الفصل الحادي والسبعون
(١٧٣) يتحدث لاو تسو في هذا الفصل عمَّا يمكن تسميته بالمعرفة بلا معرفة، ففي مقابل تكديس المعارف التقليدية عند المثقف الكونفوشي في تعامله مع الوقائع النسبية، فإن التاوي يتجاوز هذه المعارف التي لا تنفع في التعامل مع الحقائق الكلية، ويواجه العالَم بعقل فارغ يتلقى المعارف دون أفكار مسبقة، هنا تكون المعرفة بدون موضوعات جزئية تنصبُّ عليها، فتتحول إلى معرفة عُليا بلا موضوع، عندما يصل التاوي إلى هذه المرحلة يفقد مفهوم المعرفة لديه دلالته العادية؛ لأن المعرفة تتطلب ما يعرف، أمَّا هنا فقد تلاشى العارف بالمعروف، وصار العارف والمعرفة وموضوع المعرفة شيئًا واحدًا، عندما يصل التاوي إلى هذا المقام من المعرفة فإنه يعرف دون أن يشعر بأنه يعرف، وذلك على عكس الكونفوشي الذي يكدِّس المعارف التقليدية ويظن أنه يعرف، ولكنه بعيد عن المعرفة الحقة.