الفصل الرابع والثلاثون
(٧٦) يعالج لاو تسو هنا مجددًا الفكرة التي طرحها في الفصل الثاني، فالتاو ليس سيدًا للعالم يتحكَّم به من موضع سامٍ ومُفارِق، وكأنه والعالَم هویتان مستقلتان، بل هو عين النظام المنبث في هذا العالم المتخلِّل في كل جزء من أجزائه، من هنا فإنه لا يتطلب من الكائنات عرفانًا، ولا يدَّعي سلطانًا عليهم أو امتلاكًا لهم، ولا ينسب لنفسه فضلًا.
(٧٦-أ) ولأن التاو يفعل بلا مقابل وبلا رغبة في مردود، وبطريقة لا يشعر معها أحد بوجوده، يمكن أن ندعوه بالصغير، ولأنه لا يجعل من نفسه سيدًا ولا يدَّعي سلطانًا، يمكن أن ندعوه بالعظيم، غير أن هذه الأوصاف وأضرابها ليست إلا ثنائيات في عالَم المظاهر، فالكبير كبير مقارنة بما هو صغير، والصغير صغير مقارنة بما هو كبير، العالي عالٍ مقارنة بما هو منخفض، والمنخفض منخفض مقارنة بما هو عالٍ، أمَّا المطلق الحر من أيِّ شرط فحُرٌّ من أية صفة أو اسم.
(٧٦-ب) في هذه الفقرة إشارة إلى التاو وأيضًا إلى الحاكم الذي يماثل التاو ويفعل من خلال اللافعل، فالحاكم التاوي لا يؤكد ذاته ولا يسعى إلى المجد الشخصي الزائف، يمكن وصفه بالعظيم لأنه لم يسعَ إلى العظمة.