الفصل التاسع
(٢٣) يقول الحكيم تشو تان يي: «المطلق العظيم يتحرك، بحركته يخلق اليانغ. عندما تصل الحركة أقصى مدى لها تعود إلى السكون. السكون يخلق اﻟ «ین». عندما يصل السكون أدنى مدى له ينقلب إلى حركة. الحركة والسكون يتناوبان وبتناوبهما ينتجان بعضهما بعضًا. عندما ينشط اﻟ «يانغ» واﻟ «ین» بشكل متمایز تظهر القوتان، وعندما يجتمع اﻟ «ين» واﻟ «يانغ» يحولان نفسيهما إلى العناصر الخمسة: الخشب والماء والنار والمعدن والتراب … العناصر الخمسة هي عين اﻟ «يانغ» واﻟ «ین». اﻟ «ين» واﻟ «يانغ» هما عين المطلق العظيم.»
يعبر هذا المقطع عن فكر التاوية الجدلي. فالعالم هو صيرورة جدلية وحركة لا تني بين الأقطاب المتقابلة والمتوازنة، والتي رغم تناوبها لا يبغي واحدها على الآخر ولا ينفيه. من هنا فإن الحكيم هو الذي يجعل نفسه في نقطة البرزخ بين الأقطاب ويوحدها في ذاته. إنه لا يتطرف في أي سلوك أو عمل، ويعرف متى يتوقف قبل أن توصله المبالغة في الأمر إلى وقوع نقيضه.
(٢٣-أ) لكل مهمة نقطة تصل عندها إلى نهايتها الطبيعية، فإذا أتممتها انسحب من تلقاء ذاتك ولا تنتظر جزاءً؛ لأن العمل يُنجز ثم يُنسى، كما قال المعلم في فصل سابق. وبهذا تتماثل مع التاو.