الفصل التاسع والستون
(١٦٧) يتابع هذا الفصل ما بدأه الفصل السابق من تطبيق مبدأ اللاجهد على فنون القتال، وموضوعه هنا التكتيك العسكري، فالقائد المحنَّك في رأي لاو تسو يوفر قدراته القتالية ولا يهدرها في الصدام الأول، إنه ينتظر ويترقَّب هجوم الخصم من أجل الإيقاع به والإفادة من قوة هجومه في تشتيت شمله، ويستخدم لاو تسو مجاز الضيف والمضيف، فالضيف يلزم في العادة موقف المتحفظ في سلوكه وجلسته وكلامه، بينما يبادره المضيف بالكلام وطرق المواضيع المختلفة وإظهار حسن الضيافة.
(١٦٨) ولكن الموقف السلبي للقائد الذي يشبِّهه لاو تسو هنا بالضيف المتحفظ ليس سلبيًّا في جوهره، بل هو نوع من الهجوم والتقدم نحو الخصم دون حركة توحي بالتقدم والهجوم، وتشمير للأكمام أمام الخصم دون تشمير حقيقي للأكمام، والنتيجة المرتقبة هي الإيقاع به بأقل قدر ممكن من ممارسة القوة وهدر الطاقة.
(١٦٩) بعد هذه النصائح في فن التكتيك يعود لاو تسو إلى التذكير بمواقفه السابقة من الحرب، فالحرب شر لا بد منه أحيانًا، والمنتصر فيها هو الذي يدخلها بأسًى وحزن لا بفرح ورغبة في القتل والإذلال. وقد قال في الفصل ٣٠:
وقال في الفصل ٣١: