الفصل الثامن عشر
يرى لاو تسو في هذا الفصل أن تعاليم الاستقامة وأفعال الخير لا ضرورة لها عندما يعيش الناس وفق طبيعتهم الأصلية، وأن طاعة الوالدين هي من نافلة القول عندما تعيش الأسرة في تماسكها الأصلي، وأن المفكرين الذين يعملون على إصلاح المجتمع لا مكان لهم عندما يسود التناغم علاقات الأفراد والجماعات، وأن الوزراء المخلصين ليسوا ضرورة لدولة تسير وفق القوانين الطبيعية للكون. وبتعبير آخر، عندما يسود التاو في المجتمع مثلما يسود في الكون الطبيعي تفقد التعاليم الأخلاقية ضرورتها؛ لأن مثل هذه التعاليم هي بنية مصطنعة مفروضة من الخارج ولا تنبع من داخل الإنسان. ونحن مهما بالغنا في فرض اللوائح الأخلاقية الصارمة، فإن مثل هذه اللوائح لن تكون فعَّالة إذا لم تكن المرجعية الأخلاقية للإنسان هي ذاته بالدرجة الأولى. وكما أن القطة تحب صغارها دون أن يعلِّمها أحد كيف تحب، كذلك ينبغي أن يكون سلوك الفرد نحو الآخرين.