعوا رأيًا بدون موافقة أسقف الإسكندرية.
وحاول برصوم أن يدافع عن ديوسقوروس ولكنه لم يُفلح، فإنه ما كاد يُطل على الآباء المجتمعين حتى تعالت الأصوات بوجوب خروجه، فقال البعض: «إلى الخارج أيها القاتل، إلى المرسح المدرَّج، إلى الوحوش الضارية.» فخرج برصوم والوفد الرهباني الذي كان يرافقه.
وألفت لجنة تمثل جميع الآراء في المجمع لتعد صورة اعتراف يبتُّ في قضية الطبيعة الواحدة التي أثارها أوطيخة، فقامت هذه اللجنة بالمهمة الموكولة إليها خير قيام، وتقدمت من المجمع في جلسته الخامسة بمشروع اعترافٍ هذا نصه:إننا نعلم جميعنا تعليمًا واحدًا تابعين الآباء القديسين، ونعترف بابن واحد هو نفسه ربنا يسوع المسيح، وهو نفسه كامل بحسب اللاهوت، وهو نفسه كامل بحسب الناسوت، إله حقيقي وإنسان حقيقي، وهو نفسه من نفس واحدة وجسد، مساوٍ للآب في جوهر اللاهوت، وهو نفسه مساوٍ لنا في جوهر الناسوت، مماثل لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة، مولود من الآب قبل الدهور بحسب اللاهوت، وهو نفسه في آخر الأيام مولود من مريم العذراء والدة الإله بحسب الناسوت لأجلنا ولأجل خلاصنا، ومعروف هو نفسه مسيحًا وابنًا وربًّا ووحيدًا واحدًا بطبيعتين، بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال، من غير أن يُنفى فرق الطبائع بسبب الاتحاد، بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظة، تؤلفان كلتاهما شخصًا واحدًا وأقنومًا واحدًا لا مقسومًا ولا مجزَّأً إلى شخصين، بل هو ابن ووحيد واحد هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح، كما تنبأ عنه الأنبياء من البدء، وكما علمنا الرب يسوع المسيح نفسه، وكما سلمنا دستور الآباء.٤٣ - الجلسة السادسة: وفي هذه الجلسة في الخامس والعشرين من تشرين الأول حضر الإمبراطور بشخصه، وخطب في الآباء، فحضَّهم على استقامة الرأي والسلام، وتلا تحديدَ المجمع فأمضى عليه الآباء وصدَّق الإمبراطور.
صور وبيروت
ونظر الآباء في الجلسة الرابعة في الدعوى التي أقامها فوطيوس أسقف صور على أفستاثيوس أسقف بيروت، وخلاصة هذه الدعوى أن أناتوليوس أسقف القسطنطينية وهب أفستاثيوس أسقف بيروت لمناسبة ارتقائه إلى رتبة متروبوليت؛ الرئاسةَ على أسقفيات جبيل والبترون وطرابلس وعرطوز وعكار وطرطوس، وذلك بعد أن كانت هذه جميعها خاضعة لمتروبوليت صور، فلام المجمع أناتوليوس على هذا التعدي، وحكم بإرجاع هذه الأسقفيات إلى متروبوليت صور.
ثيودوريطس وإيبا
وفي الجلسة الثامنة فاه ثيودوريطس أسقف قورش لأول مرة بقطع نسطوريوس «وكل مَن لا يدعو مريم العذراء والدة الإله، ويجعل من الابن الوحيد اثنين»، وحذا حذوه كلٌّ من صفرونيوس أسقف قسطنطينة الرها، ويوحنا أسقف مرعش، فعرف المجمع جميع هؤلاء أرثوذكسيين، وفي الجلسة العاشرة تبرَّأ إيبا.
كنيسة أوروشليم
وكان الآباء القديسون المجتمعون في نيقية في المجمع المسكوني الأول قد خصوا أسقف أوروشليم بامتيازات معينة نجهلها، وحافظوا في الوقت نفسه على حقوق متروبوليت الأبرشية أسقف قيصرية، وكان يوبيناليوس منذ أن تسلَّمَ عكاز الرعاية قد بدأ يمارس صلاحيات أوسع بكثير مما سمح به العرف والتقليد؛ فإنه تشوَّف إلى ممارسة السلطة في العربية وفي فينيقية، فسام الأساقفة في هاتين الأبرشيتين، وزوَّر الوثائق وأبرزها في أفسس ليثبت حقًّا لم يعترف به أحد، واعترض كيرلس سبيله وكشف أمره، فسكت وبات ينتظر فرصة مؤاتية، فلما تعكَّر الجو واجتمع الآباء لينظروا في أمر أوطيخة، عاد يوبيناليوس إلى سابق مطلبه. وفي الجلسة السابعة من جلسات المجمع الخلقيدوني المنعقدة في السادس والعشرين من تشرين الأول سنة ٤٥١، تفاهم الأسقفان الأنطاكي والأوروشليمي، فاعترف مكسيموس بسلطة يوبيناليوس على أمهات المدن بيسان وقيصرية والبتراء، وامتنع يوبيناليوس عن المطالبة بأية صلاحية في فينيقية أو العربية.
أسقف رومة الجديدة
وفي الجلسات الحادية عشرة إلى الرابعة عشرة حلَّت مسائل تتعلق بأساقفة آسية، وفي الجلسة الخامسة عشرة سنَّ المجمع ثلاثين قانونًا لا تزال سارية المفعول، وجاء في القانون التاسع أنه إذا وقع خلاف بين إكليريكي وبين متروبوليت الأبرشية، يُرفَع إلى إكسرخوس الولاية أو إلى الجالس على كرسي القسطنطينية، وجاء مثل هذا في القانون السابع عشر، ونص القانون الثامن والعشرون بالمساواة في الكرامة بين أسقفي رومة الجديدة ورومة القديمة، فاعترض الوفد الروماني على هذه المساواة.
انتهاء الأعمال
وصدَّق الإمبراطور على القرارات والقوانين، وحلَّ المجمع المسكوني الرابع، ومنع أتباع أوطيخة عن إقامة الحفلات الدينية، ونفى أوطيخة فتوفي بعد ذلك بقليل، ونفى أيضًا ديوسقوروس فجعل إقامته جبريةً في كنغريس أفلاغونية.