الفصل الرابع والعشرون
(٥٤) يقارن لاو تسو هنا بين الإنسان الذي يعرف نفسه حق معرفتها ويسلك تبعًا لذلك، وبين مَن يرسم لنفسه صورةً مزيَّفة يعرضها أمام الآخَرين، متناسيًا نفسه الحقيقية التي تغيب وراء ستار كثيف من التفاخر والتبجُّح والتظاهر أمام الآخَرين، فالوقوف، كما يقول لنا في هذه الفقرة، لا يتطلب التطاول على أطراف الأصابع، والمشي لا يتطلب المبالغة في توسيع الخُطَى، أيْ إن الإنسان الحقيقي يسلك بتلقائية ودون تفكير مُسبَق بصورته عند الآخَرين، بينما يسعى الإنسان المزيَّف من وراء كل سلوك إلى الاستعراض ولفت الأنظار، إنه لا يعيش حياته كما يجب بل كما تفرض عليه صورته غير الحقيقية التي يؤكدها في كل مناسبة.
(٥٥) الفعل عند التاوي مُكتفٍ بذاته، والإنجاز حُر من التظاهر والتفاخر ومن توكيد الذات، والمعلم في هذه الفقرة يكرِّر بصيغة أخرى ما قاله في الفصل ٢٢ حيث قرأنا:
بينما يقول هنا:
(٥٥-أ) هذه الأمور لا تجلب معها سوى رضى مؤقَّت ما يلبث أن يزول، أمَّا السعادة الحقة فتكمن في الرضا عن النفس، وفي السلوك النابع من معرفة فعلية للذات.