الفصل الثامن والأربعون
(١٠٨) في طلب المعرفة التقليدية يبذل الإنسان جهدًا متزايدًا كل يوم، حيث يجمع الوقائع ويرتِّبها ويصنفها ويحلِّلها، وهنالك دومًا المزيد لكي يعرفه ويضيفه إلى مخزونه، أمَّا في طلب المعرفة الباطنية فإن الإنسان يتخلَّص تدريجيًّا من المعارف التقليدية، ويطامن من نشاطه الخارجي في طلبها حتى يُفرغ نفسه تمامًا. عند ذلك فقط يكون مستعدًّا لتلقِّي الحقائق الكلية الكبرى. وقد قال لاو تسو في الفصل ٤٢:
(١٠٩) من خلال اللافعل وعدم التدخُّل في مسار الأشياء تكسب العالم وتحقِّق حالة من التوازن مع الكون.
وبالمعنى العملي السياسي لهذه الفقرة، فإن الحكيم الذي وصل حالة اللافعل في طلبه للتاو يطبِّق أسلوب اللافعل أيضًا في إدارة المملكة، وقد قال لاو تسو في الفصل ١٧ يصف مثل هذا الحاكم:
تقول الرعية: لقد حصل ذلك من تلقاء ذاته.