الآثار التي خلفها بطليموس الثالث في الوجه البحري
كان نشاط «بطليموس الثالث» عظيمًا في أنحاء الوجه البحري، وبخاصة عندما نعلم أن تلك الجهات كانت قريبة من عاصمة الملك في الإسكندرية، نذكر منها ما يأتي:
(١) كانوب
(٢) الإسكندرية
السربيوم، وودائع الأساس، ومعبد «بطليموس الثالث».
هذا، وقد وُجِدت مجموعة من الألواح مماثلة للسابقة في العدد «لبطليموس الثالث» في الزاوية الجنوبية الغربية في الجزء الأقدم من هذا الموقع في ٣١ ديسمبر عام ١٩٤٤ ميلادية.
وقد أسفرت نتائج الأبحاث في السنة الأخيرة من هذا الكشف للمرة الأولى أنه كان يوجد حَرَمان مقدسان للسربيوم؛ واحد منهما مستطيل ويرجع إلى عهد البطالمة، والآخر كذلك مستطيل من العهد الروماني، ويحتوي الحرم المقدس القديم على جدران خارجية وعُمُد داخلية موازية لها، والأسس التي عُمِلت لها كانت كلها قد حفرت في الصخر، والواقع أنه عُثِر في جحر في الصخر أسفل تقابل الجدارين الشرقي والجنوبي على مجموعة الألواح الأولى، أما المجموعة الثانية: فقد عُثِر عليها في موقع مماثل تحت الجدران الخارجية عند الزاوية الجنوبية الغربية، وهذان الجحران نفسهما كانا قد مُلِئا بالرمل بعد وضع الألواح في أسفل، ثم غُطيت بقطع أساس من الحجر الجيري الأبيض، وقد أُزِيلت فيما بعد بيد شخص مجهول لم يَفْطِن كثيرًا أن هناك أشياء ثمينة قد وضعت أسفل منها.
ويلفت النظر أن واحدًا من هذه الألواح صُنع من ذهب، والثاني مصنوع من الفضة، والثالث من البرنز، والرابع من غرين النيل (؟) والخامس من الزجاج الأخضر غير الشفيف، والسادس من الزجاج اللبني والبنفسجي غير الشفيف، والسابع من الزجاج الأخضر الباهت، والثامن والتاسع من الزجاج الأخضر القاتم، وأخيرًا العاشر وقد صنع من القاشاني (؟) الباهت.
النقوش
ملك الوجه القبلي والوجه البحري الوارث للإلهين الأخوين المختار من «آمون»، حياة «رع» قوية، ابن «رع» «بطليموس الثالث» العائش أبديًّا محبوب «بتاح». لقد أقام المعبد والحرم المقدس لأجل «سرابيس».
والنقوش الهيروغليفية التي على المجموعة الثانية تشبه السابقة.
الملك «بطليموس بن بطليموس» و«أرسنوي» الإلهان الأخوان يقدمان إلى «سرابيس» المعبد والحرم المقدس.
والإلهان الأخوان هما بلا شك «بطليموس الثالث» وزوجه وأخته «أرسنوي»، ومن ثَم نرى أن الذي أقام هذا الأثر والمُهدى له هو «بطليموس الثالث» «إيرجيتيس الأول».
ومما تجدر ملاحظته في هذا الصدد وجود ألواح مشابهة للألواح التي عُثِر عليها في السرابيوم معروفة من قبل، فمن ذلك لوح من الذهب، ولوحان من الزجاج غير الشفيف عُملت «لبطليموس الثالث» عُثر عليها في عام ١٨١٨ بعد الميلاد، وقد وُجِدت على حجر أساس لمعبد «أوزير» في كانوب (أبو قير) وكذلك عُثر على أربعة ألواح من الذهب عام ١٨٥٥ ميلادية في حفرة تحت حجر زاوية مبنًى بطلميٍّ — ولا بد أنه معبد — كُشف عنه أثناء بناء بورصة الإسكندرية.
(٣) بانوب
(٤) بهبيت
(٥) بطن أهريت Theadelphia
(٦) منف
عثر في «سرابيوم» منف على لوحة مكتوبة بالديموطيقية مؤرخة بالسنة الثامنة عشرة، شهر برمودة من عهد الملك «بطليموس بن بطليموس» و«أرسنوي» الإلهين الأخوين. في هذه السنة أقيمت مقصورة للعجل «أبيس» الذي وضعته البقرة «كركا»، في السنة الثالثة لأبيس العائش في الأبيوم، وكان ذلك في عهد الكاهن والد الإله والكاهن العامل (المسمى) «إموث» بن «تيوس»، المشرف على مثوى الإله والذي تحت إدارة الكاهن والد الإله والكاهن العامل «نقطانب» بن «حابيمن» كاهن «آمون»، وتحت إدارة الكاهن والد الإله مهندس المعمار العظيم «قمنفر رع» بن «حمنفر رع».
(٧) الفيوم
وكان المفروض أنه في بلدة يكون إلهها الأكبر «سوكوس» (التمساح) يجب أن تكون المقصورة التي أقيمت لهذه الآلهة غاية في التواضع، وبخاصة عندما نعرف أن المرأتين اللتين أقامتاها كانتا ترميان إلى التقوى أكثر من الثراء، وهاتان المرأتان إغريقيتان ومصريتان في آن واحد فهما تحملان اسمين مزدوجين؛ أحدهما: إغريقي، والآخر: مصري، فإحداهما: تسمى «أريني» وهو الاسم الإغريقي، وكذلك تسمى «نفرسوكوس» وهو الاسم المصري، والأخرى: تدعى «تويكزينا» بالإغريقية و«تاسيس» بالمصرية، وقد وُلِدَتا من أب مصري ذكر اسمه على حسب العادة المصرية، ومن أم هيلانية من أهالي «سيريني».
هذا، ونعلم أن أهالي «سيريني» كانوا ينخرطون في سلك الجيش المصري بكثرة خلال العهد البطلمي الأول، والواقع أن «ديمتريوس» والد هاتين المرأتين بعد أن انتهى من خدمته العسكرية كان — على حسب العادة — يتسلم قطعة أرض في «أرسنوي» (الفيوم)، وهناك تزوَّج وأصبح رب أسرة، ولدينا أمثال من هذا الزواج المختلط؛ وهو في الواقع كان نادرًا دون أي شك، ولكن وقوعه لا ينمُّ عن أية معارضة حتى العهد البطلمي الأول الذي استعمر فيه الإغريق بلاد مصر، وبخاصة بين الجنود المرتزقة في مقاطعة «أرسنوي» التي كانت مكتظة بالإغريق، كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
والواقع أننا لم نعثر بقدر ما وصلت إليه معلوماتنا في أي وقت خلال هذا العصر على اللقب «الذي يثبت الأرضين»، ولكن من جهة أخرى نجد أن نعت «الوزيرة ابنة تحوت» كانت تحمله «برنيكي الثانية» وهي زوجة «بطليموس الثالث» السيرينية الأصل كما كانت تحمله «كليوباترا» الأولى زوج «بطليموس الخامس».
غير أن هذا الأثر لا يمكن أن يكون عمره متأخرًا إلى عهد «بطليموس الخامس» (٢٠٣–١٨١ق.م) وذلك لأن اللقب الآخر الذي على الأثر هو: الذي يحمي مصر، وينسب في مكان آخر لسلفه «بطليموس الرابع» (٢٢١–٢٠٣ق.م)، وبعبارة أخرى فإن اللقبين الأخيرين اللذين على التمثال يظهر أنهما خاصان بالملكة «برنيكي الثانية» السيرينية المنبت، وهي التي عاشت بعد زوجها مدة سنة أو يزيد، ويقال إن ابنها قد حرَّض على قتلها بدس السم لها، وعلى ذلك فإن اللقب «الذي يثبت الأرضين» يُحتَمل أن يكون لقبًا سيريني الأصل «لبطليموس الثالث»، ومن المحتمل أن جزء المتن الذي اختفى كان يحتوي على اسم «برنيكي» وأنها هي وزوجها كانا محبوبين من الإلهة توريس (إلهة الولادة)، وعلى أية حال لا يمكن القول بوجود أية علاقة بين تمثال «توريس» هذه ومحراب توريس إلهة سيريني التي جاء ذكرها في أثر الفيوم، الذي بسببه ساقنا الحديث إلى هذا البحث.
(٨) آثار «بطليموس الثالث» في سيريني (برقة)
- (١) لوحة للسيدة «أزودورا» Isodora السيرينية، وقد مثلت عليها، وهي ترضع طفلًا صغيرًا على حجرها.
- (٢) لوحة جاء فيها ذكر «إكزنراتوس» Xeneratos ابن «خارمانتياس» Charmantias من أهالي «برنيكي»، وهاتان اللوحتان محفوظتان بمتحف الإسكندرية.١٤
- (٣)
إناء من الأواني الخاصة بحفظ بقايا الجسم بعد الحرق من سيرنيكا، مكتوب عليه اسم صاحبه.
- (٤)
هذا ولدينا آنية عثر عليها في بنغازي نُقش عليها اسم «برنيكي» الثالثة ابنة «بطليموس الثالث».
- (٥)
مدينة بطليمايوس (أو «طولميتا»).
هذه البلدة هي ميناء برقة، والشائع أن هذا الاسم قد أطلقه عليها «بطليموس الثالث» غير أن بعض الكتاب يعتقدون أن «بطليموس الثاني» هو الذي أطلق عليها هذا الاسم.