الفصل الثالث والستون
(١٤٧) بعد أن يبسط لاو تسو في هذه الفقرة نصيحته المألوفة حول اللافعل وعدم التدخل في مسار الأشياء، يتبعها بقوله: تذوَّقْ ما لا طعم له، ويعني بذلك تفادي إغواء الحواس والانكفاء نحو الداخل، وقد قال حول المعنى نفسه في الفصل ١٢:
كما قال في الفصل ٣٥:
(١٤٨–١٥٠) يتابع لاو تسو هنا معالجة مبدأ تماهي الثنائيات وتقابل الأقطاب وتحول بعضها إلى بعض، فالصغير يغدو كبيرًا، والقليل يغدو كثيرًا، والسيئة تصير حسنة، والسهل مقدِّمة للصعب … إلخ. وتتضمَّن أقواله هنا نوعًا من النصائح العملية التي يمكن تطبيقها في الحياة اليومية وفي عالم الحكم والسياسة، وذلك كقوله: إن أصعب المهام تبدأ بالخطوات السهلة، والحكيم ينجز ما هو عظيم لأنه لا يباشر العمل بما هو صعب، ومعظم نصائح لاو تسو في هذا الفصل قد تحوَّل إلى أمثال دارجة كقوله: كلما استسهلت بَذْل الوعود صعُبَ عليك تحقيقها، وكلما وجدت الصعب خفيفًا شقَّ عليك تحقيقه.