الفصل الرابع والستون
(١٥٢) لقد قال المعلم في الفصل السابق:
تأمل الصعب من خلال السهل
باشر العمل الكبير من خلال العمل الصغير.
وهو يقول لنا هنا أن نباشر ما هو سهل قبل أن يتحوَّل إلى ما هو
صعب، وتنطبق هذه النصيحة بشكل خاص على الحاكم الذي يخاطبه
قائلًا:
من السهل أن تحافظ على موقف لم ينفجر بعد
من السهل أن تتعامل مع موقف لم تظهر فيه أعراض
الخلل.
وكما أنه:
من السهل أن تُخرِّب ما هو في طور التشكل
ومن السهل أن تبعثر ما هو صغير ودقيق.
فإن عليك أن:
تتعامل مع الأمور قبل وقوعها
وتضبط الأمور قبل أن يدب فيها الاضطراب.
(١٥٣) إن الأمور التي تفاقمت وغدت أمرًا لا يمكن السيطرة عليه
تشبه:
الشجرة العملاقة التي نشأت عن سُوَيقة صغيرة
ومدرجًا من الأرض بتسع مساکب صُنع ابتداءً من حفنة
تراب.
(١٥٤) إن حكم الدولة وفق النظام الطبيعي الذي
يشكِّل المجتمعُ الإنساني إحدى ظواهره، لا وفق ما تمليه الأنا الضيقة، هو الذي يمنع
ظهور أعراض الخلل في المجتمع، ولاو تسو يقول في هذه الفقرة ما قاله بصيغة أخرى في الفصل
٥٧:
لا أقوم بأي فعل والناس يتغيرون من تلقاء ذاتهم
أميل إلى حالة السكون والناس ينصلحون من تلقاء
ذاتهم
متحرِّر من الرغبات والناس يصيرون بسطاء کالجلمود
الخام.
(١٥٦) إن السطر الأخير من المقطع أعلاه يستبق ما يقوله المعلم في
هذه الفقرة من أن الحكيم: يرغب في ألَّا يرغب، ويتعلم ما لا يعلم.
إنه:
في تناغم مع طبيعة الآلاف المؤلَّفة
ولكنه لا يتدخل بشئونها.
يقول تشوانغ تزو:
«في الماضي، جرت العادة على ترك الناس لشئونهم، في الماضي لم تكُن مسألة حكم الناس
مطروحة، إذا لم يُترك الناس لشئونهم، هنالك محذور من أن تنحرف ميولهم الطبيعية وتُهمَل
فضيلتهم التلقائية، أمَّا إذا تُرك الناس لشئونهم فإن ميولهم الطبيعية لا تنحرف
وفضيلتهم التلقائية لا تُهمَل. فما الذي يبقى بعد ذلك للحكومة أن تفعل؟»
١