الفصل السادس والعشرون
(٥٩) يستخدم المعلم هنا طريقته المفضَّلة في إظهار الأقطاب والجمع بينها. فالثقيل هو جذر الخفيف والثابت هو سيد المتقلقل، إذا زرعت قدميك في الثقيل تستطيع التحرك مع الخفيف دون أن تُقتلع من جذورك، وإذا رسخت في الثابت تستطيع أن تعاني ضروب التقلقل دون أن تفقد السيطرة على نفسك.
(٥٩-أ) ثم ينتقل إلى معالجة مسألة سياسية، مُشبِّهًا الحاكم بصاحب القافلة المُحمَّلة بالبضائع، إن هذا التاجر لا يترك عرباته المثقلة تغيب عن ناظرَيه إلى أن يصل نهاية سفره ويحط الرحال وراء الأسوار الآمِنة، فإذا كان هذا شأن صاحب بضع عربات، فما بالك بصاحب عشرة الآلاف عربة، أيْ حاكم الدولة المسئول عن كل ما فيها! كيف لهذا الحاكم أن ينظر بخفة إلى شئون دولته ويتردَّد في اتخاذ القرارات الحاسمة.
(٥٩-ب) مثل هذا الحاكم يتخذ الخفيف أساسًا له فتهتز فروعه وتُجتث جذوره، يفقد سيطرته على نفسه وعلى رعيته.