الفصل الأربعون
(٨٨) التاو ساكن في باطنه، متحرِّك في ظاهره، حركته تعود إلى الخلف إلى أصولها الساكنة، وهذا معنى قوله:
يضاف إلى ذلك أن في الحركة نحو الخلف تعبيرًا عن حركة الفكر وعکس اتجاهه من الظاهر إلى الباطن، ومن النشاط إلى السكون، من الكلمات إلى الصمت، من المعرفة إلى اللامعرفة، من القصد إلى التلقائية، من القسر إلى اللِّين، كلما استرخى العقل وجنح إلى اللين اقترب أكثر من مركز الوجود الساكن الثابت.
(٨٩) التاو ليس شيئًا له کیان محدَّد وخواص وصفات مُعيَّنة، من هنا لا يمكن الإشارة إليه إلا بصيغة النفي، لأن صيغة الإثبات هي للشيء المحدَّد المخصَّص، فهو كذا وهو كذا، أمَّا ما يقع خارج نطاق التحديد والتخصيص فهو ليس كذا وليس كذا، ليس بالصغير ولا بالكبير، ليس بالقوي ولا بالضعيف، ليس بالعالي ولا بالمنخفض … وهكذا وصولًا إلى حالة النفي المطلق: إنه لا شيء، أو النفي بامتياز، وعندما تنفي عنه كل شيء تكون قد أثبتَّه الإثبات الذي لا يقابله نفي، وهذا معنى قوله:
إن تعبير الوجود هنا يُشير إلى قوتَي اليانغ-ين اللتين أنجبتا الآلاف المؤلَّفة من مظاهر العالَم الحية والجامدة، أمَّا تعبير اللاوجود فيُشير إلى التاو الذي أنجب اليانغ-ين.