الفصل الرابع والخمسون
لا يوجد في الفقرة الأولى والثانية من هذا الفصل ما يمكن التعليق عليه، لذا سأنتقل إلى الفقرة الثالثة وهي لُب موضوع الفصل.
(١٢٤) عندما ننظر إلى الأشياء من خلال الأشياء ذاتها نتبع طريق الطبيعة، وعندما ننظر إلى الأشياء من خلال الأنا فإننا نتبع طريق الهوى والرغبات، الطبيعة حيادية أمَّا الرغبة فذاتية ومتحيِّزة وعمياء، عندما تنظر إلى الأشياء من خلال الأشياء ذاتها فإنك تفرح لفرحها وتحزن لحزنها؛ لأن عقلك يكون في حالة من التماهي والتواحُد معها، وما نعنيه بالأشياء هنا هو مظاهر العالم الجامدة والحية، والبشر أفرادًا وجماعات، وهذا ما يشير إليه لاو تسو عندما يقول:
ثم يوسِّع دائرة النظرة غير الذاتية هذه لتشمل القرية والأمة ثم العالَم بكامله، إن رؤية الأشياء من خلال الأشياء ذاتها لا من خلال ذواتنا، تقود إلى تماهي العقل مع حقيقة الأشياء، وتوحده مع السماء والأرض في تيار دافق واحد.