الفصل التاسع والخمسون
(١٣٧) الحاكم الأمثل هو الذي يكون له ظاهر الحاكم الدنيوي وباطن الحكيم الساكن الهادئ، إن أفعاله لا تصدر عن أنا منغلقة على نفسها تسعى إلى تحقيق غاياتها الشخصية من خلال السلطة، بل تصدر عن ذات منفتحة لا تسعى إلا إلى تحقيق التاو في المملكة وفي العالم، عندما يمتلك الحاكم السلطة المطلقة على المملكة تمتلئ نفسه بالطموحات مثلما تمتلئ بالقلق والمخاوف والهواجس، ومن وجهة النظر التاوية في الحكم والسياسة، فإن مثل هذا الحاكم لن يستطيع قيادة الدولة بكفاءة، إذا لم ينكفئ إلى حالته الأصلية التي تتصف بالسكون والصفاء، عندها يغدو حكم الدولة سهلًا مثل تحضير سمكة صغيرة للأكل.