الآثار التي خلفها بطليموس الثاني
تحدثنا في الجزء السابق من هذه الموسوعة عن النهضة العلمية الهيلانستيكية في مصر، وعن تقدم الزراعة والتجارة في عهد الملك «بطليموس الثاني»، كما تناولنا بالبحث العلاقات التي كانت قائمة وقتئذٍ بين الشعب الإغريقي والشعب المصري من جهة، والعلاقات التي كانت بين المستعمرين الإغريق فيما بينهم من جهة أخرى، ثم أجملنا القول عن اليهود الذين استوطنوا مصر عامة، وما كان لهم من شأن بوجه خاص في الإسكندرية عاصمة ملك البطالمة، وسنحاول هنا في مستهل هذا الكتاب أن نجمع بقدر المستطاع ما نعرفه حتى الآن من الآثار التي خلفها لنا بطليموس الثاني في طول البلاد وعرضها، وهي بلا نزاع كلها آثار دينية مصرية محضة خاصة بالشعب المصري، وكذلك سنعمل جهد الطاقة في جمع أهم المخطوطات الديموطيقية التي من عهد هذا العاهل، وهي كذلك خاصة بالشعب المصري، وأحوال معاشه من كل الوجوه.
وهذه الآثار وهذه المخطوطات ستكون عونًا لنا على وضع صورة توضح لنا مركز الشعب المصري الأصيل إذا ما قُورِنت بالصورة التي صورناها عن الشعب الإغريقي في تلك الفترة من الزمن، وسيرى المطلع على هذه الوثائق فيما بعد على أن كلًّا من الشعبين الإغريقي والمصري كاد يعيش بمعزل الواحد عن الآخر، وأن المصري لم يتأثر بدرجة تُذكَر من الشعب المستعمر، بل كان كعادته هو الذي أثر في عادات الإغريق وأحوالهم وجعلهم يقلدونه.
(١) الآثار المصرية التي تُنسَب للملك بطليموس الثاني أو التي عُمِلت في عهده
تدل الآثار التي كُشِف عنها حتى الآن من عهد الملك «بطليموس الثاني» على أنه على الرغم من أنه كان مقدوني المنبت وصاحب ثقافة إغريقية، قد وجه عناية كبيرة وجهدًا عظيمًا لإقامة المباني المصرية الدينية العظيمة الشأن بدرجة لا تقل عن العناية والجهد اللذين كان يبذلهما فراعنة مصر القدامى أنفسهم. والواقع أنه لا غرابة فيما بذله «بطليموس الثاني» هذا بالذات، إذا علمنا أنه كان أول ملوك البطالمة الذين فطنوا تمامًا إلى ما كان للديانة المصرية القديمة من أثر في نفوس أفراد الشعب المصري، وما كان لطائفة الكهنة المصريين من قوة جبارة وسلطان عظيم على تسيير الشئون المصرية من دينية واجتماعية وسياسية إذا ما قُورِنت مصر بالبلاد الشرقية الأخرى، أو بالأمم الغربية في تلك الفترة من الزمن.
دلت كل الوثائق التي في متناولنا على أن «بطليموس الثاني» كان أول ملك بطلمي سار على نهج الفراعنة القدامى من الوجهة الدينية تمشيًا مع رغبات الشعب المصري الأصيل، فقد تزوج من أخته من أمه وأبيه؛ ليحفظ الدم الملكي الإلهي من أن يختلط بدم أجنبي كما كان المتبع عند ملوك مصر القدامى منذ بداية العهد الفرعوني. على أن هذا الإجراء لم يكن يتفق مع التقاليد الإغريقية قط، بل كان يُعتبَر فسقًا وزنًى ولكن السياسة اقتضت ذلك.
(١-١) أهم آثار بطليموس الثاني في الوجه البحري
لوحة «منديس» التذكارية٢
-
وصف اللوحة: يُشاهَد في الجزء الأعلى المستدير من هذه اللوحة قرص الشمس المجنح الذي يتدلى منه
صِلَّان أحدهما على رأسه تاج الوجه القبلي، والآخر يلبس تاج الوجه البحري، ويحمل كل منهما
خاتمًا، ونُقِش بجانب الصِلِّ الذي على اليمين المتنُ التالي: «بحدتي» الإله العظيم رب
السماء
ذو الريش المبرقش، الخارج من الأفق والمشرف على القطرين معطي الحياة والقوة.
ونُقِش أعلى هذا الصل: «نخبيت البيضاء» صاحبة «نخن».
ونُقِش بجانب الصل الذي على اليسار نفس المتن الذي نُقِش على اليمين، وفي أعلى هذا الصل نُقِش: الإلهة «وازيت» ربة «دب» و«ب»؛ ونقش بين الصلين: معطي الحياة والثبات والقوة مثل «رع».
وفي أسفل قرص الشمس نُقِش متنان أفقيان. فالذي على اليسار جاء فيه: «يعيش ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين، وسيد الشعائر «وسر-كا-رع-مري امن». ابن «رع» من صلبه، رب التيجان (بطليموس) عاش مخلدًا.»
ونُقِش على اليمين: «حياة التيس المقدس الإله العظيم حياة «رع»، والثور، والمخصب وأمير الشابات، محبوب بنت الملك، وأخت الملك والزوجة الملكية سيدة الأرضين (أرسنوي) عاشت مخلدة».
ومُثل أسفل المتن السالف، السماء بنجومها، وفي أسفلها منظران: أحدهما على اليسار، والآخر على اليمين؛ فالذي على اليسار يُشاهَد فيه الأسرة المالكة تقدم قربانها، وعلى اليمين الآلهة المحترمون، ونشاهد أولًا من الأسرة الملكية «بطليموس الثاني» يخطو إلى الأمام، وتقف بالقرب منه الإلهة «أتو» في صورة ثعبان على نبات بردي، وترتدي على رأسها تاج الوجه البحري، ويمسك الملك بيده آنية تحتوي على زيت معطر يقدم منه بأصبعه شيئًا إلى أنف التيس، ونُقِش معه المتن التالي: «تقديم العطر إلى والده، وتقديم المر إلى أنف الإلهة.» وتتبع الملك الملكة «أرسنوي»، وكانت — عند إقامة هذا الأثر — قد مضى على موتها سبعة أعوام أو يزيد، وقد نُقِش أمامها: حاملة المروحة والآلهة التي تحب أخاها، (والمحبوبة من) التيس، وسيدة كل الأرض (أرسنوي)، وتمسك بإحدى يديها رمز الحياة وبالأخرى مروحة، تشبه سنبلة القمح، وتقول بمناسبة ذلك للتيس: إني أحميك في تاجك، وبذلك تكون عظيمًا وعاليًا أكثر من كل الآلهة الأخرى.
ويُشاهَد خلف الملكة نبات بردي يجثم عليه صقر بجناحين منتشرتين، ومعه النقش التالي: «بحدتي» الذي ينشر جناحيه ليحمي أمه، وخلف الملك والملكة يُشاهَد ولي العهد الفتى «بطليموس» ويحمل نفس الاسم الذي يحمله والده — ملك الوجه القبلي والوجه البحري وابن «رع» — ويحمل في يده آنية فيها زيت عطر، وشريط من النسيج، ويقول للتيس: «إني ركبت لك أعضاءك، وضممت إليك جسمك معًا في المقصورة «تننت» وهو بذلك قد لعب الدور الذي لعبه «حور» الذي جمع أعضاء والده «أوزير» الممزقة في تلك المقصورة، وقبالة ولي العهد تشاهد الحية «نخبيت» مرتدية تاج الوجه القبلي، مرتكزة على نبات زنبق، وخلف ولي العهد يُشاهَد إلهة في صورة عقاب تقف على نبات هو زنبق الوجه القبلي، وهذه هي الإلهة «نخبيت» بجناحيها منتشرتين؛ لتحمي ولي العهد، وتلبس تاج الوجه القبلي، ومعها النقش التالي: ««نخبيت» البيضاء القاطنة في «نخن» (= المقاطعة الثالثة من مقاطعات الوجه القبلي) الخفية، والرخمة الكبيرة التي تحمي ابنها بجناحيها.» وفي نهاية الصورة نشاهد خلف الأسرة الملكية علامة غير عادية؛ وذلك أنه يرى فوق حامل علامة المقاطعة الاسم التالي: قاضي الإلهين ورب الأرضين. ولا بد أن ذلك يعني اسم بلدة، والواقع أنها — على حسب ما جاء في السطر التاسع من نقوش موكب «منديس» الذي خرج منها — هي «تمويس» Themuis، ومن جهة أخرى يتفق هذا الاسم مع التقاليد بأنه هو «تحوت» إله الأشمونين (الواقعة في المقاطعة الخامسة عشرة) الذي فصل بين الإلهين «حور» و«ستخ»، والنقش الغامض الملحق بذلك خاص بكلام هذا القاضي: «ملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري، الحوران والأخوان قد اتحدا … الأرضين.»هذا، ونشاهد على الجانب الأيمن من المنظر الذي مثل فيه الآلهة قاعدة مُثل عليها تيس يخطو إلى الأمام، وقد مُثل بصورة كبش ملفوف بمنديل، ويحمل على رأسه قرص الشمس، ونُقِش فوقه: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري، الروح (با) الحية لرع، وروح «شو» الحية، وروح «جب»، وروح «أوزير» الحية، وروح الأرواح وحاكم الحكام؛ والتيس وريث الإله (رع؟ أو أوزير؟) في مقصورة «تننت» (مقصورة الإله «سوكاريس» في منف).» وهذا هو التيس الذي عُثِر عليه حديثًا، ونصبه بطليموس الثاني إلهًا، وهو الذي بإرادته أُقِيمت لوحة «منديس» التي نحن بصددها.
والإله الذي يأتي بعد هذا التيس هو الطفل «حربو خراتيس» الذي مثل في صورة طفل بأصبعه في فمه، وفوقه المتن التالي: ««حور» هذا الطفل، الإله العظيم القاطن في «ددت» (= تل الربع الحالي)، ومن يجلس على عرشه مع «إزيس» (أي على حجر أمه «إزيس») ومن أعطيت إياه الأرضين لمؤنته.»
والإله الثالث في المنظر هو رجل يخطو إلى الأمام برأس كبش وتاج عالٍ، ومعه المتن التالي: «التيس، سيد «ددت»، الإله العظيم، «رع» العائش، والثور الملقح، المسيطر على الغواني، ورب السماء، ملك الآلهة معطي الحياة مثل «رع».»
وهذا هو التيس المتوفَّى الذي أحل محله «بطليموس الثاني» التيس الجديد، وأنه هو كذلك الذي سماه «بطليموس الثاني» في السطر الذي فوق الصورة «المحبوب»، وهو يقول للملك: إني أجعل عظماء كل البلاد الأجنبية تخضع لسلطانك.
والصورة الإلهية الرابعة في المنظر تمثل إلهة تحمل على رأسها رمز المقاطعة ١٦ من مقاطعات الوجه البحري، وهذا الرمز يمثل سمكة الدرفيل، وتُسمَّى «حات محيت» (راجع أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني ص٨٤) ومعها المتن التالي: ««حات — محيت»، القوية القاطنة في «ددت»، وزوج الإله في معبد التيس، وعين «رع» وربة السماء وأميرة كل الآلهة.» وهي تقول للملك: إني أمنحك الحب في قلب الآلهة، وقلب عدوك يجب أن يكون تعسًا.
والآلهة الخامسة في المنظر هي امرأة بتاج ملكة، ومعها المتن التالي: ابنة الملك، وأخت الملك، وزوجه الملكة العظيمة والتي يحبها والإلهة التي تحب أخاها، (أرسنوي)، وهي تقول لزوجها الذي عاش بعدها: إني أصلي من أجلك لسيد الآلهة حتى يجعل سنينك بوصفك ملكًا مرتفعة العدد.
وفي أسفل هذا المنظر يأتي المتن الرئيسي في اللوحة، ويحتوي على ثمانية وعشرين سطرًا، وهاك ترجمتها حرفيًّا:(١) يعيش «حور» الشاب القوي ممثل الرخمة والثعبان «السيدتين» (المسمى) عظيم القوة، و«حور الذهبي» (المسمى) الذي جعله والده يظهر (بمثابة وريثه على عرش مصر)؛ ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين (المسمى) (وسر-كا-رع-مري-آمون) (قوية روح رع محبوب آمون)؛ وابن «رع» (المسمى) سيد التيجان «بطليموس» المحبوب من التيس (أو الروح) سيد «ددت» (منديس)، الإله العظيم حياة «رع» والثور الملقح، والمسيطر على النساء، والإله الوحيد، عظيم الهيبة (أو العظيم بوساطة رأس التيس)، ملك الآلهة والناس، والمُشرق في الأفق بوجوهه الأربعة، والذي يضيء السماء والأرض بأشعته، والذي يأتي كالنيل، وبذلك تعيش الأرضان، وإنه النسيم لكل الناس، والآلهة تمجده، والإلهات تصلي له في صورته، التيس الحي، العظيم الهيبة، وسيد الآلهة. الإله الكامل، صورة «رع»، والصورة الحية للتيس أول أهل الأفق (أي الذين يسكنون في الأفق)، والنطفة الإلهية للتيس، والثور الملقح، والابن الحقيقي للتيس الذي أنجبه؛ لينظم المعابد وليقوِّم مقاطعات الإله، وبكر أولاد التيس، والذي خلقه التيس «وانن».
ومن يجلس على عرش سيد الآلهة، والصورة الفاخرة لطفل المقاطعات (= اسم إله فتى) ومن ولدته (أمه) بمثابة سيد (= ملك)، والحاكم وابن الحاكم ومن وضعته حاكمة؛ ومن سلمت له وظيفة حاكم الأرضين وهو لا يزال في الرحم، ولم يكن قد وُلِد بعد، وقد تسلم هذه الوظيفة فعلًا وهو في قماطه، وكان يحكم فعلًا وهو لا يزال رضيعًا.
وقد صار سيدًا، حلو الحب؛ وهو الذي كانت هيبته (مثل) هيبة التيس الذي في مقاطعة السمكة («حات محيت» المقاطعة ١٦ من مقاطعات الوجه البحري)؛ الملك القوي، الجبار البأس، الشجاع. والذي يقبض بقوته، ومن يحارب في ساحة القتال، والقوي بوساطة سلطان (السحر)؛ القوي الساعد، الضارب أعداءه.
قيم النصيحة، ومن ينتهز الفرص، ومن فيه قوة «بعل»، ورب العدالة، ومن يحب القانون، ومن قلبه يدخل في طريق الإله، في حين كانت مصر نائمة، ومن يكثر المعابد.
وأنه جدار من نحاس وراء الناس (لحمايتهم)، عظيم الرهبة، وجبار الخوف (الذي ينشره) والخوف منه في كل الأرضين، ومن لإرادته (تنحني كل الأعداء)، وكل الناس (مصر) يبتهجون برؤيته لأنه يحميهم.
وحبه في قلب الآلهة؛ لأنهم يعرفون أعماله الطيبة نحوهم، وكل المعابد مفعمة بقربانه، وشطرا (مصر) بمثابة شطري «حور» و«ستخ».
ملك الوجه القبلي والوجه البحري (بطليموس الثاني).
في عام … الشهر الأول من فصل الشتاء أتى جلالته ليمجد «البا»٤ سيد «ددت» (منديس) وليرجو الحياة من رب الحياة، ويطلب شرف الملك إلى ربه.وقد عمل ما ترغب فيه التيوس العظام، وقد زار جلالته التيس الحي، وذلك عندما قام للمرة الأولى بزيارة الحيوان (المقدس)، بعد أن اعتلى عرش (والده).
وزار جلالته والده (؟) (التيس المقدس) بالطريقة اللائقة مثلما كان يعمل ما عمل الملوك في الأزمان الغابرة منذ أول زيارة حدثت.
وقد أمسك جلالته حبل مقدمة سفينة هذا الإله، وأبحر شمالًا في البحيرة الكبيرة، ثم أقلع جنوبًا في قناة «عقن» (أحد فروع النيل) كما فعل ملوك الوجه القبلي والوجه البحري من قبله، وقد أتم كل شعائر الزيارة كما هو مدون، إلى أن وصل إلى «ددت» (منديس) و«عنبت» (تمويس).
وقد جعله (أي التيس) جلالته يظهر (في موكب) في مقصورته (محفته التي تُحمَل على الأكتاف)، وعندئذ تقدم (الملك) خلف هذا الإله سيده الذي يحبه (الإله)، وسافر الإله نحو «وب-نتروي» (قاضي الإلهين — والمقصود هو بلدة على مقربة من «تمويس» على ما يُظَن) وهي المكان الذي زاره للمرة الأولى.
وقد مر جلالته «بضيعة التيس» (اسم معبد تمويس (؟))، وقد وجد في معبد التيس كيف كان يسير فيه العمل على حسب أوامر جلالته بإزالة الفساد الذي أحدثه الأجانب الخاسئين (يقصد الفرس) فيه، وأمر جلالته أن يتم العمل فيه (المعبد) أبديًّا.
وقد فحص جلالته مثوى هذا التيس المقدس الذي يسير العمل في تجديده، وقد كلف (الحارس) أن ينظفه (المثوى) يوميًّا، وأن يوضع هناك تيس «عنبت» على عرشه.
وأصدر جلالته توجيهاته في هذا المعبد، وأدى صلواته الروحانية للتيس المقدس، كما وُجِدت في كتابة «تحوت».
وبعد ذلك عاد جلالته إلى مقر ملكه، وقلبُه فَرِح بما فعله لآبائه التيوس العظماء الأقوياء الأحياء في «عنبت»، وقد منحته (مكافأة على ذلك) ملكًا عظيمًا في سرور.
وبعد ذلك ارتبط جلالته (بالزواج) مع أخته (بحماية) الإله … «والإله الذي يعيش أنفه» (لقب أوزير) وروح إله الشرق، وقد ثبت لقبها (أي الملكة) بوصفها: الأميرة عظيمة الحمد، التي تتبع للسيد (الملك)، حلوة الحب، جميلة الطلعة، والتي استولت على صلى الجبين (مع تاجي الوجه القبلي والوجه البحري)، ومن ملأت القصر بجمالها، محبوبة التيس، والتي تعتني بالتيس، أخت الملك وبنت الملك وزوجة الملك العظيمة محبوبته، وأميرة الأرضين «أرسنوي».
في السنة الخامسة عشرة الشهر الثاني من فصل الصيف، صعدت هذه الآلهة إلى السماء، وانضمت [أعضاؤها مع من خلق جمالها …]
وبعد شعيرة فتح الفم لهذه الآلهة بعد أربعة أيام صعدت بمثابة روح، وقد غنى لها القوم في «عنبت» وأُقِيم لها عيد (جنازي) وصارت روحها تعيش هناك بجانب التيوس الأحياء، كما عُمِل للتيوس والآلهة والإلهات منذ الأزل حتى اليوم.
وبعد ذلك أصبحت (المدينة «عنبت») مكان أفراح المملكة لكل الآلهة؛ وأنها مدينتهم لتجديد الشباب مرة أخرى، وفيها يشمون الهواء النقي، وأنها مدينة الفرح لكل الإلهات، وفيها تعود الحياة من جديد؛ وذلك لأن الإله يُضمَّخ بالمر والزهور، ويُبخَّر بالبخور في كل عشرة أيام.
وأمر جلالته بإقامة روحها (تمثالها) في كل بيوت الآلهة، وكان ذلك جميلًا في قلب الكهنة خدام الإله؛ وذلك لأن حالتها كانت عُرِفت بأنها الهيبة، وذلك بسبب امتيازها بالنسبة لكل إنسان، وقد جُعِلت صورتها في مقاطعة السمكة (الدرفيل) تظهر (في المواكب) بجانب الأرواح الحية (للتيوس) مثل (تماثيل) أولاد الملوك التي كانت معها سويًّا (أي مع الصورة)، وصورتها (أي الملكة) قد وُضِعت في كل مقاطعة مثل نساء حريمه (كاهنات التيس) التي معها (أي التماثيل الأخرى) سويًّا.
وقد ثبت اسمها (أي الملكة) بوصفها: محبوبة التيس، والإلهة التي تحب أخاها «أرسنوي».
وقد أنشأ جلالته الآن جنوده (حرسه) من الشباب الجميل من أولاد جنود مصر، وكان رؤساؤهم من أولاد «تامري» (مصر)، وكانوا له هناك بمثابة محبين؛ وذلك لأنه كان يحب مصر أكثر من أية بلدة (أجنبية) كانت تخدمه، ولأنه عرف طِيبةَ قلبِهم نحوه.
أما فيما يتعلق بضريبة السفن المعدية في كل مصر قاطبة، وهي التي كانت تُجبَى إلى بيت (مال) الملك، فإن جلالته قد أمر أن فريضة ضرائب السفن لكل مقاطعة «محيت» (المقاطعة ١٦ من الوجه البحري) لا تُجبَى، وعندئذ قالوا أمام جلالته: أنهم (أي سكان مقاطعة الدرفيل) منذ زمن رع لم يؤدوا أية ضريبة، ولكن كل من كان يدخل في مدينته (منديس) ويخرج كان ينبغي عليه أمام سيد المتع الذي … يجلس …؟
وبعد ذلك أعطاه «رع» (أي أعطى التيس) الأرضين لمئونته، ويجب عليه (التيس) أن يتمتع مع أهل مصر بطعامه (أي ينبغي عليه أن يأخذ نصيبه من جمع الضرائب) مثل ما قرره والده العظيم رع قبل أن وُجِد (التيس).
أما عن مقدار نصيب الضرائب الخاص بكل بلد مقاطعة فإن ما يدخل الإدارة الملكية يُستبعَد، وهكذا أمر جلالته أن نصيب الضرائب الخاصة بمعبد التيس بالإضافة إلى تلك التي من مقاطعته لا يُجمَع، وقد أخذ (الملك) معرفة بأمر أصدره «تحوت» عن «رع» لملوك الوجه القبلي والوجه البحري، وقد نُشِر (في الأزمان المبكرة) هو كما يلي:ينبغي أن ينشرح قلب ملك الوجه القبلي والوجه البحري بالعدالة، وذلك عندما يجعل قربات (دخل) التيس الحي يُزاد، وينبغي أن يسعد ملك بالعدالة (حقًّا) عندما يجعل قربات «البا» (التيس) سيد «ددت» (منديس) تزداد، وبذلك تكثر قربان الإله، وتتسع أملاك المعبد، ويعمل كل شيء ممتاز لبيته (معبده)، ولكن إذا نقصت قربانه فإنه لا بد من جراء ذلك أن يُهلِك مليونًا من الناس، ولكن عندما يُؤكَل خبز قربانه (أي يكثر) فإنه يجلب بذلك المئونة في كل البلاد؛ وعندئذ يفيض النيل على الحقول بخبز قربانه، وروحه هي التي تغذي الملك.
وفكر جلالته في أن يخفف عبء ضرائب «تامري» (مصر) وأن يجعل الأرضين في عيد من أجل التيس الذي خلق جماله. فأصدر جلالته أمرًا بمبلغ ٦٧٠٠٠٠ دينًا في كل سنة تُدفَع من الإدارة الملكية إلى نهاية السنين (إلى الأبد) ومثل هذا لم يعمله أي ملك من الذين كانوا قبله، وقد فرحت كل الأرض حتى عنان السماء، وصلى الناس للإله (شكرًا) لاسم جلالته العظيم.
وفي مرة جميلة أخرى نظمها جلالته أراد أن يحفر قناة عند الجانب الشرقي من «كمت» (مصر) وبذلك يقيم حدوده في وجه الأرض الأجنبية (الصحراء) ليحمي المعابد، ومثل هذا العمل لم يعمله أي ملك قط من الذين كانوا قبله.
وفي السنة الواحدة والعشرين جاء إنسان ليقول لجلالته أن بيت والدك «با» رب «ددت» (منديس)، قد تم عمله قاطبة. فما أجمله أكثر من حالته السابقة، على حسب الأمر الذي أصدره جلالتك! فقد نُقِش باسمك وباسم والدك (التيس) وباسم الإلهة الأخت التي تحب أخاها «أرسنوي».
وأمر جلالته ابنه باسم البا الذي أنجبه؛ ليقيم عيد حماية (الإهداء) «ضيعة (معبد) التيس» وذلك برحلة على الأخضر العظيم (البحر الأبيض المتوسط) بالسفن، وبترتيب لعيده الخاص ببيت الماء البارد الحلو لمدة ستة عشر يومًا.
ولقد كان يومًا جميلًا في السماء والأرض، وقد جعل التيس الأمير العظيم يدخل بيته، وكان (التيس) يجلس على عرشه العظيم، وكل الآلهة كانوا يجلسون في مقاصيرهم، وكانت حقًّا أرواحهم (أي أرواح الآلهة) كلهم، وكان كل معبد يحمل صورته، وكل مقاطعة كان فيها تماثيله، وقد (أضاءها) بوصفه التيس الحي، وكل عيد له كان عيدًا لهم (أي الآلهة)، وقد احتُفِل بعيد كبير في كل الأرض بالابتهاج حتى عنان السماء، وبدعاء الآلهة لاسم جلالته.
وبعد ذلك غُودِر بيت سيده، واتجه (المشتركون في العيد) نحو مقر الحكم (الإسكندرية) ليسروا قلب جلالته، وكان الكهنة خدام الإله خلفهم يحملون طاقة زهر وقلبين (تعويذة؟ أو بمثابة علامة سرور؟) لجلالته؛ فعطروا جلالته بالمر، ومسحوا ملابسه بزيت عطري؛ ثم أمر جلالته بإحضار شيء منه إلى بيت الملك، وعلى ذلك عُمِل لأولاد الملك كلهم كما عُمِل له.
وفي عام (٢٢ أو بعد ذلك) شهر … من فصل الفيضان وصل إنسان وأتى ليخبر جلالته: تأمل أن التيس الحي الذي ظهر في الحقل الغربي لبلده «ددت» (منديس) وهو المكان الذي وُجِد فيه للمرة الأولى، وقد أُحضِر (التيس) إلى المكان «دمشنت» (مكان مقدس في منديس) ليت جلالتك تُجلِسه على عرشه، ومُرْ بمجيء رجال بيت الحياة ليشاهدوه. وعندئذ أرسل جلالته إلى معابد الوجه القبلي والوجه البحري؛ ليجعلوا رجال بيت الحياة يأتون مع كهنة المقاطعات والكتبة والكهنة خدام الإله … ومع العلماء الذين في مدنهم؛ وبعد أن شاهدوه رجال «بيت الحياة» تعرفوا على صورته على حسب الأنموذج (المعلوم)، وقد ثبت لقبه بوصفه الروح الحية لرع، وروح «شو» الحية، وروح «جب» الحية، وروح «أوزير» الحية، كما عُمِل منذ الأجداد على حسب ما هو مدون كتابةً.
وقال الكهنة لجلالته: إنه حقًّا الروح الحية، ولقبه قد قرره رجال «بيت الحياة» لجلالتك، وحظيرته قد تم كل عمل فيها على حسب الذي أعطاه الأمر جلالته. ليت جلالتك يأمر بأن يجلس على عرشه في حظيرته.
وتأمل فإن جلالته كان نير القلب (الفكر) مثل «تحوت» وفحص حالة أمير الحيوانات العظيمة (مصر) ولم يعمل مثل ذلك أي ملك في الأزمان السالفة قبله، وقد جعل تماثيل للآلهة العظام من كل المقاطعات تظهر (في موكب) وكذلك الإلهة الأخت التي تحب أخاها «أرسنوي» وهي التي كانت في يدها مروحة لتحمي بها الحيوان المقدس، وكذلك رموز حياتهم (بمثابة تعاويذ) في رقابهم (أو بمثابة صولجان) (؟) أي سيدة لأرضين (أي الملكة التي وُصِف هنا تمثالها على حسب تمثيلها في الصورة التي فوق النقش باللوحة).
وأمر جلالته أن يظهر هؤلاء الآلهة على حسب مقاطعة الدرفيل (المقاطعة ١٦ المنديسية) (في موكب) مع الكهنة خدمة الإله والكهنة المطهرين، في حين أن قواد الجيش التابعين له وعظماء جلالته كانوا خلفهم، وبعد ذلك أُجلس تيس «عنبت» (أي تمويس) على عرشه واحتُفِل بعيد (وحفل في معبده) … كما فعل ذلك جلالته للمرة الأولى عندما زار الحيوان (المقدس) عندما اعتلى عرش والده.
وفي الشهر الثاني من فصل الشتاء اليوم السادس عشر أتت تماثيل هذه الآلهة إلى «ددت» (منديس) في حين كان الكهنة خدمة الإله، والكهنة المطهرون، وعظماء رجال جلالته، وقواد الجيش التابعون له، كانوا خلفهم وقد أدوا شعائرهم للتيس … وفي اليوم ١٨ من الشهر الثاني من فصل الشتاء أُقِيم عيد ومهرجان في بيته، وظل هناك (أي الآلهة الآخرين) سويًّا معه مدة أربعة أيام، ومن ثم عادت «منديس» إلى شبابها كما أصبحت «عنبت» في عيد، وكان سكانها في بهجة وكل دائرتها (أي ما جاورها) في فرح (يغني ويطبل) ومقاطعة الدرفيل كانت في سرور وابتهاج … والبا (التيس) سيد «ددت» (منديس) عاد مرة أخرى إلى الحياة، ومن ثم فإنه أصبح روح كل إله.
ليت الذي فعله جلالته يكون مكافأتُه مدَّ سنيه بوصفه ملك إلى الأبدية، وبذلك تطول إلى أبد الأبدين، ومملكته تبقى باسمه، وبذلك يجلس ابنه على عرشه حتى نهاية السرمدية، ولا تبيد حتى حدود الأبدية في حين أن الآلهة تدعو له (بالصحة إلى الأبد).
هذا، ومن الوجهة الدينية يلفت النظر ما جاء من نقوش على حافتي هذه اللوحة؛ إذ نشاهد اسم الملك، واسم التيس في أربعة أسطر من نقوش عُمِلت للزينة وُضِعت سويًّا حيث نجد فيها كل مرة أن صورة التيس ومعه علامة الحياة يمدها للاسم الحوري للملك؛ ونجد في المتن أن التيس الجديد هنا موضح كما هو مدون بتكرار في العبارة التالية: «إن التيس يمنح الحياة لحور الملك «بطليموس».»
فالنقوش التي على الحافة اليسرى هي السطران الأولان:تيس سيد «ددت»، والإله العظيم حياة رع، وروح «رع–حور–أختي»، والذي يشرق بوصفه عينه اليمنى والذي يسيح يوميًّا في السماء ليحيي الأرضين، وأنه يعطي كل دائرة السماء عينه، وكل لمحة عينه الفاخرة للملك «بطليموس».
التيس سيد «ددت»، والإله العظيم الحي من «رع» والروح الحية للإله «شو» والذي ينعش السماء والأرض بريحه لأجل أن تحيا كل الناس به، وأنه يعطي كل حياة بوساطة الهواء النقي، وتشم الأنف النسيم للملك «بطليموس».
التيس، رب «ددت»، الإله العظيم الحي من «رع»، والروح الحية لأوزير، وأنه فتى نضر مثل العين اليسرى … وأنه يمنح (نيلًا) عظيمًا في زمنه للملك «بطليموس».
التيس، رب «ددت»، الإله العظيم الحي من «رع»، وروح «جب» الحية، وأنه يجعل تربة الأرض نضرة، ويجعل النبات ينمو لأجل أن تحيا الأرضان، وأنه يعطي كل ما يحضره النيل، وكل النباتات التي على ظهر الأرض لأجل الملك «بطليموس».
ويقدم لنا المنظر الذي في أعلى اللوحة، وكذلك ما مُثِّل على حافتيها صورة عن دنيا «منديس» وهذا يمهد لنا فهم المتن الذي نُقِش على اللوحة، والواقع أننا نجد أن كل تيس في «منديس» له — على الأقل في القرن الثالث قبل الميلاد — لقبه الخاص به؛ مما يميز حالته وعلاقته بآلهة المقاطعات الأخرى، والواقع أنه في حالات كثيرة يكون للاسم معنى مزدوج؛ وذلك أن كلمة «با» يمكن أن يكون معناها الروح كما يمكن أن يكون معناها التيس، والواقع أن التيس الكبير يُدعى «الحي من رع»، والثور والملقح والمشرف على النساء، في حين أن التيس الفتي يُسمَّى روح أربعة الآلهة، وهي التي استمد منها قوته، وهي التي يسعد بها الناس.
فبالنسبة للإله «رع» يُدعى عينه اليمنى وبذلك أصبح يمثل النور، وبالنسبة لأوزير فهو عينه اليسرى وبذلك أصبح يمثل النيل، وبالنسبة للإله «شو» أصبح يمثل الهواء الذي تتنفس به المخلوقات، أما بالنسبة للإله «جب» فهو يمثل إله الأرض الذي ينبت عليه نباتات الحقول، ومن ذلك نفهم أولًا التقارب بينه وبين معبد «هليوبوليس» (المقاطعة ١٣) مع الإلهين «رع» و«رع–حور–أختي»، يضاف إلى ذلك علاقته مع الإله «أوزير» الذي يعيش في وطنه «بوصير» (المقاطعة التاسعة) التي يجري فيها النيل الخصيب، أما الإله «شو» فمقره سمنود (المقاطعة ١٢) والإله «جب» فإنه كان يُعبَد في المقاطعات الشرقية ١٩-٢٠، ومن ثم نرى أن التيس قد حلت عبادته في دائرة تحيط ببلده «منديس» مقر عبادته الرئيسية.
وأخيرًا تجد أن قد «حول» تأليف ثالوث لتيس «منديس» كما هي الحال في كل معابد القطر، وقد قيل إن زوجه هي الإلهة «حات محيت» وهي تُمثَّل بقلة في صورة سمكة. أما العضو الثالث في هذه الأسرة الإلهية فقد مُثِّل في صورة حور الصغير ابن «إزيس» وقد أخذ ذلك عن أسرة «أوزير» أي ثالوثه، ولكن ليس بينه وبين والديه علاقة داخلية تبرر نسبته إليهما.
هذا، ونجد في هذا المتن أن الأسرة البطلمية قد اخترعت بدعة جديدة؛ وذلك بإضافة «أرسنوي» إلى زمرة الإلهات، وقد كانت عبادتها لا تقتصر على «منديس» بل كانت تُعبَد في مقاطعات أخرى، وبخاصة الفيوم، وهي المقاطعة الواحدة والعشرون من مقاطعات الوجه القبلي، وقد سُمِّيت هذه المقاطعة في العهد البطلمي باسمها.
-
ملخص اللوحة: عندما تولى «بطليموس الثاني» عرش ملك مصر (٢٨٥–٢٤٧ق.م) كانت أول زيارة قام بها لمعبد
تيس
«منديس» المقدس، وقد كان أول ما قام به هناك في الشهر الأول من فصل الشتاء (السنة هنا
مهشم
مكانها) أنه أدى على الوجه الأكمل الشعائر العادية التي يسبح فيها التيس في سفينته في
النيل
شمالًا وجنوبًا، وبذلك زار «ددت» كما زار «عنبت» (أي «منديس» و«تمويس») كما أمر بإتمام
معبد
«التيس» الذي أُجلِس على عرشه بمهرجان.
هذا، ونعلم أن «بطليموس الثاني» قد تزوج أولًا من «أرسنوي الأولى» ابنة «ليزيماكوس» ثم تزوج من أخته «أرسنوي الثانية» وبذلك كان أول من تزوج على حسب التقليد الفرعوني وهو زواج الملك من أخته، وقد أصبح فيما بعد هذا النوع من الزواج سُنَّة عند البطالمة، ولما حضرت «أرسنوي» الوفاةُ في الخامس عشر من حكمه في الشهر الأول من فصل الصيف (عام ٢٧٠ق.م) أمر بطليموس في الحال أن يُعلَن الحداد عليها، وقد شرفت بالشعائر التي منحها أباه التيس المقدس بعد موتها، وقد أُقيم لها تمثال بوصفها إلهة في مقاطعة «محيت» كما أُقيم لها تماثيل في مقاطعات أخرى، وقد ظهرت في المواكب بمثابة زوج الإله.
هذا، وقد نال «بطليموس الثاني» ثناء المصريين وشكرهم له، وبخاصة في المقاطعة السادسة عشرة التي قام لأهلها بخدمات منوعة، فقد كون لنفسه حرسًا خاصًّا من الفرق المصرية. يُضاف إلى ذلك أنه أعفى من الجزية مقاطعة «محيت»؛ وذلك لأن العوائد كانت محددة، وسفن المعدية في كل البلاد كانت تديرها الإدارة الملكية، وقد نزل الملك عن جزء آخر من الضرائب لمعبد التيس، وكان يُؤدَّى للإدارة الملكية؛ وذلك لأن الكهنة على حسب منشور للإله تحوت وضعه بعناية مع الإله الأعظم «رع» وبمقتضاه يجب أن يكون قربان التيس منديس محميًّا، وكذلك فيما يخص الضرائب التي كانت تُدفَع نقدًا من كل أنحاء البلاد، فإن هذا الملك قد نزل عن جزء منها، وكذلك حفر الملك قناة في شرقي الدلتا بمثابة حد فاصل بين مصر والبلاد الأجنبية، وهذه القناة لم تكن على ما يُظَن تُعتبَر عملًا في فرع النيل السابع البلوزي، بل كان مجرى بعضه طبيعيًّا وبعضه الآخر حفرته يد الإنسان، وكان يتفرع من عند القاهرة شمالي منف ثم يخترق وادي طميلات ويصب في البحر الأحمر، وقد أشار «بطليموس الثاني» إلى هذه القناة في لوحة بتوم كما سنرى بعد.
وفي السنة الواحدة والعشرين من حكم هذا العاهل (٢٦٤ق.م) أمر الملك «بطليموس الثاني» بإتمام بناء معبد تيس «ددت»، وأرسل ابنه ولي العهد بطليموس ليشترك في عيد ظل قائمًا مدة ستة عشر يومًا وفي خلاله اقْتِيدَ التيسُ العظيم إلى بيته الجديد، كما وُضِعت الآلهة الأخرى في مقاصيرها.
يُضاف إلى ذلك أنه كانت حاضرة هناك صور آلهة من كل المعابد، وبعد ذلك أظهر الكهنة عرفان الجميل، والشكر للملك عندما ساروا جميعًا إلى مقر الملك حيث عطروا الملك بالمر وعطر الزهور كما عطروا الأمراء والأميرات.
وبعد ذلك بعدة سنين مات التيس المقدس، وكان لا بد من اختيار تيس آخر ليحل محل التيس المتوفَّى؛ وقد عُثِر على التيس المطلوب الذي توفرت فيه كل الصفات في حقل يقع غربي «ددت»، وبأمر من الملك جاء أعضاء بيت الحياة المتضلعين في هذه الأمور من مقاطعات أخرى، واجتمعوا سويًّا لإبداء رأيهم في هذا التيس الجديد على حسب ما هو مقرر في الكتب، وكذلك ليقرروا لقبه على حسب المعتاد. هذا وقد صرح بطليموس لتماثيل آلهة آخرين من أنحاء البلاد الأخرى أن تحضر إلى مقاطعة «محيت» وأن تشترك في الموكب مع الكهنة ورجال الجيش، وقد وصلت في اليوم السادس عشر من الشهر الثاني من فصل الشتاء إلى «ددت» وبعد ذلك أُقيم عيد في اليوم الثامن عشر، وقد استمرت الأفراح مدة أربعة أيام في «ددت» و«عنبت»، وفي حضرة سائر الآلهة نُصِّب التيس بما يليق به من احترام، وهللت مقاطعة «محيت» فرحًا وسرورًا بذلك.
هذا، وكان حادث تنصيب التيس الجديد لا بد مدعاة للأمر بالفراغ من نقش لوحة منديس التي أُقيمت في معبد «منديس» وهي التي فصلنا فيها القول هنا فيما سبق.
لوحة «بتوم» (تل المسخوطة)٥
وقبل أن نصف هذه اللوحة ونضع ترجمة لها يجدر بنا أن نستعرض ملخصها تسهيلًا لفهم المتن الذي تحتوي عليه.
سافر «بطليموس الثاني» في السنة السادسة من حكمه أي حوالي ٢٧٩ق.م إلى بلدة «بتوم» حيث كان يوجد معبد الإله «آتوم» صاحب «تكو» وكان قد تم بناؤه، وفي اليوم الثالث من الشهر الثالث من فصل الفيضان سافر إلى مقاطعة الخطاف الشرقية، وزار معبد «بر-قرحت» كما زار معبد «آتوم» في «مامي»، وقد عُني بطليموس بوجه خاص بحبس الأوقاف من أجل القربان، وبعبارة أخرى لإطعام الكهنة. أما معبد آتوم المقام في بلدة «بتوم» فقد نزل له عن دخل كان يجيء له من ضرائب القناة التي كانت توصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض (سطر ٦–١٠) وفيما بعد سافر «بطليموس الثاني» إلى بلاد الفرس حيث كان لا يزال مظهر حكم الإسكندر الأكبر هناك يفوق كل شيء، وهناك وجد بطليموس تماثيل الآلهة المصريين التي اغتصبها ملوك الفرس العظام من وادي النيل، وعلى ذلك أمر بحملها أولًا إلى مقاطعة الخطاف الواقعة على الحدود المصرية، ثم نقلها بعد ذلك إلى «منف» وهناك كلف أحد أمنائه بتوزيعها على المعابد، وبذلك أُعيدت تماثيل الإله «آتوم» في سفينة للملك، ويُحتمَل أنها السفينة التي كان فيها الملك نفسه (سطر ١١–١٥).
وفي السنة الثانية عشرة من توليه عرش الملك زار بطليموس مقاطعة الخطاف الشرقية، وهي المقاطعة الثامنة من مقاطعات الوجه القبلي (راجع جغرافية مصر القديمة ص٧٦) ومعه أخته وزوجه «أرسنوي الثانية» وكانت نتيجة هذه الزيارة أنه أنجز حفر القناة التي تربط بين البحرين الأحمر والأبيض وكذلك حصنها، وكان ذلك في العام السادس عشر من حكمه (سطر ١٥-١٦).
وكانت الأوقاف والإعفاءات من الضرائب التي نزل عنها هذا الملك في خلال السنين المنصرمة لمعبد «آتوم» عظيمة جدًّا، وهامة لدرجة أن الكاتب الذي كُلِّف بوضع نقوش لوحة «بتوم» التي نحن بصددها جعلها بارزة بصورة واضحة في الأسطر من ١٧ إلى ٢١ والأسطر من ٢٦-٢٧، وذلك حتى عام ٢١ من حكمه أي عام ٢٦٤ق.م.
أما هذه الأوقاف فكان جزء منها عبارة عن مؤن تُورَّد يوميًّا أو سنويًّا لتغذية كل موظفي معبد «آتوم»، كما كان جزء منها يُورَّد في صورة مواد غفل لأجل تشغيل معامل المعبد؛ وأخيرًا كان يُورَّد جزء منها في صورة ضريبة تُجبَى من تجارة السفن التي كانت تسير في قناة السويس، ومن القوافل التي كانت تخترق الصحراء، ويُلحَظ أن جزء اللوحة الذي جاء فيه ما للكهنة من حقوق قد حُشِر في موضعين في سياق الحوادث التي عددها بطليموس، والواقع أن ما أثبته الكهنة من حقوق لهم كان هو السبب الخاص الذي من أجله أُقِيمت هذه اللوحة؛ ذلك لأن طائفة الكهنة كانوا يريدون إثبات حقوقهم ودعاويهم بصورة واضحة على الملأ.
والحادثة الأخيرة التي وُصِفت في هذه اللوحة هي تعظيم ثلاثة العجول المقدسة؛ والظاهر أنه ليس لها أية علاقة مقبولة مع «بتوم»، ومن أجل ذلك يظن الإنسان أن العجل «أبيس» كان تابعًا لمنف والعجل «منيفيس» كان تابعًا لمدينة «هليوبوليس» أما العجل الثالث ذو البشرة المبرقشة، وهذه هي الميزة الوحيدة التي يُميَّز بها عن العجلين السابقين، فإنه يُعتبَر عجلًا مقدسًا في بلدة «بتوم»، وأنه لمن المستحب أن يُحدَّد مكانه في هذه البلدة كما كانت توجد عبادة العجل في «هيلوبوليس» موطن الإله آتوم (٢٥-٢٦). هذا ويتألف نهاية النقش من العبارات الخاصة بإقامة لوحة من الحجر للإله «آتوم» صاحب «تكو»، وقد كانت إقامتها بمناسبة عيد الاحتفال بتتويج الملك.
وتدل شواهد الأحوال على أن لوحة «بتوم» كانت عملًا موحدًا نُفِّذ تصميمه في معبد «تكو»، كما تدل نقوش اللوحة على أنها حُفِرت بيدي حفارين مختلفين، والواقع أن من يطلع على نقوشها يجد أن النقوش من سطر ٢٤ قد حُفِرت بإتقان أحسن من الأسطر السابقة. يُضاف إلى ذلك أن لغة المتن ليست لغة متينة موفقة؛ إذ في الغالب نجد أنها مصوغة في عبارات مبهمة، وفي معظم الحالات نلحظ أن جملها رديئة التركيب، والظاهر أنها من تأليف أحد سكان أهل الحدود الذين لا يعرفون اللغة المصرية معرفة تامَّة أو على الأقل كانوا لا يعرفون اللغة المقدسة، وهي لغة النقوش التي يرجع عهدها للأزمان القديمة جدًّا؛ وفضلًا عن ذلك فإنهم على ما يظهر كانوا لا يعرفون تدوينها بصورة صحيحة.
وربما كان كاتب هذه اللوحة من دم أهل البدو الأسيويين الذين يسكنون الصحراء شرقي «بتوم»، ولكنه مع ذلك كان قد تعلم اللغة في معبد كانت فيه التقاليد لا تزال متبعة، ومن الجائز أنه قد تعلم في معبد «هيلوبوليس» ومن هنا أحضر معه طرق التلاعب بالألفاظ؛ ومن ثم نجد في لوحتنا الغموض في الألفاظ والجمل التي لا يمكن لكل واحد حلها إلا إذا كان صاحب معرفة واسعة في اللغة.
هذا، وقد وقع في المتن — من جراء عدم المعرفة والإهمال في رسم الرموز — عدة أخطاء كانت على ما يظهر تحدث أحيانًا من رسم علامات خاطئة بصورة محسة، وأحيانًا من رسم العلامات الهيروغليفية بصورة مشوهة أو حذفها أحيانًا.
وكان يحدث ذلك من عدم ترتيب الكلمات، وأخيرًا نجد أن الحفار لم ينقش الكلمات بصورة نظيفة واضحة؛ إذ كثيرًا ما تجده قد نقش على الحجر شكل الإشارة الهيروغليفية بصورة تقريبية، ومن الجائز أن هذه الإشارة تدل على معانٍ كثيرة لا يمكن معرفتها إلا من سياق الكلام، ولا نزاع في أن كل هذه الصعوبات قد اعترضت أولئك الذين حاولوا حل رموز هذه اللوحة؛ لأنهم لم يصلوا إلى تأليف متن صحيح يمكن فهمه وترجمته على الوجه الأكمل؛ ومن أجل كل ذلك سنترك جانبًا كل الصعوبات التي ستعترضنا أثناء الترجمة.
بقي علينا الآن قبل الشروع في وصف اللوحة وترجمتها أن نعرف شيئًا عن محتوياتها من الوجهة الدينية فالإله «آتوم» الذي جاء ذكره في اللوحة لم يُذكَر لنا شيء عن طبيعته، ومن الجائز أنه في عناصره مشتق من نفس عناصر إله «هليوبوليس»، وإذا أردنا أن نربط هذا الإله بإله الشمس «رع–حور-أختي» كما هو موجود في هليوبوليس فإن ذلك بالنسبة لبتوم لا يقدم لنا شيئًا يُعتمَد عليه.
هذا، وقد جاء ذكر بقية ثالوث «أوزير» وهما «إزيس» و«حور» ابنهما. أما «حتحور» سيدة بلدة «عنت» التي ذكرت بأنها والدة الملك (سطر ٢) فإنها تُعَد صورة من صور «إزيس» ويرجع أصلها إلى «هليوبوليس» التي تقع بجوارها بلدة «عنت» (عيان) وهي عاصمة حكومة قديمة ترجع إلى ما قبل التاريخ، وأخيرًا نجد مع هؤلاء الآلهة الذين ذكرناهم هنا الملكة «أرسنوي الثانية» التي قضت نحبها في العام الخامس عشر من حكم أخيها وزوجها بطليموس الثاني الذي ألهها وعبدها.
بحدتي الإله العظيم الرب ذو الريش المبرقش الخارج من جبل الأفق.» وفي الأسفل قرص الشمس المجنح نشاهد منظرين مصورين، ففي المنظر الذي على اليمين يُرى الملك واقفًا ومنقوش معه طغرائيه: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (وسر-كا-رع-مري-امن) ابن «رع» رب التيجان «بطليموس»، ويُقدَّم تمثال الإلهة «ماعت» لوالده «آتوم» ليمنحه الحياة، ونُقِش مع الإله «آتوم»: «كلام يقوله «آتوم» الإله العظيم صاحب «تكو» المبجل إلى أبد الآبدين، رب السماء وملك الآلهة. إني أمنحك السرمدية والحياة الدنيا وأبدية الملك.
كلام يقوله أوزير رب «را-يابت» (فم الشرق) الذي على رأس معبد «قر-حت» رب … وإني أمنحك تاج «رع» في السماء.
إني أمنحك القوة والنصر في كل الأرضين في سلام مثل «رع».
إني أمنحك كل الأرضين في سلام مثل رع.» وأخيرًا نشاهد الملكة «أرسنوي الثانية» المؤلهة ومعها المتن التالي: «الابنة الملكية والأخت الملكية والزوجة الملكية (التي تشرح قلب «شو» ومحبوبة الآلهة) والعظيمة وربة الأرضين «أرسنوي» صورة «إزيس» و«حتحور».
إني أتمنى لك أعيادًا ثلاثينية كثيرة من الآلهة.
والمنظر الذي على اليسار هو نفس المنظر على اليمين. فنشاهد «بطليموس الثاني» يحضر أولًا العين السليمة (الموحدة بالقربان) ويقدمها للإله: إهداء العين السليمة لوالده لأجل أن يمنحه الحياة. ثم نشاهد إلهًا بدون لحية تتدلى من رأسه خصلة شعر الطفولة، ويقول للملك: «إني أمنحك كل الأرضين وكل الأراضي الأجنبية مثل «رع» أبديًّا.»
ويُرَى على اليسار منظر آخر يُقدِّم فيه الملكُ النبيذَ للإله «آتوم» ويكافئه على ذلك «آتوم» بمنحه ملك والده بقلب منشرح مثل «رع». ثم نشاهد الإلهة «إزيس» كما ترى في المنظر الذي على اليمين، والمتن الذي فاه به الملك مهشم وتجيبه إزيس بقولها: «إني أمنحك كل الأرضين في سلام وأهل الأقواس مجتمعين تحت قدميك.»
وأخيرًا نشاهد «أرسنوي الثانية» ومعها المتن التالي: الابنة الملكية والأخت والزوجة الملكية (التي تشرح قلب «شو» محبوبة الآلهة) العظيمة ربة الأرضين «أرسنوي»؛ صورة «إزيس» و«حتحور»، وتقول للملك: «إني أرجو لك حياة والدك «آتوم» وأن يعطيك أعيادًا ثلاثينية «عديدة».
(١) يعيش حور، الشاب القوي (ممثل) الرخمة والثعبان (نبتي) (المسمى) عظيم القوة حور الذهبي (المسمى) الذي جعله والده يظهر (على العرش). ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (المسمى) (وسر-كا-رع قوية روح «رع») المحبوب من آمون ابن «رع» رب التيجان (المسمى) بطليموس العائش مثل «رع» أبديًّا محبوب «آتوم» الإله العظيم حياة «تكو» (تل المسخوطة) … يعيش «آتوم» أول الأحياء، والذي يعيش على الأرض مثل «رع» أبديًّا، والذي منه (أي آتوم) يعيش كل الناس، والمحبوب (أي الملك) من الآلهة والإلهات لمقاطعة «الخطاف الشرقية» والذي يعيش أبديًّا (أي الملك).
يعيش الإله الكامل طفل آتوم، ومن سيد الحياة (أي آتوم) وحد له الأرضين، وارث «آمون» الفاخر ﻟ «وننفر»، ومن قرر له «آتوم» حظه أبديًّا؛ والصورة الحية لآتوم، والإله العظيم، والعائش في «تكو» (بتوم) والصورة الفاخرة للإله «حور أختي» والنطفة الإلهية لآتوم سيد الأرضين في «هليوبوليس»، والنبت الصالح للإله «خبري» (الشمس)، ومن أنشأته أمه «حتحور» سيدة «عنت» (بلدة على خليج السويس)، ومن خرج من الفرج والتاج معقود على جبينه، ومن يجلس على قفاه «وادد» (ثعبان، إله حارس) عندما يتسلمه، ومن أنشأته الإلهة (رننوتت؟) ليكون ربًّا، ومن أنجبه «آتوم» الذي أوجده ليكون صاحب سلطان على عرشه بوصفه ملكًا، وكذلك بوصفه حاكمًا على العرش، وبوصفه طفله «حور» الذي وحد القطرين، والإله العظيم المسيطر على «تكو». ملك الوجه القبلي والوجه البحري «حور» صاحب الساعد القوي، وإنه في المقدمة أمام عرش السيدين (حور وست)؛ وهو الذي جعله والده «آتوم» فاخرًا أمام الملايين لأجل أن يصد أعداء هذه الأرض، وهو الذي رفع له عرش والده في قصر مئات الألوف على العرش الذي وطده له «تحوت»، المحارب من أجل مصر، ومن يحمي أطفالها، والحارس الطيب الذي أسعد مصر، ومن يرعى الجياد عندما ينشغل من أجل الأرضين (مصر) والأراضي الأجنبية، ومن يبني السفن البحرية على الأخضر العظيم (البحر الأحمر) (؟)، ومن يقبض على الأراضي الأجنبية الحمراء بقوة أصابعه، ومن يصد البلاد الأجنبية عن مصر (كمت) ومن الخوف منه في «الأخضر العظيم»، والفزع منه عند سكان الرمال، ومن (ساعده) قوي ضد كل البلاد الأجنبية في الأرض، وعلى الماء عندما يأتون مقهورين، والملك القوي، والفتى، وعظيم البلاد الأجنبية، عالي الساعد في يوم التلاقي والحرب، ومن يقضي على العدو، ويصد المهاجم، ومن يصرع العدو بأعمال قوية عدة (؟) ومن ينتزع القلوب من أجسام الناس ولو أنهم تضرعوا إليه، الشجاع القوي، رب الجياد والعربات الجميلة التي يخطئها العد، ومن من أجله سفن الشحن، وعدد وفير من السفن المسماة «سيد الإلهين» (سفينة لها مقصورة تُوضَع فيها صور الآلهة) تمخر عباب «الأخضر العظيم» ومن سفنه تسير على القنوات و… على أفرع النهر دون أن يراها العدو، وسفن شحنة كبيرة وسفن البحر ملكه (تحضر) حمولتها (؟).
وأنه يبزغ مثل الشمس بأشعته في الصباح عندما يرونه (؟) (أي الناس) يحارب في ساعة الغضب، والنجوم (الآلهة؟) تسبح بجلالته مثل «رع» عندما يسبح في سفينة المساء.
الملك الطيب «بطليموس» … الإلهة «شتا» (السرية) صاحبة «سما-بحدت» (المقاطعة السابعة عشرة من مقاطعات الوجه البحري) مثل والده «آتوم» عندما … معبد (؟).
له شجاعة «رع» (؟) صاحب بيت الشرق على الشاطئ الذي على ساحل إقليمه (ساحل المقاطعة السابعة عشرة (؟)).
في السنة السادسة من عهد جلالة (الملك) بلغ أن قصر جلالة والده آتوم الإله العظيم القاطن في «ثكو» قد تم.
الشهر الثالث من فصل الفيضان اليوم الثالث: ذهب الملك بنفسه إلى مقاطعة الخطاف مأوى (؟) والده «آتوم»، وكانت كل الناس في ابتهاج وشوارعها كانت ملئت بالهتافات.
ولما أضاءت الأرض في اليوم الرابع استيقظ الملك في عيده في حياة وسعادة وصحة، وقد وصل جلالته إلى ضيعة «بر-قرحت» (لقب بلدة «تكو»)، وأتم قصر والده «آتوم» الإله العظيم القاطن في «تكو» عندما ظهر هذا الإله على الأرض (أي في يوم تتويجه)؛ وقد جهز هذا البيت (المعبد) بجهاز، وفكر في لوازم والده «آتوم»، وقد عمل جلالته لهذا البيت الجميل ما عمله ملك الوجه القبلي والوجه البحري بطليموس والده؛ ولا يوجد بيت جميل مثله عمله ملوك الوجه القبلي والوجه البحري، وقد أسسه لوالده المقدس ملك الوجه القبلي والوجه البحري ورب الأرضين (قوية روح رع محبوب آمون) ابن رع رب التيجان «بطليموس» العائش مثل رع أبديًّا.
ووصل جلالته إلى «مامي» (بلدة بجوار «تكو»)، واهتم هناك بوالده «آتوم» وعمل جلالته فيما يخص كل قربانه مثلما عمل أي ملك على الأرض، وبمثابة ملك عائش أبديًّا، وقد عينه له «رع» بمثابة مئونته؛ وأنه الإله الفاخر (الملك) الذي أحيا قربان معبد والده (أي معبد آمون)، وذلك عندما دخل (أي الملك) في أرضيه (أي أرض آتوم)، وأُدِّيَتْ (لآتوم) الشعائر التي تُعمَل لملك في قصره الذي كان في أرضه (أي أرض آتوم) وكانت الجياد موجودة على حسب رغبته، وكان ملكًا ساميًا في أرض الإله (الصحراء الشرقية)، وإلهًا لسكان الصحراء. والهدايا التي يحضرونها له كانت فاخرة.
وسار الملك إلى المقصورة، وقد أمدها بقربانه، وقد أتى بالنيل لتموينها، وقد أتى بوصفه «آتوم» الذي أُحْيِيَ من جديد. ثم عاد جلالته ثانية (؟) وشكر الإله لسلطانه.
وأمر (الملك) أن تُؤَدَّى له (أي لآتوم) مئونته (ما يلزم له)، وأهدى مدينة بر–آتوم (بيت آتوم) «برجو» (قناة وادي طميلات أو فرع منها) مع كل جزيته بالإضافة إلى كل الضرائب التي تُجبَى منها، وكذلك قناة الشرق وقناة «برجو» وسهلها الشرقي حتى بحيرة العقرب بما في ذلك أهلها، وقد عمل جلالته هذه الأشياء لوالده «آتوم» حاكم الحكام.
وذهبت (تماثيل الآلهة) إلى عرش «بتاح» (إله منف) وأُجْلِسوا عليه.
وفي الشهر الرابع من فصل الشتاء اليوم العاشر، قال جلالته لكاتبه الملكي: مُرْ بإرسال أمر ملكي لمعابد القطرين لإحضار المستشارين الذين انْتُخِبوا من بين الكهنة أصحاب المكانة من بيوت الآلهة؛ ليرحبوا بآلهة مصر (؟) وأن يأتوا إلى المكان الذي كان فيه جلالته أمام هؤلاء الآلهة، وقد وجد القائد العظيم لمقاطعة الخطاف الشرقية أنه لا بد من مضي عشرة أيام حتى يصلوا إلى المكان الذي كان فيه جلالته. وقد ذهبت آلهة مصر إلى مصر، وقد جاءت آلهة «بر-آتوم» (معبد آتوم) الذي في «تكو» لتثوي هناك، وكانت مثواهم الأبدي، وكان قلب جلالته (في الأصل: وجه) فرحًا بذلك فوق العادة.
وبعد ذلك، أصدر جلالته مرسومًا (بأن يكرم) رجال بلاطه هؤلاء الآلهة. ثم أخذها الملك في سفينته معه، وذهب نحو «تكو» وأجلسها هناك، وكرمها جلالته أمام والده «آتوم» الإله العظيم العائش في «تكو» بوصفه ملكًا مخلدًا.
وكانت مصر في قبضته، والبلاد الأجنبية تحت موطئ نعليه، وابنه مثبت على عرش «رع»، وعرشه هو عرش «حور» أول الأحياء مثل «رع» أبديًّا، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (قوية روح رع محبوب أمن) ابن «رع» (بطليموس) الذي يبقى على عرش والده «آتوم»، وأنه عظيم في قطريه.
وفي السنة الثانية عشرة الشهر الأول من فصل الزرع اليوم الثالث عشر من عهد جلالته: تعرف (الملك) على رغبته فاخترق «تامري» (مصر) مع الأميرة الوراثية، عظيمة الحمد وسيدة الظرف، حلوة الحب، زوج الملك، وحاكمة الأرضين (أرسنوي) ابنة الملك رب الأرضين (بطليموس) والإلهة التي تحب أخاها.
ووصل (الملك) إلى مقاطعة الخطاف الشرقية، وكانت مدينة والده «آتوم»، وقد فكر الملك مع أخته — زوج الملك وأخته — في حماية مصر هناك من البلاد الأجنبية.
وفي السنة السادسة عشر الشهر الأول من فصل الفيضان في عهد الجلالة، حفر (الملك) قناة على حسب رغبته لوالده «آتوم» الإله العظيم العائش في «تكو» لأجل أن يسعد آلهة مقاطعة أول الشرق (المقاطعة الرابعة عشرة) (راجع: كتاب أقسام مصر الجغرافية في عهد الفراعنة ص ٨٤)، وأول القناة في شمالي «أونو» (هليوبوليس)، ونهايتها هي بحيرة العقرب (الآن البحيرات المرة)، وأقام جدارًا عظيمًا عند صحرائه الشرقية على ربوة حتى لا يكون هناك ما يدعو إلى الضحك؛ وذلك لأجل إبعاد العُصَاة الذين يخرجون على الآلهة إذا انقضَّ (البدو) على مصر.
كل فاكهة وبلح لا مثيل لها … ١٦٠٠ هنًا. أقراص فيها شهد أربعة هنات، فاكهة مجففة ٢٢ سلة، سن فيل صنعته المعابد سبعة دبنات … خمسة دبنات، بوص ألف حزمة، ملابس شرائط ملكية (عمائم للجنود؟)، ألف … قمصان زاهية وأربطة ونسيج.
سمن مطبوخ، ولبن مطبوخ: هنا واحدًا.
الإسكندرية
صفط الحناء
«تانيس» (صان الحجر)
بوبسطة (تل بسطة الحالي)
وُجِدت قطعة من تمثال للملك بطليموس الثاني عُثِر عليها في «تل بسطة» وهي محفوظة الآن في «رومة» «بفيلا الباني».
بانوب
سمنود
صا الحجر (سايس)
(١) يعيش حور الشاب الشجاع، ابن «رع» من صلبه محبوبه بطليموس عاش مثل رع سرمديًّا. محبوب «نيت» العظيمة، والأم الإلهية التي ولدت رع، الحاكمة، عظيمة الوجه البحري.
محبوب … (٢) … لقد نُصِّب حاكمًا على مصر، وهو ملك شجاع، كثير المعجزات، ومن يغتصب الغنائم من أرض آسيا، قوي الساعد، ناجح، وسيد القوة والشجاع يساعده، ومن يضرب أهالي الصحراء الشرقية والغربية، ومن يضرب … (٣) … ومن يحزُّ رءوس أعدائه، ومن لا يخطئه رأس واحد من أعدائه، الثابت القلب، ومن يخوض غمار المعمعة، أحمر العينين (من الغضب)، والمنتصر على أعدائه عندما يقبض على سيفه، واسع القلب … (٤) الجميل الوجه على السفينة، والشجاع على عربة القتال، وقائد أحسن الجياد، ومن لا يتقهقر على جواده، السيد الساحر على … ومن قلبه يفرح عندما يقترب من القتال، وهو الإله «منتو» في ساعته (أي في ساعة غضبه)، والفهد اليقظ على … (٥) … ومن سفنه الحربية واسعة، ومن سفنه النهرية عديدة والتي لا تُحْصَى، ومن جياده عظيمة، الممتاز في قيادة الجياد، والكثير العربات أكثر من الملوك (الآخرين) «حور» الذي يحكم أراضي «الفنخو» (سوريا) … (٦) … نصيحة الآلهة، ومن أحضر لجيش الإلهة «نيت» شبانه (؟) ليحمي «سايس» (صا الحجر) ليسعد قومه، ومن يريح قلب آلهة السماء (؟) الذين أعطوه دائرة الأرض؛ لأنه عمل ما تحب صاحبة التاجين؛ لأنها «شب نبتي»، (= الإلهة نيت) وكثير الآثار … وعمل ما تحبه آلهة مصر، الثور القوي (بطليموس) العائش مثل رع محبوب «نيت» ربة «سايس».
أحضروا إليَّ الأمراء وحكام المقاطعات والكهنة خدمة الإله في الوجه القبلي والوجه البحري … (٨) … والإلهات لأنها ابنة هذا الإله. وتكون هذه المدينة أكثر جمالًا عما كانت عليه من قبل، وعندئذ قالوا أمام جلالته: يا أيها الملك يا سيدنا، سيُنَفَّذ كل ما قال جلالتك … (٩) … ليستشيروه … لمصر معهم، وعلى ذلك عادوا إلى المكان الذي فيه جلالته؛ ليزيدوا أرض «سايس» وليحيوا الأرض بعد أن كانت في ضيق، وعلى ذلك قام بنشاط ليحسنها … (١٠) … لتصير أكثر جمالًا.
هليوبوليس
- على تمثال الملك: ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن «رع» من صلبه ومحبوبه رب التيجان «بطليموس» عاش سرمديًّا. المشرف على عرش «حور» وأول الأرواح الحية … محبوب «حور أختي».
- على تمثال «أرسنوي الثانية»: (١) ابنة الملك وأخت الملك وزوج الملك ربة الأرضين «أرسنوي» … (٢) الأميرة الوراثية ابنة جب (إله الأرض)، الأميرة ابنة الإله «مرحو» (إله في صورة ثور) عظيمة الزينة، عظيمة الحمد، ابن ملك وأخت الملك وزوجه؛ سيدة الأرضين، وصورة إزيس، ومحبوبة «حتحور»، ربة الأرضين «أرسنوي» التي تحب أخاها الملك (؟)، محبوبة «آتوم» رب الأرضين و«عين شمس».
- على تمثال الملكة المجهولة الاسم (ربما كانت أخت الملك «فيلوترا»): الأميرة الوراثية، حور صاحبة الساعد القوي؛ عظيمة الزينة وعظيمة الحمد …
كوم «أبو بلو»
محاجر المعصرة
(١-٢) أهم آثار بطليموس الثاني في الوجه القبلي
الكوم الأحمر٢١
وُجِدت قطع من الحجر عليها طغراء بطليموس الثاني مستعملة في قرية «شارونا» غير أنهما وُجِدا مُهشَّمَيْنِ؛ ومع ذلك يمكن التعرف على اسم هذا الملك ولقبه مما تبقى من الطغراءين.
السلاموني
-
مركز «أخميم»: يوجد في هذه الجهة مقصورة مقطوعة في الصخر، ويرجع عهدها للملك «آي» أحد ملوك الأسرة
الثامنة عشرة، وقد أصلحها «حور ماع خرو» رئيس كهنة الإله «مين» في عهد بطليموس الثاني،
ويُشاهَد في القاعة الخارجية لهذه المقصورة غربي المدخل صفان من النقوش يُرَى فيها «بطليموس
الثاني» أمام الإله «مين» وإلهة، وأمام «مين» وإلهين شرقي المدخل، وعلى عارضتي الباب
نقرأ على
ما يُظَنُّ اسم «بطليموس الثاني» وملكة تُدْعى «بطولمايس» (؟) وقد وُصِفت بأنها من سلالة
«نقطانب الأول». هذا، وقد نُقِشت أنشودة للإله «مين» أنشدها «حور ماع خرو» الذي أصلح
هذه المقصورة٢٢ وتتألف من ثمانية أسطر.
والنقش الذي جاء مع الملكة «بطولمايس» هو:
الأميرة الوراثية عظيمة الثناء، ربة الرقة، سيدة الأرضين جميلة المحيا، والزوجة الملكية العظيمة ربة الأرضين والابنة الملكية (للملك) (خبر-كا-رع) «بطليموس» والزوجة الملكية (…) محبوبة «مين» رب بانوبوليس (= «أبو» = كفر «أبو» الحالي القريب من «أخميم»).
الإله «مين-رع» سيد «أبو» الذي يناطح تاجُه ذو الريشتين عنانَ السماء، الإله العظيم صاحب القصر العظيم، ملك الآلهة، و«حور الكبير» في «أبو» … والإله العظيم رب السماء والأرض والماء وجهات الدنيا الأربع، و«رع» سيد مصر، وابن «إزيس» والمحبوب من «آمون» والإله «شا» صاحب «بري-نيسوت»، (= مكان في المقاطعة الساوية) والإله «خبر» رب تاج أمره،٢٣ والإلهة «عبر-أست» (= المجهزة بعرش) في «أبو» وهي أم الإله التي تحمي ابنها، «سوكار-أوزير» في «أبو»، و«إزيس» العظيمة أم الإله … و«حقت» التي على قمة «أخيم»، و«حورندوتيس» في «إبو» و«مين» على سلمه، و«حور» الذي يكافئ والده، و«إين-إنس محيت» صاحبة «أخميم»، والتاسوع العظيم الذي على رأس «أبو» لَيْتَهم يعطون الحياة والعافية والصحة وعمرًا طويلًا جدًّا جميلًا في «أبو»، الكاهن سماتي (كاهن «مين») كاتب الملك ومحضر العين السليمة والعظيم، الذي يشبه «حور» في «أبو» والفهد وقريب الملك والمبجل «وأم» الإله وكاهن «مين» سيد شست، والكاهن الأكبر سماتي «المسمى» «حور ماع-خرو» ابن الكاهن خادم الإله، والكاهن الأعظم سماتي … وكاتب بيت الإله لمين التابع … طائفة الكهنة (؟) «حور» الذي وضعته ربة البيت في «تفنوت-شريت-حر، حمس».
وفضلًا عن ذلك فإن هذه الأنشودة لها أهمية؛ فقد ذكرت لنا الشخصية الرئيسية وهو «حور ماع-خرو» بن «حوري» الذي خُصَّ بثواب هذا النقش. هذا، وتدل النقوش التي في هذه المقصورة على أن هذا الكاهن الأكبر للإله «مين» هو الواضع فكرة تجديد هذا المكان المقدس في العهد البطلمي ومنفِّذها، والظاهر أنه عاش في العهد الأول من عصر البطالمة، ولدينا فيما قام به «حور ماع-خرو» حالة من أندر الحالات التي نجد فيها أن فردًا غير ملك يقوم بعمل تأسيسي في مكان مقدس لم يذكر فيه مرة واحدة إهداء ملكي كما هو المتبع في كل المباني الدينية.
قفط
ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان بطليموس. الإله «خنسو» الذي يعمل استشارته في طيبة؛ والإله العظيم الذي يحارب الشر. لقد خلص جلالته الذي يحبه من عالم الآخرة. معطي الحياة مثل رع أبديًّا. (٢) الباقية الابنة المحبوبة «أرسنوي»، الأخت الإلهية التي تحب أخاها.
«قوص»: معبد حور-سأزيس وحقات
حور ملك الوجه القبلي والوجه البحري الشاب القوي ممثل الرخمة والثعبان = نبتي (المسمى) عظيم القوة؛ حور الذهبي (المسمى) الذي توجه والده. ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (المسمى) «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان (المسمى) «بطليموس».
معبد المدمود
أرمنت
عُثر للملك بطليموس الثاني في الحفائر التي عملت في «أرمنت» في مدفن البوخيوم (مدفن العجول) على ثلاث لوحات للعجل بوخيس.
-
(أ)
لوحة من الحجر الرملي ارتفاعها ٥٥ سنتيمترًا.
الترجمة: المنظر: قيادته لبيت والده.
السنة الثالثة عشرة ٢٥ أمشير [في عهد جلالة ملك الوجه القبلي] والوجه البحري (المسمى) «قوية روح رع، محبوب آمون» في هذا اليوم ذهبت إلى السماء روح هذا الإله النبيل، والروح المحسنة (٢) وروح رع الحية ومظهر رع، الذي أنجبته «ثنو-حب»، وكانت مدة حياته عشرين سنة وثمانية أشهر وثلاثة عشر يومًا (٣) واليوم الذي وُلِد فيه كان السنة الرابعة عشرة ١٩ بئونة … لملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري «بطليموس» وقد ظهر الإله ووضع في طيبة … في السنة الرابعة عشرة ٢٣ مِسْرَى ليته يبقى على عرشه إلى أبد الآبدين.
-
(ب)
اللوحة الثانية لبطليموس الثاني، وهي مصنوعة من الحجر الرملي، وعرضها ٤٦ سنتيمترًا، ولم يبق من هذه اللوحة إلا قطع من قمتها، والمنظر هنا يظهر فيه الملك يقدم نبيذًا أمام العجل «بوخيس».
-
(جـ)
لوحة من عهد «بطليموس الثاني» للعجل «بوخيس»، لم يبق من هذه اللوحة إلا قطعتان من أعلاها، ولما كان لدينا في الواقع لوحة مؤرخة من هذا العهد، وآخر تاريخ فيها هو (السنة الثالثة عشرة ٢٧٠ق.م) فإن من المعقول أن نفرض أن هذه اللوحة تشير إلى عجل آخر، وقد دلَّ على أن هذا العجل يُحْتَمل أنه قد وُلِد عام ٢٧٠ق.م ومات عام ٢٥٢ق.م هذا ولدينا أوستراكون ديموطيقية ذُكِر فيها موت عجل في ١٠ بابه في السنة ٣١ من عهد ملك من القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى ذلك فإنه من المحتمل أن التاريخ ٢٥٢ق.م قد أصبح مؤكدًا، وأنه هو هذا الثور الذي مات في ١٠ بابه.٢٧
«قفط» معبد «إزيس»٢٨
عُثر على لباس رأس من تمثال للملكة «أرسنوي الثانية» وُجد بين البوابة الثانية والثالثة لمعبد «إزيس» في «قفط» وهذه القطعة محفوظة الآن في لندن (يونيفرستي كولدج) وتدل شواهد الأحوال على أن هذه القطعة من أحد التماثيل التي أقامها «سن-نو-شبسس».
الأميرة الوراثية عظيمة الحمد، سيدة الوجه القبلي والوجه البحري، مهدِّئة القلب بلطف … (٢) الابنة الملكية والأخت الملكية والزوجة الملكية، التي تريح قلب «حور» الشاب القوي … (أرسنوي) محبوبة … «إزيس».
قفط
- (١) المتن الذي على الجانب الأمامي من صحفة الظهر: جاء فيه ذكر إقامة تماثيل للملك والملكة في معبد «إزيس» صاحبة «قفط» ويرجو — من أجل ذلك — من الآلهة أن تقيم عيدًا ثلاثينيًّا للملك وهاك النص:
(١) … مقاطعة «قفط» في معابد المدن. الزوجة الملكية التي تحكم المملكة. سيدة المدن والمقاطعات القاطنة في «نتر — شمعت» (سام قفط في العهد البطلمي) لقد عمل ما يحبه قلبها من كل عمل فاخر من الحجر الصلب، وذلك بإقامة تماثيل لملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان «بطليموس» عاش مخلدًا، وكذلك للأميرة الوراثية زوج الملك، ولم يعمل مثل هذا التمثال في هذه الأرض ليحل محل الأميرة؟
لتضاعف الأعياد الثلاثينية لرب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن «رع» رب التيجان «بطليموس» عاش مخلدًا …
(٢) … الأحياء ليعرف اسمه في «نترت شمعت» (قفط) تعالوا أنتم وقولوا للذي خلقني، وصلوا لي من أجل ما عملته، وإني تابع دائم، وقدِّموا لي خبزًا، وجعة وثيرانًا وطيورًا ونبيذًا ولبنًا وماء باردًا، وكل شيء جميل طاهر حلو مما يخرج على مائدة «إزيس» العظيمة أم الإله على حسب ما يعمل يوميًّا لأني عظيم … «الذي يحمي الحامل» والذي يطعم الصغير الذي لا أمَّ له، وجدار الحياة حول مقاطعته.
رجاء آخر مماثل لزائري المعبد ليتولوا صيغة القربان:إن رئيس حريم الزوجة الملكية لملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان «الإسكندر» عاش مخلدًا وأرسنوي (المسمى) «سن-نوشبسس»: يأكل إنسان يريد أن يرى قرص الشمس (أتون) وتحيط به عين الإله «أتون»، وكل إنسان يأتي … أرض إزيس …؟
- (٢) النقش الذي على الجانب الأيمن المستند عليه التمثال (بقية المتن السابق):
… (إزيس العظيمة والأم الإلهية) با «حوربو خراد» الواحد العظيم الذي على رأس الخفيين، ويا أيتها الآلهة والإلهات الذين في «نترت شمعت» (قفط) ليتهم يعطون قربانًا من كل شيء جميل طاهر حلو للأمير الوراثي والحاكم، وحامل الخاتم الملكي والسمير الوحيد «سن-نوشبسس»؛ لأنه …
- (٣)
النقوش التي في الخلف من صفحة الظهر: ويلحظ أن هناك عدة أسطر ناقصة لا يُعرَف عددها.
- (٤) مديح الملك «بطليموس الثاني»:
… (١) حدوده والذين يسكنون في البحرين «الأبيض والأحمر» … (٢) وجماله يشرق على كل إنسان ويضيء «آتون» (قرص الشمس) النهار وهو في … (٣) … بمثابة رباط للريشتين مثل والده «مين» صاحب «قفط» ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان «بطليموس» عاش مخلدًا.
- (٥) مديح «سن-نو-شبسس»:
(٤) … السمير الذي في مقدمة الشعب، العظيم في إدارته، والكبير في وظيفته، وصاحب المكانة الأولى في القصر، ومن يرفعه الملك في مكانته، ومن يقص عليه آراء كل الناس … (٥) … على مائة (أي على حسب رأيه) والدائرة الكبيرة في كل الأرضين، والعظيم الذي يقف على يمينه (أي يمين الملك)، ذرب الفم، والمحبوب في قاعة الأسرار، ومن يأخذ بتعاليم الإله الكامل (أي ملك) مرطب … الملك …
(٦) … ومن لا يفترق قلبه عن بيت السرور (؟) ومن لا يحيد عن تعاليم الملك، ومن يطرح الآثام جانبًا واللسان الشرير، ومن لا يخون، ومن يقبض «على زمام» الأمور … رب الأرضين … (٧) محبوب رب هذه الأرض، ومن يتمسك بالطريق التي يحبه (أي الملك)، حامي «قفط» وحامي المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه القبلي (راجع جغرافية مصر القديمة ٤٢–٤٤) ومن أقام المعابد … ومن يفكر بفكره، ومن يسهر على حماية الناس، ومن ينفذ الرأي أمامه في القصر … (٨) … على يمين وعلى يسار الذي أنجبه «سيا» (الصقر المقدس) ليجعل أقواله حسنة، ومن يسير على ماء الآلهة (أي على حسب ما يحب)، ومن لا يجعل سجينًا يبقى في سجنه دون فائدة؛ والرجل الذي يكون تحت تصرفه (أي تصرف الملك) في اللحظة الفريدة (أي الخطرة) ومن يؤدي له على معرفة مشاريع …؟ ومن لا تشتكي الناس منه … ومن تُرجَى صحته ليل نهار لما يخرج من فيه.
وهو وتد المَرْسَى لحبل الغريق (؟) ومنجاة الغريق (العوامة التي تنجي الغريق) التي تثبت عند انقطاع الهواء (؟)، ومن يناديه البائسون للمشورة، ومن أمامه تُحمى أعضاؤهم من كل أذى، ومن يحمي المظلوم، ومن يحمي الهرم، وحارس الحراس، ومن يُقْصِي الثائر عن الضعيف؛ رجل الدقة ومن يعرف العدالة، العالم بالتقرير مثل كثير من الناس، ومن ينطق حسنًا وينطق بالخير، ورجل الساعة، ومورد الشارب، ومن تُسَرُّ به العينان يوم العيد … الكبير المعرفة في زمنه … ثقة سيده، والمدير العظيم لبيت الحريم لجلالته، ورئيس أتباع الأميرة الوراثية عظيمة الحمد، سيدة القطرين فرحة القلب لطيفة، حلوة الحب، جميلة الطلعة، ومن تقبض على التاجين، ومن تملأ القلب بجمالها، الزوجة الملكية العظيمة، ومن تُرضِي قلبَ ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «وسر-كا-رع-مري-أمن» ابن رع رب التيجان «بطليموس» عاش مخلدًا و«أرسنوي».
(١٢) كاهن أوزير و«حور» و«إزيس»، في «حا جفاو» (قصر المئونة أو قاعة المئونة وهو اسم من أسماء معبد «قفط» أو قاعة مخصصة للثالوث الأوزيري)؛ والآلهة في معبد «حا-جفاو»، و«إزيس-أتسو» (اسم لإزيس، وهو في الأصل صندوق بقايا الجسم في العرابة المدفونة القاطنة في «قفط») وفهد الجنوب وفهد الشمال، الآلهة «روتي»، «شو وتفنوت» ابنا رع القاطنين في «قفط»، و«إزيس» العظيمة المقدسة المشرفة على البيت العظيم، و«أوزير» المشرف على ساحته «وبتاح سكر» الإله العظيم القاطن في «شتا» (معبد الإله سكر) وأوزير «قفط» في «حتنوب» (المكان الذي كانت توضع فيه جثة أوزير؛ حيث كانت تقام أحفال كثيرة لقيامة «أوزير») (المسمى) «سن-نوشبسس».
- (٦) الأمير سن-نو-شبسس يمجد إلهه «مين» يقول لسيده:
إني أتعبد إليك يا «حور»، وأصلي للإله «مين» صاحب «قفط». حور صاحب الذراع المرفوع، عظيم الحب، والذي يخترق السماء بتاجه، رب انشراح القلب في معبده، ملك الآلهة، حلو الحب، ثور أمه، والمشرف على مثواه الكبير، والإله العظيم في معبدي الأرضين، والمشرف على المقاطعة، والمتربع على عرشه، والمولود من أعضاء الإله، ومن يقدم القربان لوالده، ونطفة الآلهة المظفر في … والمشرف على البلاد الأجنبية، ومحبوب الشعب، وموحد الشباب، ومن يمقت قول الكذب، وريح الحياة الذي يعيش الناس به، ومن يمنح الحياة لمن على مائه (أي على هواه) جميل الوجه، صاحب العينين المزينتين (لقب للآلهة)، الجميل أكثر من الآلهة، ومعجزته أكثر من معجزة التاسوع الإلهي، ومن يهدي كافة الآلهة سخمت في جبل بخنت (الغرب) … يمشي على شاكلته، ومن يشفي المريض، وينعش المتألم، صاحب الصورة الجميلة لمن يضعه في قلبه، ومن ينعش صاحب الحنجرة الضيقة.
- (٧)
يفتخر «سن-نو-شبسس» بأنه يخدمه بإخلاص: إني خادمك وأسير على هواك، وقلبي يعرفك وهو لا يزال في البيضة، ولا يقصر عن …
وبلدك العظيمة جدد لها دائرة قرابينها بدقة، وعينه لا تنام ليلًا، ولا يتعب نهارًا، ومن يبحث عن جمالك في قلبي.
- (٨) الأعمال التي أتمها هذا الأمير في المعبد:
لقد وجدت «حا جفاو» (المعبد) آيل للخراب، وتلف عظيم … فأقمت جدارًا حوله من جديد طوله ١١٠ ذراعًا، وعرضه ٤٥ ذراعًا، وسمكه عشر أذرع، وقطعت أحجارًا من المحاجر لرقعته، بدلًا من كومة ارتفاعها ست أذرع، ولأرفع أرض المعبد إلى امتدادها، وأسست حجرة … من شجر الصنوبر (عش) وطعَّمْتها بالنحاس، وحفرت اسم جلالته، وصنعت كل أدواته من النحاس بما لم يوجد من قبل، وزدتُ في بيته من كل شيء جميل، وزودت مائدة قربانه بالطعام، وضاعفت قربانه من بيت القربان، وثبَّت كهنته المطهرين … (١٩) … «وصنعت له» بابًا من الحجر الجيري الأبيض الصلب طوله ١٦ ذراعًا، وعرضه ست أذرع عند قمَّة بابه، ونقشت عليه الاسم العظيم لجلالته، ومصراعًا بابه من خشب الصنوبر المصفح بالنحاس، وزاويتاه من نحاس آسيا وصرحه من جهة الشمال مبنيٌّ باللبنات أمام «إزيس» … (٢٠) … ونقش اسم جلالته العظيم وطوله ١٨ ذراعًا، وعرضه ست أذرع، وصرحه من اللبنات.
- (٩) أشياء أخرى أتمها من أعمال مفيدة، وبخاصة إقامة ناووس من قطعة حجر واحدة لحور بن إزيس في «قوص»:
لقد أقمت ناووسًا لصرح «حور» بن «أوزير» وابن «إزيس» الجالس على العرش العظيم والإله العظيم في ناووسه، وجدَّدتُ آثار بيت أوزير …
يلتمس سن-نو-شبسس مكافأته على ما قام به من عمل طيب:ليت … يعمل ما يحب قلبي (؟) فليتك تضاعف قرابيني في عهد رب الأرضين، وحبي عند الملك، وليتك ترفع مدة حياتي على الأرض؛ ١١٠ عامًا، وأن يكون مقرِّي الأخير جميلًا بعد الشيخوخة وأن أثوي في جبَّانة «قفط» الجميلة …
ألقاب «سن-نو-شبسس»:(٢٢) …
روتي «شو وتفنت» أتباع «رع» في قفط، وإزيس العظيمة الإلهية في سماء المكان العظيم، و«أوزير» في ساحته الإلهية.
دندرة
معبد «إدفو»
داخل قاعة العمد: (١١٠–١١٤) يشاهد في الصف الثالث من أعلى بطليموس الرابع أمام «بطليموس الثاني» و«أرسنوي» المؤلهين.
معبد الفيلة٣٦
الحجرة الأولى
-
المدخل(٢٨٦-٢٨٧): يُشاهد على العَتَب الخارجي منظر مزدوج، فالذي على اليسار يُرَى فيه الملك بطليموس
الثاني تتبعه الإلهة «بوتو» ويتقبل رمز الحياة من «تفتوت»، ويهرول ومعه الدفة والمجذاف
(؟)
نحو «إزيس» و«حتحور»، وعلى الجانب الأيمن يُشاهَد الملك تتبعه الإلهة «نخبيت» ويتسلم
رمز
الحياة من الإلهة سخمت، ويهرول بآنية نحو «إزيس» و«نفتيس»، وعلى عارضة الباب الغربية
تشاهد
أربعة صفوف يُرى فيها الملك يقدم مسوحًا للآلهة، كما يقدم جرة في هيئة بولهول للإلهة
ساتيس
(إلهة الشلال) والحقل للإلهة «إزيس»، والملك واقف … وعلى العارضة الشرقية نشاهد أربعة
صفوف
يُرى فيها الملك يقدِّم نسيجًا لإزيس وصناجة للإلهة «عنقت» (إلهة الشلال) وطعامًا لحتحور
والملك يُرى واقفًا …
-
الباب الداخلي (٢٨٨-٢٨٩): يُشاهَد على العَتَب في الوسط «إزيس» جالسة أمام أسماء «بطليموس» بين علم أبيس وعلم
الصقر، وعلى الجانب الأيسر يشاهد الملك يقدم عطور المر للإلهة «نفتيس»، وعلى الجانب الأيمن
يقدم الملك نبيذًا لحتحور، ونقرأ نعوت بطليموس أسفل العلم، وخلف بطليموس في المنظر الغربي،
وهاك ترجمتها:
«الإله الكامل» كثير الأعياد، ومن أطعمه مليون سنة على مائدته. الإله الكامل ابن حور في القوة، وأنه ممتاز الطيبة.٣٨
وعلى القائمة الشرقية للمدخل نشاهد خمسة صفوف يُرى فيها الإلهة آتوم، وخنوم، و«نوت»، وسفخت-عابو يكتبون وتتبعهم الروح «كا»، وعلى العارضة الغربية خمسة آلهة، وهم «آمون رع» و«أونوريس» و«إزيس»، و«منتو» و«تحوت» يكتبون وتتبعهم الروح أيضًا.
وفي المدخل كذلك (٢٩٠) نشاهد ثلاثة صفوف يُرى فيها الملك يهرول ومعه طائر ويقدِّم عصًا لإزيس، كما يُشاهَد ومعه مكنسة وآنية أمام «إزيس» و«نفتيس»، ثم يغادر الملك قصره ومعه الإله «أنموتف» وأعلام، ثم نراه (٢٩٧) في ثلاثة صفوف وهو يقدِّم قلادة لإزيس ويقرب لها كذلك ملكًا، ثم يغادر القصر ومعه الكاهن سم وأعلام.
ونرى الملك (٢٩٢) في ثلاثة صفوف يقدِّم تمثال «ماعت» للإله «آمون رع-كاموتف»، ويقدِّم آنية نمست لفرعون مؤلَّهٍ، ثم نشاهده يطهره كل من تحوت وحور. هذا ونقرأ خلف الملك في الصف الأعلى المتن التالي:الإله الكامل الذي يشرق مثل ابن «إزيس».
ونشاهد على الجدار (٢٩٢) في الصف الأعلى الملك يقدم نبيذًا للإلهة «إزيس» ونقرأ خلف إزيس المتن التالي: إحي (ابن حتحور أو إزيس) مطهر الذهبية (الذهبية لقب تنعت به «حتحور»).٣٩ - (٢٩٤): نشاهد ثلاثة صفوف يُرى فيها الملك يقدم نسيجًا للإلهة «جب» كما يقدم الزهور والدجاج للإله حور سأزيس، ويُتَوِّجه الإلهان «آتوم» ويقدم له «منتو» صولجانات العيد الثلاثيني. هذا، ونقرأ في متنٍ خلفَ الملك في الصفين الأعلى والثاني وخلف الإله «حور سأزيس» المتن التالي: الإله الكامل الذي يحيطه الآلهة بجماله عندما تشرق في أعيادها،٤٠ الإله٤١ الكامل اللامع الأشراق.
- (٢٩٥): نشاهد الملك ممثلًا في ثلاثة صفوف. فيُرى أولًا بصورة مهشَّمة أمام «إزيس» وهي ترضع ملكًا صغيرًا وأمام «بوتو»، ثم يُشاهَد الملك أمام إزيس مع «أرسنوي الثانية» كما يُرى الملك والإله «خنوم» يقوده للإلهة «إزيس».
الحجرة الثانية
-
المدخل (٢٩٣) (أ – ب): يُشاهد على العَتَب الخارجي في الجزء الأعلى سطران من النقوش، وفي الجزء الأسفل يُشاهد
الملك مع «إزيس»، وجنوب قائمة الباب يُشاهد الملك مقدِّمًا حقلًا لإزيس في أسفل.
ويُشاهد متن في الجزء الأعلى من العَتَب. السطر الأول منه جاء فيه:٤٢
الإله الكامل عظيم القوة، رب الشجاعة مثل ابن «إزيس»، المعقود عليه التاج الأبيض، وحامل التاج الأحمر، وضام التاجين، والمنشئ من جديد بمثابة تاج «آتف» (أي تاج أوزير).
ويُرى على سمكي الباب (ﺟ، د) عمود من النقوش على كل منهما، وجاء في الذي على الجانب الشمالي المتن التالي:٤٣ «الإله الكامل وريث «رع» الذي وضعه على عرشه، والذي اختاره ليصير ملكًا على مصر.» ويُشاهد على سمك الباب (ﺟ) الملك يتقبل الحياة من «إزيس» وعلى العَتَب الداخلي نقرأ ألقاب الملك، وعلى قائمة الباب الجنوبية نقرأ المتن التالي:الإله الكامل جم الأعياد الثلاثينيَّة، ومن أطعمه مليون سنة من القمح على مائدته. الإله الكامل الذي يصل سلطانه إلى ما يحيط به البحر.٤٤ - (٢٩٦): يشاهد هنا الملك أمام «إزيس».
-
(٢٩٩) الباب الغربي للحجرة الثانية (أ، ب): نقرأ على العَتَب الداخلي، وعلى قائمتي الباب ألقاب الملك «بطليموس الثاني» ونقرأ على
سمكي الباب (ج، د) سطرًا من النقوش على كلٍّ، جاء فيهما:
الإله الكامل الذي يمتطي العربة مثل …٤٥ «والإله الكامل الذي ينقضُّ على البلاد الأجنبية بسرعة.»وعلى سمك الباب نقرأ نعوت الملك بطليموس الثاني ذكر بعضها الأستاذ زيته٤٦ وهاك ترجمتها:
الإله الكامل صورة «آتوم» نفسه، والإله الكامل وريث رع، ورب القوة مثل ابن «إزيس».
الإله الكامل الذي اختاره رع؛ ليكون ملك مصر والأرض الحمراء (الصحراء) الإله الكامل ابن آمون الذي اختاره على رأس الأبدية.
الإله الكامل الحاكم الشجاع الذي يعمل على مد حدوده حتى قرن الأرض (نهاية الجنوب).
الإله الكامل الذي يقبض على القوس، ومن جعل الرجال كإناث، الإله الكامل صاحب الجياد العدة التي لا تُحصَى، والإله الكامل صاحب السفن العديدة، ومن سفنه مجتمعة على النهر. الإله الكامل المسيطر على الأرزاق.
والإله الكامل كثير المحاصيل (من الحبوب) …
الإله الكامل «رع» مصر (أي شمس مصر) وقمر البلاد الأجنبية.
الإله الكامل نيل مصر ورمنت (غلة) كل فرد (مثل الإلهة «رمنت» ربة المحاصيل).
الإله الكامل جبل الذهب والفضة في كل بلد أجنبية.
الإله الكامل حور الذي يحمي مصر.
وبديهي أن الكهنة في المتون السالفة الذكر أرادوا أن يُشِيدوا بمناقب بطليموس الثاني الذي أصبح فرعونًا حقيقيًّا في نظرهم للبلاد؛ فأشادوا أولًا بأصله الإلهي، وأنه من نسل «آتوم» كما تحدثوا عن شجاعته وقوته، ثم نوَّهوا عن سعادة هذا الفرعون وثرائه، كما ذكروا أعماله الخيرية التي قام بها في مملكته.
(و) ويُشاهَد على سمك الباب الملكُ يقدِّم وليمة لإزيس.
الحجرة الثالثة
- (٣٠٤): يُشاهَد الملك يقدم أزهارًا للإلهة «إزيس» (٣٠٥) ويشاهد الملك وهو يقدم كحلًا للإله «حور» وأمه «إزيس». هذا، ويشاهد خلف «إزيس» وخلف الملك المتن التالي: الإله الكامل الذي يجعل بيوت الآلهة بهجة.٤٧
الحجرة الرابعة
-
(٣٠٦): يُشاهد الملك يقدم قربانًا لإزيس.
ولهذه الحجرة ردهة صغيرة يُشاهد عند مدخلها (٣٠٧) قطع صغيرة من عتب الباب وقائمته وسمكه، وعلى السمك نقرأ: الإله الكامل أوزير محبوب ابنه أكثر من أي ملك، عظيم الآثار، عظيم الأعجوبة.٤٨
-
(٣٠٨): يُشاهد مناظر مزدوجة؛ ففي الصف الأعلى يُرى الملك يقدم قلادة للآلهة «أوزير» و«إزيس»
و«نفتيس»، كما يقدم صدرية ﻟ «أوزير-أونوفريس» و«إزيس» و«حتحور»؛ في الصف الثاني يقدم
الملك
عطور المر للإله «خنوم» والإلهتين «ساتيس» و«عنقت»، وهؤلاء الآلهة الثلاثة هم ثالوث الشلال،
كما يقدم تمثال معات لثالوث طيبة (آمون وموت وخنسو)، وفي الصف الثالث يقدم الملك للآلهة
«أوزير» و«إزيس» و«حور سأزيس» قربانًا، كما يقدم عطور المر للآلهة «أوزير-أونوفريس» و«إزيس»
و«حور بن أوزير».
والصف الأعلى من المنظر الذي على اليسار نقرأ المتن التالي لإزيس:٤٩
إني أمنحك البلاد الأجنبية الجنوبية، وأمنحك بلاد «بنت».
-
(٣٠٩): نشاهد في هذا المنظر الملك يقدم بخورًا وماء قربانًا أمام كومة من القربان، وجاء في
المتن الذي فوق القربان ما يأتي:٥٠
الإله الكامل سيد القربان والطعام، ومن يقدم القربان لأمه «إزيس» بالملايين ومئات الألوف والألوف ومئات وعشرات المرات من جميع الأشياء الجميلة.
- (٣١٠-٣١١): يُشاهد في هذا المنظر في الصف الأعلى الملك يقدم طوقًا للإلهة «إزيس» ويتعبد للإله «أوزير-أونوفريس» كما يقدم عقد منات السحري للإلهة «إزيس» وقد نقشت أنشودة في كل منظر، وفي الصف الثاني يُرى الملك وهو يفتح باب الناووس الذي يحتوي على تمثال «أوزير» وناووس يحتوي تمثال «حتحور»، ويقدم مرآة لإزيس، وفي الصف الثالث يُشاهد الملك منبطحًا على الأرض أمام «إزيس» كما يرى أمام الإله «أوزير-أونوفريس» وأمام «إزيس»، وفي كل حالة نقشت أنشودة.
- (٣١٠): نشاهد على قاعدة الجدار هنا، الملك يتبعه إله النيل ومعه متن.٥١
الحجرة الخامسة
- (٣١٢-٣١٣): يُشاهد على العَتَب الخارجي منظر مزدوج يرى فيه الملك يقدم نبيذًا للإله «أوزير-أونوفريس» وللإلهة «إزيس» وللإلهين «أوزير» و«إزيس»، ويُرى على قائمة الباب الغربية ثلاثة صفوف يُشاهد فيها الملك يقدِّم عِقْد منات للإلهة حتحور وتعويذة للإلهة «سخمت» وخبزًا للإلهة «إزيس»، وعلى قائمة الباب الشرقية نشاهد ثلاثة صفوف؛ يُرى فيها الملك يقدم عِقْد «منات» للإلهة إزيس ومرآة لإلهة برأس أسد، وعلى رأسها ثعبان كما يقدم أزهارًا لإزيس.٥٢
-
(٣١٤-٣١٥): نقرأ على سمكي الباب متنًا جاء فيه:
الإله الكامل الذي يجعل الأراضي خصبة، والذي يقيم المعابد كما كان الحال في الزمن الأول، والذي يكثر الدخل من رزق الأرض؛ الإله الكامل القوي الساعد الذي يحيط بذراعيه «تامري» (مصر).
-
(٣١٦-٣١٧): يشاهد على العَتَب الداخلي منظر مزدوج يُرى فيه الملك يقدم نبيذًا للإلهة «أوزير»
و«إزيس» و«أوزير-أونوفوريس» و«إزيس»، وعلى قائمة الباب الشرقية يشاهد الملك في ثلاثة
الصفوف
الباقية يقدم بخورًا لإزيس، وأزهارًا للعجل «أبيس» كما يقدم للعجل «منيفيس» (الذي يقدس
في عين
شمس) قربانًا، ويشاهد على قائمة الباب الغربية أربعة صفوف يُرى فيها الملك يقدم لإلهة
جرة،
وخبزًا للإله «سماور»، وخبزًا للإله «أجبور»، ويقف أمام «إزيس» وقد نُقِش متنٌ مؤلف من
عمود
خلف كل قائمة من قائمتي الباب، وهاك النص:٥٣
الإله الكامل عظيم البطش الذي يعمل الخيرات لأمه «إزيس» العظيمة ربة «الفيلة» ويفسح الطريق … بيت.
- (٣١٨-٣١٩): يُشاهد على هذا الجدار في الصفين الأعلى والثاني الملك يقدم قائمة قربان، كما يُشاهد الملك معه البخور، ومتن شعيري أمام «أوزير» سيد «أباتون»، وفي الصف الثالث يُشاهد الملك يقدم الطعام للإله «أوزير» المحنَّط.
- (٣٢٠): يشاهد على هذا الجدار في الصفين الأعلى والثاني الملك ومعه قائمة قربان، وكذلك متن تطهير، ويُشاهد أمام «إزيس» يقدِّم لها البخور وأنشودة مهشَّمة بعض الشيء، وعلى القاعدة حول الحجرة تشاهد آلهة النيل.٥٤
الحجرة السادسة
- المدخل من الداخل (٣٢٢): يُشاهد في الصف الأعلى من هذا الجدار الملك، وباقي المنظر مهشم، وفي الصف الأسفل يُرى الملك يقدم تمثال «ماعت» لثلاثة آلهة.
- (٣٢٢): يُشاهد الملك في الصف الأسفل يقدم ماء قربان لإلهين وأزهار للإله وإلهة.
الحجرة السابعة
- (٣٢٥-٣٢٦): يشاهد الملك على العَتَب الخارجي لهذه الحجرة في منظر مزدوج؛ فيُرى وهو يقدم الصناجة على الجانب الأيسر من العَتَب، كما يقدِّم النبيذ على الجانب الأيمن لإزيس و«حربو خراتيس». هذا، ويُشاهد على قائمة الباب ثلاثة صفوف حيث يُرى الملك يقدم أوراق شجر للإله «مين» وتعويذة للإلهة «سخمت» ونبيذًا لأوزير، وعلى برواز في الخلف سبع بقرات مقدسة وثور «كاكاو ثاي-حموت» وأَصْلال، وعلى قائمة الباب الشرقية لهذه الحجرة لم يبق إلا صفَّان من النقوش يُشاهد فيهما الملك يقدم صورة «ماعت» للإله «تحوت» وصناجة للإلهة «حتحور»، وعلى اللوحة خلف ذلك ثلاث بقرات مقدسة وهي «إهت» و«هسيس» و«شمات حور» وإلهات برأس ثور.
-
(٣٢٧): وعلى سمكي الباب عمود من النقوش على كل سمك، جاء عليهما ما يأتي:٥٥
الإله الكامل الذي يعمل الخير في بيت أمه «إزيس» والذي جدد كل شيء في زمنه.
الإله الكامل الذي يعطي طعامه لأمه «إزيس» والذي يهديها أرض الحدود حتى إقليم الاثني عشر ميلًا النوبي.
- (٣٢٩-٣٣٠): ويُشاهد على العَتَب الداخلي منظر مزدوج فيُرى الملك تتبعه «نفتيس» و«حتحور» على الجانب الأيمن، كما يُرى وهو يقدم نبيذًا «لأوزير» و«إزيس» ونقش على قائمتي الباب ثلاثة أعمدة من النقوش، وفي أسفل يُشاهد الملك وهو يتقبل الحياة من «إزيس» في كل من النقشين.
- (٣٣١–٣٣٥): يشاهد على الجدران ستة مناظر، في الصف الأعلى يُرى الملك وهو يقدم صورة «ماعت» ومعها أنشودة للآلهة «أوزير» و«إزيس» و«حربو خراتيس» كما يقدم المسوح لإزيس، وتعويذه للإلهة «حتحور» والبخور وماء الطهور «لإزيس»، والزهور للآلهة «خنوم» و«ساتيس» و«عنقت»، والبخور لإزيس، والمتن الذي مع «إزيس» موجود في المنظر الثاني، وهاك ترجمته: «إني أمنحك بلاد «بنت».»
- (٣٣١)، (٣٣٢)، (٣٣٥): وفي الصف الثاني يُشاهد الملك يقدم العين السليمة (وزات) للآلهة «رع-حور أختي» و«تفنوت» و«شو-رع»، كما يقدم النبيذ مع أنشودة للإلهة «إزيس» وصَنَّاجة وعقد منات لإزيس، وفي الصف الثالث يقدم الملك الزهور مع أنشودة «لأوزير-أونوفريس» و«إزيس» و«حورسإزيس»، ويقدم صناجه للإلهة «إزيس» وطعامًا لها أيضًا.
- (٣٣٦–٣٤٠): يُشاهد في الصف الأعلى ستة مناظر يُرى فيها الملك يقدم نسيجًا مع أنشودة للآلهة «أوزير-أونوفريس» و«إزيس» و«حربو خراتيس» كما يقدم صَنَّاجه لإزيس، وتعويذة غريبة لحتحور، وعِقْد منات لإزيس، وصورة العدالة لثالوث طيبة، ونبيذًا لإزيس و«نفتيس».
-
(٣٣٦) (٣٣٧)، (٣٤٠): الصف الثاني يُشاهد فيه الملك يقدم العين السليمة مع أنشودة لحور و«حتحور» و«نفتيس»
وقربانًا سائلًا مع أنشودة لإزيس، وكذلك إناء عطور على هيئة بولهول لإزيس و«نفتيس» وفي
الصف
الثالث ينشد أنشودة أمام «أوزير» و«إزيس» و«حتحور» وكذلك ينشد أنشودة أمام «إزيس». كما
يقدم
قربانًا من الخبز لإزيس و«أرسنوي الثانية»، وهاك جزءًا من أنشودة المنظر الأول:٥٦
الوريث للعرش: إني أمنحك حدودك حتى الجهة التي تحبها، وإنك ملك الوجه القبلي والوجه البحري على عرش حور، والبلاد الأجنبية كلها تحت نعليك.
وعلى الأساس حول هذه الحجرة بما في ذلك قائمتي الباب والمدخلين؛ يُشاهَد الملك يتبعه آلهة النيل.٥٧
الحجرة الثامنة
-
مدخل الحجرة (٣٣٣) (أ-ب): يُشاهد على العَتَب الخارجي لهذه الحجرة «مرت» إلهة الوجه البحري (وتسمى في المتن
«حعبي») تتعبد (وهي إلهة موسيقى) والإلهة «عنقت» جالسة، وبينهما طُغْراءات الملك وألقابه
في
أسفل، ويُشاهد على قائمة الباب الجنوبية ثلاثة متون.٥٨
وعلى سمك الباب يتقبل الملك الحياة من «إزيس».
- (٣٤١): يشاهد منظران يقدم فيها الملك للإلهة سخمت. كما يُرى راكعًا.
- (٣٤٣): ثلاثة مناظر يُرى فيها الملك راكعًا، ثم يُرى واقفًا أمام حتحور برأس بقرة، ثم يقدم نبيذًا «لإزيس» و«نفتيس».
الحجرة التاسعة
-
المدخل عند (٣٣٨): يُشاهد على العَتَب الخارجي «بطليموس الثاني» تتبعه «مرت» الوجه القبلي (إلهة الموسيقى)
ويقدم قربانًا سائلًا وبخورًا للإلهة «ساتيس» ومعها متن في أسفل، ويوجد متن إهداء على
العارضة
اليمنى للباب، وهاك النص:٥٩
ملك الوجه القبلي والوجه البحري الشاب الشجاع … إلخ.
لقد عمله بمثابة أثره لأمه إزيس واهبة الحياة وسيدة «فيلة».
لقد عمل لها قاعة قربان للتاسوع الإلهي، وهي المكان الذي يرتاح فيه كل آلهة الفيلة، وإنه يحميها.
- (٣٤٥): يشاهد الملك أمام الإله «شسمو» برأس كبش.
- (٣٤٦): يشاهد الملك يتبعه كاهنين يحملان محرابًا، ويقدم كتانًا للإلهة إزيس والإله «حاربوخراتيس».
- (٣٤٧): يشاهد الملك يقدم كتانًا للإله «أوزير» والإلهة «إزيس»، وعلى الأساس حول الحجرة تُشاهد آلهة النيل راكعة مع تماثيل صغيرة.٦٠
الحجرة العاشرة
- (٣٤٨)-(٣٤٩): يُشاهد على عتب الباب منظر مزدوج، ويُرى فيه الملك يقدم النبيذ للإله «أوزير» والإلهة «إزيس» كما يُشاهد على عارضة الباب الشرقية ثلاثة صفوف يُرى فيها الملك يقدم عِقْدًا للإلهة «إزيس» ونبيذًا للإلهة حتحور، وكحلًا للإلهة «إزيس» وكذلك يُشاهد ثلاثة صفوف على قائمة الباب الغربية ظهر فيها الملك يقدم طعامًا لإزيس وبخورًا للإلهة «نفتيس» وزهورًا لإزيس.
-
(٣٥٠ و٣٥١): نقشت على سمكي الباب نعوت جاء فيها:٦١
الإله الكامل رب دخل الأغذية، وفير المحصول أكثر من رننوتت (ربة المحاصيل) ومن يأتي إليه النيل العظيم في ميعاده.
الإله الكامل الذي يكثر الحبوب ويضاعف الثيران في الأرضين.
-
(٣٥٢)-(٣٥٣): العَتَب الداخلي. يُشاهد على العَتَب الداخلي مناظر مزدوجة، فعلى الجانب الأيسر يُرى
الملك يقدم نبيذًا للإلهة «إزيس» ويتقبل الملك في هيئة صقر الحياة من الإلهة «بوتو» وفوقه
قرص
الشمس المجنح، ونقش على قائمتي الباب ستة أعمدة من النقوش ومثل الملك وهو يتقبل الحياة
من
الإله «تحوت» (على القائمة اليسرى) ومن حار سأزيس (على القائمة اليمنى). مع عمود كتابة
إهداء
خلف كل من قائمتي الباب، وهاك بعضَ متنِ الإهداء الذي على الجانب الغربي:٦٢
يعيش ملك الوجه القبلي والوجه البحري الشاب الشجاع (يأتي بعد ذلك ألقاب الملك) عمله بمثابة أثر لأمه «إزيس» واهبة الحياة ربة الفيلة، الفاخرة سيدة معبدي القطرين. الذي يصدُّ البدو القاطنين جنوبي الصحراء الشرقية الخاسئين حتى أقطار «حور»، وهو الذي أقام لها قدس الأقداس وعلَّاه، وجعله مرتفعًا حتى أفق السماء، وجعلها تظهر بمثابة ملك الوجه القبلي والوجه البحري على عرش حور، وعلى عرش «جب» سرمديًّا.
-
(٣٥٤)-(٣٥٥): يُشاهد على هذا الجزء من هذه الحجرة في الصف الأعلى ثلاثة مناظر يُرى فيها الملك يقدم
نسيجًا لإزيس وللإلهة «نوت» كما يقدم صندوقًا للإله «أوزير-أونوفريس» وللإلهة إزيس وهي
ترضع
طفلًا، كما يقدم صورة «ماعت» لإزيس و«لنفتيس».
وفي الصف الثاني نشاهد ثلاثة صفوف يظهر فيها الملك يقدم عِقْد «منات» للإلهتين «إزيس» و«سخمت» كما يقدم عطورًا «لأوزير-أونوفريس» و«إزيس»، ويقدم صنَّاجه للإلهتين «إزيس» و«حتحور»، وفي الصف الثالث نشاهد كذلك ثلاثة صفوف يظهر فيها الملك يقدم أزهارًا للإلهتين «حتحور» و«بوتو» كما يقدم كتانًا «لأوزير-أونوفريس» وإزيس مجنحة، ويقدم ماءً لكل من إزيس و«أرسنوي». هذا، ونقرأ نعوت الملك في الصف الأعلى ذكرها الأثري زيته وهي:٦٣
الإله الكامل ابن «إزيس»، المنتقم للإله و«ننفر» (وننفر أوزير المتوفَّى).
الإله الكامل القوي الساعد، والذي يحيط مصر (تامري) بذراعيه الإله الكامل غذاء مصر (كمت) وإله كل الناس.
والنيل العظيم يأتي إليه من مغارته (منبعه عند أسوان كما اعتقد المصريون).
الإله الكامل الذي يعطي مئونته أمه «إزيس»، وإنه يهديها حدودها حتى إقليم الاثني عشر ميلًا.
الإله الكامل تمثال رع الحي وريث «وننفر» (أوزير).
الإله الكامل الذي يعمل الخير في «سنموت» (بيجه) مجدد كل شيء.
-
(٣٥٦)-(٣٥٧): يُشاهد على هذا الجدار في الصف الأعلى ثلاثة مناظر يظهر فيها الملك واقفًا أمام كلٍّ
من
«إزيس» و«نفتيس»، ثم يُرى متعبدًا للإلهين «آمون رع» و«موت»، ويقدم تعويذة غريبة لكلٍّ
من
«إزيس» والإلهة «تفنوت».
وفي الصف الثاني يظهر الملك في ثلاثة مناظر، وهو يقدم طوقًا لكلٍّ من «إزيس» و«تفنوت»، وصورة الإلهة «ماعت» لكل من «خنوم» و«ساتيس» كما يقدم كحلًا لإزيس التي ترضع ملكًا صغيرًا، و«عنقت»، وفي الصف الثالث ثلاثة مناظر كذلك يظهر فيها الملك يقدم ماءً لحتحور وهي ترضع ملكًا صغيرًا، وتتبعه «أرسنوي الثانية»، ويقدم صنَّاجه وعقود «منات» لإزيس و«نفتيس» والإلهة نخبت، ويقدم العين وزات (السليمة) للإله «حور سأزيس» و«حتحور» … والمتن الذي خلف نفتيس، وجزء من المتن الذي خلف «موت» ذكرهما «زيته»٦٥ وهاك الترجمة — وهو مديح في الملك «بطليموس الثاني»:
الإله الكامل ابن «أوزير» والذي أنجبته «إزيس».
وهو الذي يغمر بيتها بجماله.
الإله الكامل مضاعف القربان، ومن مخازن غلاله تناطح السماء محيي الأرضين بفطنته ومقيم الأعياد.
الإله الكامل ابن الإله «خنوم» ومن أنجبته «ساتت» و«عنقت»، ومن يعمل الحياة لكل إنسان، ابن النيل منشئ الحقل.
الإله الكامل التمثال الحي المنتقم لوالده.
الإله الكامل عظيم القوة، قوي الساعد، وهازم البلاد الأجنبية.
- نعوت الملك والمتن الذي خلف الملكة من الصف الثالث٦٧: الإله الكامل الذي يعمل الخيرات لأمه «إزيس» معطية الحياة.
والذي يملأ بيتها بكل شيء جميل.
الإله الكامل … أكثر من كل …؟
الذي خرج من صُلْب … بعد أن تُنُبِّئ له بالملك؟
- نعوت الملكة: الأميرة الوراثية عظيمة الثناء، ربة اللطف، حلوة الحب، سيدة القطرين حاكمة مصر، ربة الأرضين «أرسنوي الثانية» عاشت سرمديًّا، الزوجة الملكية والابنة الملكية والأخت. ابنة آمون ربة الأرضين «أرسنوي» الإلهة التي تحب أخاها.
- نعوت الملك والمتن الذي خلف الملكة من الصف الثالث٦٧: الإله الكامل الذي يعمل الخيرات لأمه «إزيس» معطية الحياة.
-
(٣٥٨)-(٣٥٩): يُشاهد الملك في هذه الحجرة في الصف الأعلى في منظرين مزدوجين يقدم آنية عطور على هيئة
بولهول لإزيس كما يقدم للإلهة «حتحور»، وفي الصف الثاني يُرى الملك واقفًا وبجانبه منقوش
أناشيد أمام إزيس، وفي الصف الثالث يقدم الملك ماءً لإزيس ويقف أمامها، ويوجد متن خلف
«إزيس»
في الصف الثاني، وهاك ما جاء فيه:٦٨
إني أمنحك الجنوب حتى إقليم الكنوز (= بلاد النوبة جنوبي مروي) وبلاد النوبة لك خاضعة أبديًّا، وإني أمنحك الشمال حتى أقاليم السماء والأخضر العظيم (البحر الأحمر) لك خاشع الرأس أبديًّا.
هذا، ويُشاهَد حول أساس هذه الحجرة آلهة النيل.
الحجرة الحادية عشرة
-
المدخل (٣٣٤): يُشاهد على العَتَب الخارجي الألقاب الملكية، كما يُشاهد على قائمة الباب الشرقية متنُ
إهداءٍ لبطليموس الثاني، كما يُرى هذا الملك يتقبل الحياة من «حتحور».
ويُشاهد على العَتَب الداخلي ألقاب بطليموس الثاني، وعلى الجدار الجنوبي لهذه الحجرة (٣٦٠) يُرى بطليموس الثاني يتقبل الحياة من «إزيس»، وعلى الجدار الغربي (٣٦١-٣٦٢) نُقِشتْ ثلاثة مناظر يُرى فيها بطليموس الثاني يقدم مرآة للإلهة «عنقت»، وتعويذة غريبة الشكل للإلهة «بوتو» كما يقدم نبيذًا لإزيس.
ويُشاهد على الجدار الشرقي (٣٦٣-٣٦٤) ثلاثة مناظر يقدم فيها الملك عقد «منات» للإلهة إزيس وبخورًا للإلهة «نخبت» ونبيذًا للإلهة «نفتيس»، وعلى الجدار الشمالي (٣٦٥) يقدم بطليموس الثاني صَنَّاجه لإزيس و«موت» و«حتحور» كما نُقِش عليه متن في مديح الملك جاء فيه:٦٩الإله الكامل «أحي» الخاص بالذهبية (أحي بن «الذهبية» وهو لقب الإلهة حتحور) الذي يرفع الصناجة لحضرتها ليكسب حبها، ومن يرضي قلبها كل يوم.
الحجرة الثانية عشرة
-
المدخل (٣٣٩): يشاهد على العَتَب الخارجي ألقاب الملك بطليموس الثاني كما يشاهد على قائمة الباب
الغربية متن، وكذلك نرى الملك وهو يتقبل الحياة من إزيس أسفل المتن، ونقش على قائمة الباب
الشرقية عمود متن.
أما على العَتَب الداخلي فنرى ألقاب بطليموس الثاني. هذا، ويُشاهد على قائمتي الباب متن تجديد نقشه «بطليموس الثالث».
ويُشاهد على الجدار الغربي لهذه الحجرة (٣٦٦-٣٦٧) ثلاثة مناظر يُرى فيها «بطليموس الثاني» يقدم بخورًا وماءً للإلهة «ساتيس» وكحلًا للإلهة «وبست» (إلهة تحرق الشر وهي إلهة جزيرة بيجة بأسوان) والعطور للإلهة «إزيس».
وعلى الجدار الشرقي (٣٦٨-٣٦٩) نشاهد ثلاثة مناظر يقوم فيها الملك بتقديم النسيج لإزيس، وتعويذة غريبة للإلهة «سخمت» ونبيذًا للإلهة إزيس.
وعلى الجدار الشمالي (٣٧٠) نرى الملك يقدم الماء لإزيس و«حتحور».
- (١) سنموت: اسم لإقليم زراعي في المقاطعة الأولى من مقاطعات الوجه القبلي التي كانت عاصمته الفتنين، وهذا الإقليم يقابل الآن جزيرة «بيجة» الحالية المواجهة لجزيرة الفيلة جنوبي الخزان، وقد أصبحت «سنموت» في العصر الإغريقي عاصمة المقاطعة الأولى من مقاطعات بلاد النوبة من الشمال إلى الجنوب.٧١
- (٢) حت خونت: اسم من الأسماء التي أُطْلِقت على جزيرة «الفيلة» التي تؤلف جزءًا من المقاطعة الأولى من مقاطعات الوجه القبلي، وهي تحدد البداية نحو الجنوب للإقليم المصري الحقيقي، وفي العهد الإغريقي أصبحت «فيلة» عاصمة لأحد المراكز التي انقسمت إليها بلاد النوبة.٧٢
- (٣) بر-مرت: إقليم من أقاليم بلاد النوبة المستقلة (ويدعى بالإغريقية موروت Μοροθ) ويمكن تقريب هذا الاسم من قرية «مرة» الحالية الواقعة على الشاطئ الأيمن للنيل قبالة «دندور».٧٣
- (٤) باكت: اسم الإقليم الثاني عشر (المقدس للإله حور) وعاصمته تدعى كذلك بنفس الاسم، ومن الجائز أن هذه العاصمة هي حصن «باك» أو «باكي».٧٤
- (٥) اتفيتي: أحد الثلاثة عشر مركزًا التي تتألف منها بلاد النوبة (كنستي) ومنه كان يستخرج المصريون نوعًا من أحجار الكرنالين، وكانت تُعبَد فيه آلهة تمثل حتحور محلية، وقد وضعها الأثري «بدج» بالقرب من بوهن (وادي حلفا) الحالية.٧٥
- (٦) تاواز: هذا المكان وجد أحيانًا ببلدة أوتوبا Autoba وأحيانًا ببلدة تاسيتيا τασιτια البطليمية، ولكن من جهة أخرى يرى الأثري «بدج» أنها بلدة بالقرب من وادي حلفًا، وهذا الإقليم كان ينتج الزمرد؛ ومن المحتمل أن اسم هذه البلدة قد اشتُق من اسم هذا الحجر الكريم الأخضر.٧٦
- (٧) بانبست: الإقليم الثامن من أقاليم بلاد النوبة المستقلة، وكذلك يطلق نفس الاسم «بانبست» على عاصمة الإقليم، والإله الذي يُعبَد فيه بصورة بارزة هو الإله تحوت (بنوبس) وقد اختلف الأثريون في موقع هذا الإقليم؛ فمنهم من يقول إنه في بلاد النوبة السفلى (كوتة-أوفندنية) أو «المحرقة» ومنهم من يضعه شمالي «نباتا»، وقد تحدثنا عن موقع هذا الإقليم في غير هذا المكان (راجع مصر القديمة الجزء ١٢) حيث إن «كنوبس» تقع في إقليم الشلال الثالث مكان جزيرة «أرجو».٧٧
- (٨) بتن حور: يقال إن هذا الإقليم يقع بين الشلالين الثالث والرابع، وفيه يعبد الإله «حور» بوجه خاص.٧٨
- (٩)
نابت (نباتا): إقليم سوداني يقع عند نهاية الحدود الجنوبية من أول الإمبراطورية المصرية في عهد الأسرة التاسعة عشرة بالقرب من جبل «برقل».
ومدينة «نباتا» كانت مقدسة للإله آمون صاحب طيبة، وقد سماها الجغرافيون الإغريق «نباتا» وقد أُرِيد الربط بينها وبين «أبت» وهو معبد آمون في طيبة.٧٩ - (١٠) مروي: بلدة «مروي» هي عاصمة الجزيرة التي تسمى بنفس الاسم، وقد أصبحت عاصمة المملكة النوبية بعد انحطاط «نباتا».٨٠
- (١١) بح-قنس: يقع هذا الإقليم في أقصى الجنوب من بلاد النوبة، وهو أحد الثلاثة عشر قسمًا التي انقسمت إليها بلاد النوبة.٨١