المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
«إن قضيةَ المنهج والمنهجية يَتوجَّب أن تأخذ مكانةً مُتقدِّمة في سُلَّم الأولويات، فالمعركة اليومَ في كثير من المجالات والمشاريع تكاد تنحصر في نظرنا حول قضية المنهج؛ لأنه هو التصوُّر والفلسفة والرؤية (للماضي والحاضر والمستقبل).»
إن الخَلل المنهجي والتصوُّري أشدُّ صور الخَلل والانحراف وأعمقُها أثرًا في الحالة المعرفية العربية. ومن المعلوم بلا مُوارَبة أن الانطلاق من المنهج وعلاج هذا الخَلل هو أول طريق النهضة والتقدُّم الحضاري؛ ولذلك يَتعمَّق كتاب الدكتور «أخواض» في فحص أربعةِ نماذجَ لتناوُل إشكالية المنهج والمنهجية في الفكر العربي المعاصر، وينظر في الكيفية التي قاربت بها التياراتُ القومية والعلمانية والإسلامية — ممثَّلةً في المفكِّرين: «الجابري» و«أركون» و«المسيري» و«طه عبد الرحمن» — التصوُّراتِ الفكريةَ الأساسية وإشكاليةَ التخلُّف ومحدِّداتها ومسبِّباتها وآليات علاجها، وإشكاليات التعامُل مع الحداثة ومنتجاتها؛ ويُفصِّل الأُسسَ والمنطلقات المرجعية التي أقاموا عليها تصوُّراتهم وبِناهم المعرفية.