مقدمة
كان أول من وضع الأسس الأولى لترتيب ملوك «كوش» من الوجهة الأثرية والتاريخية هو
الأستاذ
«ريزنر» وظلت مأخوذًا بها إلى أن طالعنا الأثري «دوس دنهام» في المجلد الرابع
١ عن جبَّانات «كوش» الملكية، وقد درس فيها موضوع ترتيب ملوك «كوش» وتواريخها؛ فأدخل بعض
التعديلات على الأساس الذي وضعه «ريزنر»، وقد حدَّد فيها مدة حكم الملك «نستاسن» من (٣٥٥–٣٣٧ق.م)
ثم جاء بعد ذلك الأستاذ «هنتسه» وفحص موضوع ترتيب هؤلاء الملوك، وعارض «دوس دنهام» في
بعض آرائه؛
مما حدا بنا إلى فحص تواريخ هؤلاء الملوك قبل أن نتحدث عن تاريخ كلٍّ منهم وأعماله في
الفترة التي
نبحث فيها، وهي من أول حكم الإسكندر حتى نهاية عهد الملك «بطليموس الرابع فيلوباتور».
وأهم الأسس لفحص تواريخ العصر المروي الذي نحن بصدده ما يأتي:
-
أولًا: سلسلة مُدَدِ حكم تسعة الملوك الذين حكموا في «نباتا» وتبتدئ هذه السلسة بالملك «كشتا»
وتُختَم بالملك «أنلاماني» Anlamani، ويمكن القول عن هؤلاء
الملوك بحق أن تواريخهم ومُدَد حكمهم مؤكدة إلى حدٍّ بعيد.
-
ثانيًا: ليس لدينا حتى الآن إلا روابط قليلة تثبت وجود اتصال بين حكام «نباتا» و«مروي» حتى نهاية
الدولة المروية.
والنتائج التي وصلت إليها البحوث الدقيقة التي يمكن الاعتماد عليها هي:
-
أولًا: الملك «أسبالتا» (٥٩٣–٥٦٨) وهذا الملك كان معاصرًا — كما ذكرنا ذلك من قبل (انظر الجزء
الثاني من هذه الموسوعة) — للملك «بسمتيك الثاني» الذي قام بحملة على بلاد النوبة عام
٥٩١ق.م في
السنة الثالثة من حكمه التي تقابل السنة الثانية من عهد الملك «أسبالتا» الكوشي.
-
ثانيًا: الملك «أرجامنز»٢ الذي حكم من عام ٢٤٨–٢٢٠ق.م وقد أرَّخه «ريزنر» من ٢٢٥–٢٠٠ق.م والظاهر أن «دنهام»
كان متأثرًا عند وضعه التاريخ الأول بما كتبه المؤرخ بيفان في تاريخه عن عهد البطالمة،
فقد ذكر
أن «أرجامنز» كان معاصرًا لكلٍّ من «بطليموس الثاني» والثالث والرابع، ومن ثَم فإن تاريخ
حكم
هذا الملك من ٢٤٨–٢٢٠ق.م يتفق مع ذلك.
-
ثالثًا: الملك «تقريد أماني» Tegerideamani الذي حكم من ٢٤٦–٢٦٦
ميلادية، وهذا التاريخ قد أكدت صحته نقوش ديموطيقية في فيلة.٣
وهذه التواريخ على الرغم من قلتها فإنها أكيدة لا شك فيها، وتعد في نظر المؤرخ الإطار
ونُقَط
الارتكاز لدرس مُدَد حكم الملوك المرويين.
والنُّقَط التي يمكن أن يعتمد عليها، وتساعد على الوصول إلى ترتيب هؤلاء الملوك، ومدد
حكمهم
هي:
أولًا: سلسلة الملوك المتتابعين، وقد أمكن ضبط هذه السلسلة بما تمَّ من فحص دقيق أُجرِي
في
أهرام «نوري»، و«برقل» و«مروي».
وقد قام بهذا البحث العظيم «ريزنر»، والواقع أن عملية التتابع التي قام بوضعها «ريزنر»
بربط
مجاميع الأهرامات السالفة الذكر ببعضها بعضًا من حيث الزمن يعد حتى الآن صحيحًا إلى درجة
كبيرة. في
حين أن ما اقترحه عن تتابع هذه الأهرام من حيث مُدَد حكم الملوك الذين دُفِنوا في هذه
المجاميع لم
يكن دائمًا صحيحًا تمامًا.
مدة الحكم: لقد قُدِّرت مُدَد حكم هؤلاء الحكام أو الملوك على حسب عظمة كل هرم، وما
احتواه من
أثاث وودائع.
وقد وضع «ريزنر» بعد درس كل ما جمع من مادة من هذه الأهرام؛ قائمة بتواريخ الملوك
الذين
أقاموا هذه الأهرام، وقد وصل إلى نتيجة تعد في بابها مدهشة، وقد قام بعده «أركل»
٤ بإدخال بعض تغييرات في الأسس التي وضعها «ريزنر»، وذلك في كتابه الذي وضعه عن السودان،
وقد أفاد كثيرًا فيما كتبه بما نقله عن الأثري «ماكادام».
والواقع أنه بعد التحديد الجديد لتاريخ العهد الذي عاش فيه الملك «أرجامنز» والملك
«تقريد
أماني» أصبح من الضروري أن نحدِّد تاريخًا لكل ملك، والخلاف في العصر الأول من بداية
حكم «أسبالتا»
حتى عهد الملك «أرجامنز» حيث يبلغ الفرق فقط عشرين عامًا، يعتبر نسبة ضئيلة، غير أنه
حدث انحراف
هذا التقدير عندما أضاف الأثري «دنهام»
٥ إلى مجموعة أهرام «نوري» ملكًا يُدعَى «أمانيباخي»
Amanibakhi.
وسبب ذلك أنه عثر لهذا الملك على لوحة ومائدة قربان في هرم «نوري» رقم ١٠٠، وقد تحدث
«دنهام»
عن ذلك فقال: «لم يوجد قبر في «نوري» يمكن أن يُنسَب إليه هذان الأثران، وإنه لمن المتعذر
تفسير
وجودهما في هذه البقعة بالذات اللهم إلا إذا كان الغرض منهما لإمداد مقصورة جنازية كانت
موجودة
فعلًا، ثم اختفت تمامًا، على أنه من أسلوب نقوشهما المنحط أَوَدُّ أن أؤرخ هذا الملك
بوضعه في
نهاية سلسلة ملوك هذه المجموعة، وقد وضعته مؤقتًا بعد الملك «نستاسن» مباشرة.» وقد جعل
«دنهام» مدة
حكم هذا الملك خمسة عشر عامًا، وقد كان نتيجة ذلك أن جعل عام ٣٣٧ق.م نهاية مدة حكم «نستاسن»
وهذا
لا يتفق مع التاريخ الذي وضعه «هنتسه» للملك «نستاسن» وهو (٣٣٦–٣١٥ق.م) كما ذكرنا من
قبل، وعلى أية
حال نناقش هنا التغيرين اللذين أحدثهما «دنهام»:
-
أولًا: نجد أن الملك «أمانيباخي» الذي وضعه بعد «نستاسن» لم يذكره الأخير في لوحته المؤرخة بالسنة
الثامنة من حكمه بأنه خلفه المباشر، ولكن في الوقت نفسه ليس لدينا أي سبب يبرهن على أن
«أمانيباخي» لم يحكم قبل «نستاسن».
-
ثانيًا: ذكر لنا «ريزنر» أن الملك الذي أقام الهرم رقم ١١ «بجبل برقل»٦ هو أول ملوك الأسرة المروية في «نباتا» وأنه حكم من عام ٣٠٨–٢٨٣ق.م وعلى ذلك فإن
بعد تنصيبه عام ٣٠٨ مات «نستانس»، وحكم الملك «أراكاكاماني»
Araqaqamani من ٣٠٠–٢٨ق.م.
وعلى أية حال سنحاول فيما يلي، بعد هذه المقدمة، أن نورد نظرية «دنهام» ثم نضع قائمة
بأسماء
ملوك السودان، ومدة حكم كل منهم من أول عهد «أسبالتا» حتى عهد «أرجامنز» على حسب ما اقترحه
كل من
«ريزنر» و«دنهام» و«هنتسه»، والتواريخ التي وضعها «دنهام» تختلف عن التي ذكرناها في الجزأين
١٢ و١٣
من مصر القديمة كما تختلف تواريخ «دنهام» بعض الشيء عن التي وضعها «هنتسه» الذي جاء باقتراحات
جديدة نوَّهنا عنها.
بحث في الملوك الذين دُفِنو في «مروي» وترتيبهم على حسب رأي «دوس نهام»
تعد مقابر الملوك الذين دفنوا في هذه المنطقة البقية الباقية لدينا التي تُحدِّثنا
عن تاريخ
ملوك الفترة التي نحن بصددها، وهذه المقابر موجودة في جبل «برقل» وتنقسم مجموعتين؛ الأولى:
عددها
ثمانية، والأخرى: سبعة عشر هرمًا، وتقع جنوبي وغربي الجبل المقدس (أي جبل برقل)، منها
ثمانية أهرام
تقع عند حافة الجبَّانة الجنوبية في «مروي»،
٧ وهناك هرم خارج حدودها،
٨ أما الجبَّانة الشمالية فكلها في «مروي».
٩
ومما تجدر ملاحظته هنا أن التواريخ — التي وضعت عن ملوك كوش في المؤلفات التي كُتِبت
قد ظهرت
في مجموعة الكتب التي تسمى: الجبانات الملكية «لبلاد كوش»،
١٠ وكانت نتيجة أعمال الحفر التي قام بها «ريزنر» — قد تغيرت بعض الشيء على ضوء دراسات
جديدة منذ نَشْرِها عام ١٩٥٢ حتى ١٩٥٦، وسنحاول هنا تصحيح التواريخ التي أوردناها في
الأجزاء
السابقة من «مصر القديمة» على حسب هذه التصحيحات، وبخاصة ما نشره حديثًا الأستاذ «هنتسه».
وأول ما يلفت النظر في هذا الصدد أن الأهرام الملكية التي أقيمت في جبل «برقل» و«مروي»
كان
نصيبها النهب التام كالأهرام التي أقيمت في جبَّانة «نوري»؛ فكان اللصوص يقتحمون الحجرات
المنحوتة
في الصخر تحت الأرض، كما فعلوا في أهرام «نوري» من قبل، وكان اللصوص يتوصلون إلى ذلك
بحفر جحر في
نهاية السلم الغربية المقطوع في الصخر الذي كدس عليه الرديم إلى أن يصلوا إلى الباب المسدود
عند
قاعدته. فكانوا يقطعون ما يكفي لدخول رَجُل، وغالبًا ما كانوا يعجزون عن القيام بعمل
حفرة توصلهم
إلى الأرضية الأصلية للفضاء الواقع خارج سدادة الباب، وقد وجدت في عدد من الحالات الوديعة
التي
كانت توضع عادة في هذا المكان عند الدفن سليمة. هذا ولدينا في حالةٍ واحدة البرهانُ الذي
يدل على
أن نَهْب الهرم قد حدث بعد مضي جيل واحد من وقت الدفن،
١١ وقد نُهِب أثناء إقامة الهرم رقم ١١
١٢ بالبجراوية. هذا ولم يتضح — في حالات أخرى لدينا — الوقت الذي نهب فيه اللصوص حجرة
الدفن، أو إذا كان النهب قد حدث أكثر من مرة كما كان جائزًا؛ ففي جبَّانة «نوري» كان
واضحًا حدوث
نهب على نطاق واسع في العهود القبطية، كما يدل على ذلك كميات قطع الفخار التي من طراز
هذا العهد،
فقد وجدت من بقايا ما نهبه اللصوص؛ وهذه الحالة لم نجدها في جبَّانة «مروي».
التأريخ: من المفهوم أن الترتيب التاريخي للمقابر الملكية في جبَّانتَيِ «الكرو»
و«نوري»،
وهما اللتان نشرهما «دوس دنهام» في مجلدين، كان على أساس الدرس الذي قام به «ريزنر»،
وقد لخصه في
مجلة الآثار المصرية،
١٣ وقد كان هذا الدرس خاصًّا بالمملكة النباتية الأثيوبية، والمعتقد أنه في جملته صحيح،
ويميل «دنهام» إلى وضع ملك بعينه في آخر مجموعة أهرام «نوري» كما نوَّهنا عن ذلك من قبل؛
وذلك أنه
وجد في هرم «نوري» رقم ١٠٠ لوحة جنازية رقم ١ ومائدة قربان تحمل رقم ٦، وكل منها مصنوع
من
الجرانيت، وقد نُقِش على كلٍّ من هذين الأثرين اسم «أمانيباخي».
ونُقِش على اللوحة الجنازية هذا الاسم في داخل طغراء.
١٤ هذا ولم يكن في المنطقة أي قبر يمكن نسبة هذين الأثرين له، فوضعه «دنهام» بعد «نستاسن»
كما شرحنا ذلك من قبل، وقد اختلف معه الأستاذ «هنتسه» في هذا الرأي.
وعلى أية حال يعتقد «دوس دنهام» أن ترتيب المقابر الذي اقترحه «ريزنر» للعصر المروي
١٥ يعد في جملته صحيحًا، وإن كان يحتاج إلى بعض تغييرات على ضوء الأبحاث التي كانت قد
عُمِلت في الأعوام التي تلت عام ١٩٢٣.
وقد اتبع «ريزنر» نقاطًا خاصة في تتابع أسماء الملوك التي يمكن أن تكون لها علاقة
بتواريخ
معروفة من قبل، وجعلها أساسًا للتواريخ التي قدَّرها للملوك الباقية، وهذه التقديرات
التي يقول
عنها إنها تعد رأيه الشخصي قد جعل أساسها على متوسط طول حكم واحد من الملوك بين نقطتين
معينتين؛
فكانت هذه التقديرات تعلو أو تنخفض على حسب ما نعرفه من أهمية البيانات التي تُعرَف عن
الملك مثل
حجم قبره وقيمة الودائع التي وُجِدت معه، هذا إلى عوامل أخرى فنية وجنازية.
وإذا حذفنا ملوك كوش المبكرين الذين حُدِّدت تواريخهم بصورة دقيقة (لا خلاف فيها
بين
الأثريِّين أكثر من سنة أو سنتين) نجد أن «دوس دنهام» قد أكد أن الملك «أسبالتا» الذي
دُفِن في هرم
«نوري» رقم ٨، كان على قيد الحياة في وقت غزو «بسمتيك الثاني» لبلاد النوبة عام ٥٩١ق.م؛
وذلك لأن
تهشيم التماثيل الملكية في معبد «آمون» الكبير بجبل برقل على يد «بسمتيك الثاني» هذا؛
كان من ضمنها
تماثيل «أسبالتا» ومن سبقه، هذا مع العلم بأنه لم توجد تماثيل مهشَّمة لأخلافه.
١٦
وهذا يتفق مع التاريخ الذي وضعه «ريزنر» لبداية حكم «أسبالتا» وهو ٥٩٣ق.م والنقطة
الثانية
التي ارتكز عليها «ريزنر» في تأريخه لهؤلاء الملوك هي عهد «أرجامنز»،
١٧ وقد جعل حكمه ما بين عام ٢٢٥–٢٠٠ق.م أي إنه كان معاصرًا للملك «بطليموس الرابع
فيلوباتور»، والظاهر أنه قد أساء ترجمة بيان «ديدور» بقوله: إن «أرجامنز» هذا كان قد
تلقى تعليمه
في بلاط «بطليموس الثاني»، وتدل شواهد الأحوال — على أية حال — على أنه يوجد برهان قيِّم
يدل على
أن «أرجامنز» كان يحكم بلاد السودان في فترة من عهد «بطليموس الثاني» وفي فترة من عهد
«بطليموس
الرابع»، وفي ذلك يقول «بيفان»: إن أسرة «نباتا» الأثيوبية قد انقرضت عندما وحَّدَها
— ثانية تحت
حكمه — ملك «مروي أرقاماني»
Arkamani الذي يسميه الإغريق
«أرجامنز» وقد قال «ريزنر»: إن ذلك قد حدث حوالي عام ٢٢٥ق.م وإن كان ذلك من الجائز يرجع
إلى عام
٢٤٠ق.م، ويقول «ديدور»: إن الانقلاب الذي قام به «أرجامنز» وقع في عهد «بطليموس الثاني»،
وهذا
البيان كان موضع تساؤل بسبب أن «أرجامنز» يظهر على الآثار بوصفه معاصرًا للملك «بطليموس
الرابع
فيلوباتور»، غير أن ذلك الخبر بنفسه لا يمكن أن يمنع إمكان وقوع الانقلاب الذي قام به
منذ عام
٢٥٠ق.م؛ وذلك في عهد «بطليموس الثاني» كما يظن ذلك الأثري «جرفث»، وعلى أية حال فإنه
منذ البحوث
الأثرية التي قامت مؤخرًا في «مروي»،
١٨ فإنه قد أصبح من الصعب أن نوفِّق بين هذا التأريخ المبكر بالعهود الأخرى التي توضع بين
عام ٣٠٨ وعهد «أرجامنز» والفقرة التي كتبها «ديدور» عن «أرجامنز» وهي: «في الأزمان السالفة
(في
أثيوبيا) كان الملوك تحت سلطان الكهنة، ولم يكن ذلك بوساطة قوة مادية، ولكن لأن عقولهم
كانت قد
حطَّمتها الخرافة، وفي عهد «بطليموس الثاني»، كان ملك الأثيوبيين «أرجامنز» الذي كان
عنده بعض مسحة
من التربية الهيلانية، وكان قد درس الفلسفة؛ هو أول من كانت عنده الشجاعة ليستخف بالأمر،
وذلك بأنه
عَمَلًا بالروح التي تتفق مع مركزه الملكي ذهب مع جماعة من جنوده إلى المكان المقدس؛
حيث كان محراب
الأثيوبيين المقدس، وقضى على كل الكهنة بالسيف، ولما قضى بهذه الكيفية على العادة القديمة،
حكم منذ
ذلك العهد على حسب ما يراه.»
١٩
ومما سبق نفهم أن «ديدور» لم يقل إن «أرجامنز» قد تعلم في بلاط «بطليموس الثاني»،
٢٠ كما ظن ذلك «ريزنر» خطأ، وذلك باتباعه ما قاله «مهفي»، والواقع أن «ديدور» لم يقل حتى
إن «أرجامنز» قد زار مصر، وإن كان من المحتمل أنه قد قام بزيارتها، ولا شك أن كثيرًا
من المعلمين
الإغريق كانوا قد أغروا على الذهاب مصعدين في النيل حتى «مروي» لتعليم ملك أو ابن ملك.
والواقع أننا قد سمعنا عن أديب إغريقي يُدعَى «سيمونيديس»
Simonides٢١ أنه عاش في «مروي» مدة خمسة أعوام، وألف كتابًا عن «أثيوبيا». هذا ونعلم أن ملكًا من
ملوك الهند في هذه الفترة طلب أن يُرسلَ إليه فيلسوف إغريقي سفسطائي، ولا شك في أنه من
الأمور التي
تسترعي النظر أن توجد رغبة في البلاط الفرعوني الأثيوبي في تعلُّم حكمة الإغريق، غير
أن ذلك كان هو
المنتظر؛ إذ الواقع أن هذه الثقافة التي أخذت تسيطر حديثًا على أراضي البحر الأبيض المتوسط،
وعلى
أراضي الإمبراطورية الفارسية القديمة قد أحرزت نفوذًا في العالم مما جعل من الأمور التي
لا مفر
منها أن يصبح الملوك والشعوب التي حول دائرتها في شغف ليعرفوا كُنْهها، ولا شك في أن
بلاطًا فاخرًا
مثل بلاط «بطليموس الثاني» قد أصبح يماثل ما كانت الحال عليه في بلاط «لويس الرابع عشر»
وملوك
أوروبا المعاصرين له، ولقد كان من الصعب ألا تتأثر الممالك المجاورة لمصر بالحضارة الهيلانستيكية
التي كانت قائمة في مصر وقتئذٍ، ومن ثَم نجد أن التفكير العقلي الهيلانستيكي قد وجد سبيله
إلى
«مروي» فغير من أفكار الفرعون هناك الذي كان يُعَد لعبة في أيدي الكهنة الذين كانوا تحت
سيطرة
العادات الدينية، وأخذ يتحرَّر من هذه القيود ويصبح ملكًا حرًّا حكيمًا مثل أي ملك من
الملوك
الهيلانستيكيين.
ومع ذلك فإنه وإن كان «أرجامنز» قد شغف بالفلسفة الإغريقية، فإن البلاط والبلاد —
إذا ما
حكمنا بما بقي لنا من آثار باقية — قد استمرت محافظة على الظواهر الفرعونية.
ولا أدلَّ على ذلك من أن المعبد الذي أقامه «أرجامنز» في «الدكة» قد أقيم على أسس
مصرية بحتة،
وكذلك نجد أنه عندما فارق الحياة ثَوَتْ موميته في هرم بالقرب من «مروي» وزُيِّنت حجرة
دفنه بمناظر
من «كتاب الموتى» على حسب الشعائر المصرية، ولقد لوحظ أن الكتابة الهيروغليفية التي نُقشت
من أجل
«أرجامنز» كانت من طراز جيد. على أن كل ذلك لا يقلل من قيمة القصة التي تقول عنه إنه
كان صاحب آراء
إغريقية؛ فقد كان مثله في ذلك مثل ملوك البطالمة أنفسهم.
ومما لا شك فيه — كما لاحظ «ريزنر» — أن «أرجامنز» كان يحكم بلاد النوبة في بعض فترة
من حكم
«بطليموس الرابع»، والآن نجد أن المؤرخ «سكيت» يؤرخ عصر «بطليموس الأول» من ٢٨٥–٢٤٦ق.م
و«بطليموس
الرابع» من ٢٢١–٢٠٥ق.م على أن اعتراض «ريزنر» على تأريخ مبكر كهذا — أي إنه يوجد عدد
كبير أكثر مما
يجب من الملوك يمكن وضعهم بين «نستاسن» وبين «أرجامنز» — يرتكز على تأريخه للملك الأول،
وهو في
الواقع تأريخ متأخر كما سنرى بعدُ.
ونقطة الارتكاز الأخيرة التي اعتمد عليها «ريزنر» في تأريخه أساسها سوءُ فهْمٍ يمكن
إصلاحه،
وذلك أنه وحَّد اسم «مانيتارقيز»
Manitarqizc الذي دُفِن في
البجراوية الشمالية في الهرم رقم ٦ باسم «تقرمن»
Tqrrmn الذي جاء
اسمه على نقش جرافيتي بالفيلة رقم ٤١٦، وهو الذي يؤرخ بعام ٢٥٣ق.م
٢٢ وعلى ذلك جعل تاريخ المقبرة رقم ٣٦ من ٢٥٠–٢٧٠ ميلادية، ونحن نعلم الآن أن هذا الاسم
مشكوك في قراءته في الفيلة، ويجب أن يُقرَأ «تقرريد أماني»، وهذا الاسم يمكن نسبته الآن،
دون شك،
للهرم رقم ٢٨ الواقع في الجبَّانة الشمالية بالبجراوية؛ حيث وجد اسمه هناك بالهيروغليفية
على جدران
المقصورة، وبالخط المختصر على مائدة قربان وجدت في المقصورة، وعلى ذلك فإن المقبرة ٢٨
بالجبَّانة
الشمالية يجب أن توضع في تاريخ متأخر بدرجة كبيرة أكثر مما ظن «ريزنر»، وعند فحص المبنى
رقم ٢٨
الذي في الجبَّانة الشمالية
Ibid. بالنسبة للمصورين ١ و٢ الذي
وضعهما «دوس دنهام» في كتابه الأخير يتضح أن كل عنصر عند تحليله يتفق مع آخر مجموعة (في
تأريخ
«ريزنر» ٥٥-٥٦)؛ وقد وضع «ريزنر» الهرم رقم ٢٨ الذي في الجبَّانة الشمالية في التأريخ
التتابعي
(٥٤)؛ وذلك لأنه عدَّ السلم الذي أمام الهرم في أقدم مجموعة تنتهي عند هذا التاريخ، ولكن
عند فحص
التصميم اتضح أن السلم في حين أنه أمام الهرم نفسه فإنه يقع تحت الطَّوار الذي أقيمت
عليه ردهة
المقصورة، ومن ثَم فإن السلم والحجرات، لا بد، كانت قد حُفِرت قبل أن يتم البناء العلوي،
وعلى ذلك
يجب أن يوضع في المجموعة المتأخرة.
ومهما يكن من أمر فإن موضوع توحيد هذا الهرم بملك يمكن تأريخه يجبرنا على أن نضع
الهرم رقم ٢٨
الواقع في الجبَّانة الشمالية في زمن متأخر عن السلم أكثر مما ظنه «ريزنر». أما إذا تركناه
في
تاريخه المبكر، فإن ذلك يقدم لنا ثلاثة عشر قبرًا لنعمل حسابها تلي عام ٢٥٢م؛ وإذا فرضنا
أن نهاية
الدفن في الجبَّانة الشمالية لا يكاد يكون متأخرًا عن تاريخ نقش «أزانا» (حوالي مائة
عام بعد ذلك)
فإن ذلك لا يسمح لنا بألا نقدر متوسط عمر لهؤلاء الملوك إلا بأقل من ثمانية سنين، وهذا
يظهر غير
محتمل جدًّا، والواقع أن تاريخ الملك «تقريد أماني» يمكن تحديده بدقة من نقوش الفيلة
كما نوَّهنا
عن ذلك من قبل؛ وذلك أن نَقْش فيلة رقم ٤١٦ يقص علينا كيف أن ملك «مروي» و«تقرمن» أرسل
عمالًا إلى
فيلة في عام ٢٥٣م ويُفهَم من المتن أنه كان فعلًا قبل ذلك بسنة أو ما يقرب من ذلك، وكذلك
يذكر هذا
النقش ابنه «أبراتوي» Abratoi الذي خلَّف لنا بدروه نقشًا
بالإغريقية في فيلة في عام ٢٥١م عندما حضر هناك ثانية ليمثل والده، وهذا يوحي أن «تقريد
أماني» كان
ملكًا ما بين عامي ٢٥١ و٢٦٠م على أقل تقدير. هذا ولما كان نقش الفيلة رقم ٦٨ كان قد كتب
حوالي
٢٦٥-٢٦٦م على ما يظهر؛ قد أرخ بالسنة العشرين من حكم ملك «مروي» لم يذكر اسمه، ومن ثَم
فإن هذه
النقوش توحي كثيرًا أن «تقريد أماني» قد حكم على أقل تقدير من عام ٢٤٦ إلى ٢٦٦م.
وعلى هذا الأساس نجد أن القائمة التي نشرها «ريزنر» في عام ١٩٢٣ كان متوسط طول حكم
الملك في
خلال سلسلة ملوك كوش كالآتي:
-
الملك «كاشتا» ٧٥٠ق.م إلى الملك «أنلاماني» ٥٩٣ق.م: ٩ ملوك، متوسط طول كل حكم ١٧٫٣
سنة.
-
الملك «أسبالتا» ٥٩٣ق.م إلى الملك «أرجامنز» ٢٠٠ق.م: ٢٤ ملكًا، متوسط طول كل حكم ١٦٫٤
سنة.
-
الملك «أرجامنز» ٢٢٥ق.م إلى الملك «تقريد أماني» ٢٧٠ق.م: ٢٩ ملكًا، متوسط طول كل حكم
١٧
سنة.
ولكن على حسب التغيير الجديد في تاريخ «أرجامنز» ووضع «تقريد أماني» (الهرم رقم ٢٨)
مكان
«تقريد أماني» (الهرم ٣٦ الجبَّانة الشمالية) فإن متوسط مُدَد الحكم تكون كالآتي:
-
الملك «كاشتا» ٧٥٠ق.م إلى «أنلاماني» ٥٩٣ق.م: ٩ ملوك، متوسط سني الحكم ١٧٫٣ سنة.
-
الملك «أسبالتا» ٥٩٣ق.م إلى «أرجامنز» ٢٢٠ق.م: ٢٤ ملكًا، متوسط سني الحكم ١٥٫٥ سنة.
-
الملك «أرجامنز» ٢٤٨ق.م إلى «تقريد أماني» ٢٦٦ق.م: ٢٩ ملكًا، متوسط سني الحكم ١٧
سنة.
والواقع أن الصورة التي تمثلها هذه الأرقام تظهر غير مقبولة أصلًا. أما عن ملوك «نباتا»
المبكرين بما في ذلك ملوك الأسرة الخامسة والعشرين ومن خلفوهم مباشرة فإن متوسط حكم قدره
١٧٫٣ سنة
يكون رقمًا مقبولًا، ومن ثَم يكون الإنسان مستعدًا تمامًا إلى عمل تخفيض مُحَس في خلال
مدة الحكم
النباتي المتأخر والعهد المروي المبكر كما يظهر في مجموعتي الأرقام المذكورة أعلاه. غير
أنه من
الصعب أن يصدق الإنسان أنه في مرحلة الثقافة المروية الطويلة، وبخاصة العهد الذي تلا
«ناتا كاماني»
وذلك عندما نجد انحطاطًا واضحًا في ثراء البلاد وقوتها، نرى على العكس ارتفاعًا في مُدَد
حكم
الملوك إلى الدرجة التي كانت عليها في الوقت الذي كانت فيه مملكة كوش في سمتها.
ويلحظ الآن أن «ريزنر» بعد وضع ما خُيِّل إليه أنه تتابع مرضٍ لحكم الملوك الذين
دُفِنوا في
أهرام الجبَّانتين الجنوبية والشمالية في «مروي» بصرف النظر عن تدخل هرم «برقل» الكبير
رقم ١١ الذي
حُشِر بين هرم «نوري» رقم ١٥ (هرم نستاسن) والهرم رقم ستة بالبجراوية الجنوبية؛ اعتبر
أن مجموعتي
الأهرام التي أقيمت في «برقل» لا بد أن تكونا معاصرتين للتتابع الأصلي في «مروي» وعلى
ذلك رأى وجود
عهدين قُسِّمت إليهما المملكة الكوشية، وقد سماها مملكة «مروي» الأولى النباتية ومملكة
«مروي»
الثانية النباتية، ولما كان مقتنعًا بوجود مملكتين؛ إحداهما شمالية والأخرى جنوبية، فإنه
اعتبر
الملكة التي كانت عائشة في عهد غزو «بترونيوس» لبلاد النوبة لا بد كانت من المملكة الشمالية
«برقل»، وعلى الرغم من أنه رأى أنها كانت شخصية كبيرة، فإن نظريته التي فرض بها تقسيم
المملكة
النوبية اضطرته إلى التسليم بأنها قد دُفِنت في أصغر أهرام «برقل» وأفقرها «برقل ١٠»
وقد علَّل ذلك
بأن فقر البلاد وقتئذٍ كان من جرَّاء غزوة «بترونيوس» Petronius
الروماني.
وإذا كان لا بد لنا أن نضع جانبًا فكرة تقسيم البلاد مملكتين، فإن الاختيار البدهي
للملكة
التي وقع في زمنها الغزو الروماني لا بد أن تكون الملكة «أمانيشاختي» صاحبة الهرم رقم
ستة
بالبجراوية. على أن الملكة المسلَّم بها حتى الآن من كل المؤرخين إلا «ريزنر» هي «أمانيرناس» Aminernas، غير أن هذا التسليم لم يعد بعد مقبولًا الآن بإجماع
الآراء كما كانت الحال عندما اقترح ذلك الأثري «سايس» Sayce وقبله
«جرفث».
ومع ذلك فإنه لا يمكن ضحده بصورة قاطعة، والواقع أن الشك الذي طرأ على هذا الفرض أساسه
التقدم
الذي حدث في فهم اللغة المروية حديثًا. على يد «مكادم» وغيره، فمما لا شك فيه أن الملكة
«أمانيرناس» كانت ملكة صاحبة مكانة كما أشار إلى ذلك «مكادم» في كتابه الكاوي الجزء الثاني،
فآثارهما تمتد من «مروي» حتى «الدكا»، وعلى ذلك فإنه يكون من الصعب أن نعيِّن لدفنها
هرمًا حقيرًا
كمعظم الأهرام التي في مجموعة أهرام «برقل».
هذا ونجد نفس الحالة في آثار الملك «تنيدأماني»
Tanyidamani
الذي على ما يظهر من طراز كتابته كان تابعًا لنفس الزمن الذي عاشت فيه «أمانيرناس» أو
قبل ذلك
بقليل، وقد وجدت في كل من «مروي» و«برقل»، ونجد ثانية أن هذا صحيح، ولكن في عصر مبكر،
فيما يخص
«أمانيسلو»
Amanislo وأماني
خابال
Amanikhabale، وإذا أخذنا كل هذه الأشياء في الاعتبار فإنه يظهر أن إخضاع «نباتا» لمروي مع
وجود فترات انفصال إلى مملكتين من الأمور التي يصعب التأكد منها، والظاهر أن ما هو أكثر
احتمالًا
في هذا الموضوع أن التقليد القديم للدفن الملكي في «نباتا» قد أخذ يتضاءل شيئًا فشيئًا
إلا أن عادة
الدفن الملكي بعد آخر ملك دُفِن في «نوري» قد انتقلت إلى «برقل» لمدة جيل (برقل ١١)
٢٣ وعندئذ كان هناك انفصال كما اعتقد «ريزنر» إلى مملكة نباتية ومملكة مروية مُثِّلت كل
منهما بمجموعة من الأهرام معاصرة، وهما المجموعة الجنوبية
٢٤ والمجموعة الشمالية
٢٥ وذلك مدة أربعة ملوك، وبعد ذلك نجد أن سلسلة واحدة من الملوك كانت تحكم كل البلاد،
وكانوا بوجه عام يُدفَنون في الجبَّانة الشمالية في «مروي»، اللهمَّ إلا بعض ملوك كانوا
يُدفَنون
في «برقل» في العهد الذي بين الملك الذي دفن في البجراوية الشمالية في الهرم رقم ٢١ والملك
«ناتاكاماني»، وعلى ذلك فإنه يظهر أن الملكة «أمانيرناس» وزوجها «تريتقاس»
Teriteqas وأكينيداد
Akinidad ابنها زعوم، وكذلك
«تنيدا ماني» الذي يُحتَمل أنه كان سلفها. كل هؤلاء هم ملوك وملكات كانت قبورهم إما في
البجراوية
الشمالية أو في «برقل».
وعلى ذلك إذا اعتبرنا كبار الشخصيات الذين ينسبون إلى المجموعة المتأخرة (أهرام برقل
١–٦)
أنهم كانوا يحكمون كل البلاد، فإنه في استطاعتنا أن نضيف عدة مُدَد ملوك إلى العهد المحدد
ما بين
«أرجامنز» و«تقريد أماني» وبذلك نخفض المتوسط الطويل غير المحتمل لمدة الحكم، وهو الذي
ذكرناه فيما
سلف لهذا العهد إلى نسب أكثر اتزانًا. هذا ونعلم أن «ريزنر» قد دون أهرام «برقل» رقم
٦ و٤ و٢ و٩
و١٠ بهذا الترتيب بوصفها ممثلة حكام المملكة المروية الثانية لنباتا، وهم ثلاث ملكات
وملكان،
والهرم رقم ستة هو قبر الملكة «نالدا ماك» ويُعتَبر القبر الوحيد الذي وجدت نقوشه محفوظة
في كل من
اللغة المروية واللغة الهيروغليفية والخط المختصر، ولكن التقدم الآن في معرفة الخط المروي
يدل على
أن الهرم رقم ستة بجبل «برقل» يجب أن يوضع متأخرًا في هذه السلسلة عما اقترحه «ريزنر»،
وعلى ذلك
يظهر من الضروري إعادة فحص نتائجه.
والواقع أن تجميعه لهذه الأهرام التي لا يظهر فيه أي اختلافات معينة من جهة طراز
البناء؛ كان
قد وُضِع على قاعدة اختيارِ أبرز موقع باقٍ خالٍ لأجل كل هرم جديد، وإذا ألقينا نظرة
على مصور هذه
الجبَّانة رقم ١
٢٦ نجد أنه توجد في هذه الحالة أكثر من طريقة لتفسير هذه القاعدة، وعلى ذلك نجد أن «دوس
دنهام» قد خالف «ريزنر» في رأيه.
فبعد بناء هرم «برقل» رقم ٧ (وهو يرجع إلى عصرٍ أكثر تأخرًا) وهرم «برقل» رقم ٥ وهو
(لأمير
إذا حكمنا بما على مقصورته من نقوش) يحتل ثاني أبرز مكانة في الهضبة، وبعد ذلك يأتي هرم
«برقل» رقم
٤ وهو أكبر من هرم رقم خمسة، وهو موضوع وضعًا صحيحًا على بقعة من الأرض مرتفعة بعض الشيء،
وهرم
«برقل» رقم ٢، على نفس الخط، غير أنه على أرض أكثر ارتفاعًا مع انحدار في المقدمة يصلح
لأن يكون
سُلَّمه.
هذا ويرى «دنهام» أن هرم «برقل» رقم ٣ يأتي بعد الأخير غير أنه حُشِر بين الهرم رقم
٢ ورقم ٤
في موضع غير لائق على قمة منحدر وعر وخارج عن خط هذه الأهرام، وعلى ذلك فإن الهرم رقم
٦ قد حُشِر
على الجانب الآخر من الهرم رقم ٥ في مكانة أقل من سائر الأهرام قاطبة، ومن أجل ذلك يقترح
«دنهام»
تغيير التاريخ الذي وضعه «ريزنر» من ٥، ٦، ٤، ١، ٢، إلى ٥، ٤، ٢، ٣، ٦، ١، ثم يأتي بعدها
هرما
«برقل» ٩، ١٠، ويظهر أن الأفراد الذين دُفِنوا في الأهرام ٥، ٣، و١، كانوا أصحاب مكانة
عالية، منهم
أميران أو رجلان من الدرجة الثانية (وقد دفنا في الهرم رقم ٥ الذي عليه نقوش دوَّنها
لبسيوس)
والهرم رقم واحد وقد وضع في مكانة ثانوية جدًّا. ثم ملكة أو سيدة ثانوية يدل وضع قبرها
في مكان
مزدحم على أهميتها الثانوية، وعلى ذلك يظن «دنهام» أنه محق في إضافتة إلى التتابع التاريخي
الرئيسي
الذي وضعه «ريزنر» في «مروي» من مجموعة أهرام «برقل» هذه الأهرام التالية فقط وهي: أهرام
«برقل»
رقم أربعة، واثنان وستة وتسعة وعشرة.
وإذا عُمِلت هذه التغيرات المقترحة أعلاه فإن متوسط سني الحكم التي ذكرها «ريزنر»
تصبح
كالآتي:
-
«كاشتا» ٥٧٠ق.م إلى «أتلاماني» ٥٩٣ق.م: عدد الملوك الذين حكموا ٩، متوسط سني الحكم ١٧٫٣
سنة.
-
«أسبالتا» ٥٩٣ إلى «أرجامنز» ٢٢٠ق.م: عدد الملوك الذين حكموا ٢٥، متوسط سني الحكم ١٤٫٩
سنة.
-
«أرجامنز» ٢٤٨ إلى «تقريد أماني» ٢٦٦ق.م: عدد الملوك الذين حكموا ٣٤، متوسط سني الحكم
١٥٫١
سنة.
على أن ما ذكره «دوس دنهام» هنا ليس إلا محاولة بما لديه من معلومات أثرية قد تصيب
وقد
تخطئ.
وهاك قائمة بالملوك الذين حكموا في «مروي» من أول عهد الملك «أسبالتا» حتى الملك «أرجامنز»
على حسب آراء كل من «ريزنر» و«دوس دنهام» و«هنتسه».
الرقم |
اسم الملك |
الأهرام |
مدة الحكم على حسب ريزنر |
مدة الحكم على حسب دوس دنهام |
مدة الحكم على حسب هنتسه |
١٠ |
أسبالتا |
نوري ٨ |
٥٩٣–٥٦٨ (٢٥) |
٥٩٣–٥٦٨ (٥) |
٥٩٣–٥٦٨ (٢٥) |
١١ |
أمتالقا |
نوري ٩ |
٥٦٨–٥٥٣ (١٥) |
٥٦٨–٥٥٥ (١٣) |
٥٦٨–٥٥٥ (١٣) |
١٢ |
ماليناقن |
نوري ٥ |
٥٥٣–٥٣٨ (١٥) |
٥٥٥–٥٤٢ (١٣) |
٥٥٥–٥٤٢ (١٣) |
١٣ |
أنا لم عاي |
نوري ١٨ |
٥٣٨–٥٣٣ (٥) |
٥٤٢–٥٣٨ (٤) |
٥٤٢–٥٣٨ (٤) |
١٤ |
أماني-نتاكي-لبتي |
نوري ١٠ |
٥٣٣–٥١٣ (٢٠) |
٥٣٨–٥٢٠ (١٨) |
٥٣٨–٥١٩ (١٩) |
١٥ |
باركاماني |
نوري ٧ |
٥١٣–٥٠٣ (١٠) |
٥٢٠–٥١١ (٩) |
٥١٩–٥١٠ (٩) |
١٦ |
أماني أستبراقا |
نوري ٢ |
٥٠٣–٤٧٨ (٢٥) |
٥١١–٤٨٩ (٢٢) |
٥١٠–٤٨٧ (٢٣) |
١٧ |
سي عسبقتا؟ |
نوري ٤ |
٤٧٨–٤٥٨ (٢٠) |
٤٨٩–٤٧١ (١٨) |
٤٨٧–٤٦٨ (١٩) |
١٨ |
ناساخاما |
نوري ١٩ |
٤٥٨–٤٥٣ (٥) |
٤٧١–٤٦٦ (٥) |
٤٦٨–٤٦٣ (٥) |
١٩ |
ماليوبأماني |
نوري ١١ |
٤٥٣–٤٢٣ (٣٠) |
٤٦٦–٤٣٩ (٧) |
٤٦٣–٤٣٥ (٢٨) |
٢٠ |
«تالاخاماني» |
نوري ١٦ |
٤٢٣–٤١٨ (٥) |
٤٣٩–٤٣٥ (٤) |
٤٣٥–٤٣١ (٤) |
٢١ |
أماني-نتي-يريكي |
نوري ١٢ |
٤١٨–٣٩٨ (٢٠) |
٤٣٥–٤١٧ (١٨) |
٤٣١–٤٠٥ (٢٦) |
٢٢ |
باسكا كرين |
نوري ١٧ |
٣٩٨-٣٩٧ (١) |
٤١٧-٤١٦ (١) |
٤٠٥-٤٠٤ (١) |
٢٣ |
حرسيوتف |
نوري ١٣ |
٣٩٧–٣٦٢ (٣٥) |
٣١٦–٣٩٨ (١٨) |
٤٠٤–٣٦٩ (٣٥) |
٢٤ |
ك. |
نوري ١ |
٣٦٢–٣٤٢ (٢٠) |
٣٩٨–٣٦٧ (٣١) |
٣٦٩–٣٥٣ (١٦) |
٢٥ |
أخراتان |
نوري ١٤ |
٣٤٢–٣٢٨ (١٤) |
٣٦٧–٣٥٥ (١٢) |
٣٥٣–٣٤٠ (١٣) |
٢٦ |
أماني باخي؟ |
نوري (؟) |
— |
— |
٣٤٠–٣٣٥ (٥) |
٢٧ |
(٢٦) نستان |
نوري ١٥ |
٣٢٨–٣٠٨ (٢٠) |
٣٥٥–٣٣٧ (١٨) |
٣٣٥–٣١٥ (٢٠) |
٢٦ |
(٢٦ب) أماني باخي؟ |
نوري؟ |
— |
٣٣٧–٣٢٣ (١٥) |
— |
|
(٢٧) (أرنخاماني) |
برقل ١١ |
٣٠٨–٢٨٣ (٢٥) |
٣٢٢–٣١٥ (٧) |
— |
٢٨ |
أراكا كامافي |
بجراوية جنوب ٦ |
٣٠٠–٢٨٠ (٢٠) |
٣١٥–٢٩٧ (١٨) |
٣١٥–٢٩٧ (١٨) |
٢٩ |
أمانيسلو |
بجراوية جنوب (٥) |
٢٨٠–٢٦٥ (١٥) |
٢٩٧–٢٨٤ (١٣) |
٢٩٧–٢٨٤ (١٣) |
٣٠ |
بارتر |
بجراوية جنوب ١٠ |
٢٦٥–٢٥٥ (١٠) |
٢٨٤–٢٧٥ (٩) |
٢٨٤–٢٧٥ (٩) |
٣١ |
أماني … تخا (؟) |
بجراوية شمال ٤ |
٢٥٥–٢٤٢ (١٣) |
٢٧٥–٢٦٣ (١٢) |
٢٧٥–٢٦٣ (١٢) |
٣٢ |
… بنايكا (؟) |
بجراوية شمال ٥٣ |
٢٤٢–٢٢٥ (١٧) |
٢٦٣–٢٤٨ (١٥) |
٢٦٣–٢٤٨ (١٥) |
٣٣ |
أرجامنز |
بجراوية شمال ٧ |
٢٢٥–٢٠٠ (٢٥) |
٢٤٨–٢٢٠ (٢٨) |
٢٤٨–٢٢٠ (٢٨) |