الفن وسرديات المستقبل: في السؤال عن الأمل
«حذارِ من السرديات المغلَقة؛ لأنها لا تُنتج سوى كائناتٍ فقدت علاقتَها بالزمن، وتحوَّلت إلى مُسوخ تراثية لا تُتقِن غير التحديق بالظلام. إن سرديةً تشتقُّ نفسَها من هُوِية مغلَقة على ماضٍ أزلي غيرُ قادرة على تخيُّلِ مستقبلٍ ممكِن.»
مَن بوُسعه إبداعُ المستقبل على نحوٍ أجمل؟ وبأيِّ معنًى نَخوض تجاربَ جديدة عن إمكانية المستقبل في أوطاننا؟ وأي مستقبل نريد الانتماء إليه؟ يجيب هذا الكتاب على هذه الأسئلة بناءً على أطروحة فلسفية تسعى المؤلِّفة إلى اختبارها، تتمثَّل في أن ثَمَّة مستقبلًا، لكنه لا ينتظرنا في أيِّ مكان، نحن مَن يملك سلطةَ تخيُّله والاقتراب منه بقدر المستطاع، ونحن في ذلك نُعوِّل على الفنون تحديدًا بصفتها أداةً كبرى لجعل الحلم بمستقبليات جديدة ممكنًا في ثقافتنا. ينتمي هذا الكتاب إلى فلسفة الفنِّ المعاصرة، ويهدف إلى استشكال مفهوم المستقبل من وجهة نظر فلسفية؛ أيْ بوصفه موضعًا لإثارة الإحراجات والمفارَقات الثاوية في السؤال عن الأمل، في عصرِ توحُّش رأس المال، وانتشار اليأس المُعولَم.