الخدعة!
انطلق «بانج» و«أحمد» نحو قصر «التنين الأحمر» … وكان هناك عددٌ من الحراس يقومون بحراسة القصر وما حوله، ولكن رجال «بانج» تكفَّلوا بهم.
ومرة أخرى اقتحم «بانج» ورجالُه قاعةَ الاجتماعات التي بها «تاك»، الذي حدَّق فيهم ذاهلًا، وقال: أنتم مرة أخرى … كيف تمكنتم من الهرب ومغادرة زنزانتكم.
وفي تلك اللحظة، خَطا … «أحمد» إلى داخل القاعة … وتراجع «تاك» إلى الخلف في ذهول أشد، وقال: أنت أيضًا … لا أكاد أصدق عيني.
أحمد: إنَّها ليلة المفاجآت ﻟ «التنين الأحمر» … وقد جئنا لنضع كلمة النهاية لك. ضغط «تاك سين» على زرٍّ خفيٍّ بجواره، دون أن يراه أحد الواقفين، فقال له «بانج» ساخرًا: إنَّ كل حراسك ورجالك بالخارج قد تم التخلص منهم فلا تُتعب نفسك.
قبل أن تمتدَّ أصابع «تاك سين» إلى زرِّ الحائط المصفح، انطلقَت دفعةُ رشاش من «بانج» حطَّمت الزرَّ … وقهقه «بانج» ساخرًا وهو يقول: لن يحميَك شيء مني، ولن يمنعني شيء في العالم من أن أنتقم منك.
وأشار إلى رجاله فانقضُّوا على «تاك سين»، الذي راح يصرخ طالبًا النجدة، وقال له «بانج» في حقد هائل: لقد اخترت لنفسك اسمًا شؤمًا … ولسوف تكون لك نفس النهاية التي انتهى بها «تاك» الحقيقي، وأشار إلى رجاله، فوضعوا «تاك» داخل جوال، ثم انهالوا عليه ضربًا؛ فالتفت «أحمد» غاضبًا إلى «بانج»، وقال له: إننا لم نتفق على ذلك، لقد اتفقنا على تسليم «التنين الأحمر» إلى رجال الشرطة.
قال «بانج» ساخرًا: ومَن قال إنني أحترم اتفاقاتي، ثم إنَّ هذا المجرم له علاقة وثيقة مع رجال الشرطة، ومن الغباء تسليمه لهم ولو كانت تنتظره ألف تهمة.
وأنهى قوله بأن صوَّب مدفعه الرشاش نحو «تاك» داخل الجوال، ثم أفرغ رصاصاتِه فيه. فكفَّ «التنين الأحمر» عن الحركة وتمدَّد على الأرض بلا حَراك.
وصاح «بانج» في هيستريا: إنني «التنين الأحمر» … منذ هذه اللحظة … وأنا صاحب هذه الإمبراطورية العريضة … أنا صاحب القصور والبلايين، وكل مزارع المخدرات، ولن يجرؤَ إنسان على اعتراضي أو الوقوف في وجهي بعد الآن.
وأخذ يضحك بشدة. على حين راح عملاء «التنين الأحمر» يرتعدون وهم ينظرون إليه، فقال لهم «بانج»: لا تخشَوا شيئًا؛ فسوف تكونون رجالي منذ هذه اللحظة، وقد اخترت أن يحدث كلُّ شيء أمامكم لتُدركوا أي رجل أكون، وحتى لا يفكر أحدكم في خداعي أو التمرد عليَّ، وإلا كان الموتُ نصيبَه بلا رحمة.
وأطلق دفعةَ رصاص في الهواء للإرهاب.
وتحرَّك «أحمد» إلى باب القاعة، ولكن جاء صوت «بانج» من الخلف يسأله: إلى أين أنت ذاهب؟
أحمد: سأغادر المكان عائدًا إلى بلادي كما اتفقنا.
حدَّق «بانج» في «أحمد» لحظة، ثم قال ضاحكًا في سخرية: أخبرتُكَ من قبل أنني لا أحترم اتفاقاتي ولا كلمتي.
أحمد: ما معنى ذلك؟
بانج: إنَّ مغادرتك لهذا المكان فيه خطورة علينا جميعًا؛ فأنت تعرف أسرارنا، ومَن يدري، قد تأتي يومًا ما للتخلص مني، كما جئتَ للتخلص من «التنين الأحمر»؛ ولهذا فيجب ألَّا تغادرَ هذا المكان على الإطلاق، حيًّا أو ميتًا.
قال «أحمد» بسخرية أشد: هل تنوي قتلي؟
بانج: هذا ما أنويه بالفعل يا عزيزي … فإنني عادة أقتلُ كلَّ مَن يمدُّون يدَهم لمساعدتي!
أحمد: هذا ما توقعتُه بالضبط!
بانج: ماذا تقصد؟
وفي الخارج دوَّت أصواتُ طلقات الرصاص، وسُمِعت أصوات صرخات رجال «بانج» وهم يستنجدون به، وأصوات صفارات سيارات الشرطة، فهتف «بانج» في ذهول قائلًا: ماذا هناك؟
أجابه «أحمد» في سخرية: إنَّهم رجال الشرطة، وقد علموا أنَّك تقود انقلابًا ضد «التنين الأحمر»، فجاءوا لإنقاذه … وهم لا يعرفون أنَّ الأوان قد فات … سيظفرون بغنيمة أكبر، وبالطبع فإنَّك أنت ورجالك سوف تتحملون كلَّ أخطاء «التنين الأحمر» … ولن تكفيَ سنواتُ عمركم لتقضوها في السجن أمام التُّهَم التي ستُوجهها الشرطة إليكم، لتُخليَ مسئوليتَها عن أي اتهام.
قال «بانج» ذاهلًا: ومَن الذي استدعى الشرطة؟
أحمد: إنَّه صديق لي يقيم في هذا المكان، وقد خمنتُ أنَّك ستحاول خداعي، فخططتُ أنا أيضًا لأتخلص منك أنت و«التنين الأحمر» وكل عصبة الأشرار في هذا المكان، فتنهار إمبراطوريتكم إلى الأبد.
غمغم «بانج» في حقد قائلًا: أيها الشيطان الماكر، ولكنك لن تنجوَ بحياتك أبدًا.
وصوَّب مدفعه الرشاش نحو «أحمد»، وأطلقه في كراهية … ولكن «أحمد» قفز إلى الوراء، واحتمى خلف منضده الاجتماعات، واندفع إليه «بانج»، وهو يُطلق مدفعه الرشاش، فطار خنجر «أحمد» واستقر في ذراع الرجل الخائن، الذي تأوَّه من الألم، وسقط مدفعه الرشاش.
اندفع رجال «بانج» نحو «أحمد» وهم يُطلقون نيران أسلحتهم، ولكن أوقفهم دخولُ رجال الشرطة شاهرين أسلحتهم، وتراشق الرصاص، فزحف «أحمد» مبتعدًا عنه، وتدافع عدد من رجال الشرطة إلى المكان، فاستسلم لهم رجال «بانج»، وانقضَّ رجال الشرطة على «بانج» وقيَّدوا يدَيه. وحاول عملاء «تاك» الهرب، ولكن الأعداد الغفيرة من رجال الشرطة أحاطَت بهم جميعًا وألقَت القبضَ عليهم …
وتسلل «أحمد» من القاعة دون أن يلحظه أحد … وقفز من إحدى النوافذ إلى الأرض … وما كاد يستقر على الأرض حتى فاجأه صوت من الخلف يقول: لقد أديت المهمة على أكمل وجه.
كان «ليوتسي»، وابتسم «أحمد»، وصافحه قائلًا: أنت أيضًا قمتَ بعمل رائع.
ليوتسي: إنَّ ما ساعدني هو أنَّ مدير الشرطة كان يخطط للقبض على «تاك سين» وعصابته! وقد أعطيناه فرصة ذهبية لذلك!
أحمد: وأنت … ألن يشكُّوا فيك؟
ضحك «ليوتسي» قائلًا: إنني من رجال الشرطة أيضًا … وكانت مهمتي هي الإيقاع بهذا المجرم «التنين الأحمر»، وكنت في نفس الوقت أعمل لحساب رئيسك.
أحمد: سيسعدني لو أنَّنا تقابلنا في بلادنا، فأنت شابٌّ عظيم.
ليوتسي: شكرًا لك! تستطيع الآن أن تغادر هذا المكان ولا تخشَ شيئًا … فقد قبضنا على كلِّ الحراس ورجال «تاك» و«بانج» وحتى النمور المتوحشة قتلناها عند اقتحام رجال الشرطة للمكان.
أحمد: شكرًا لك مرة أخرى.
وانطلق الشيطان في الظلام نحو الأسوار البعيدة، وسرعان ما كان يصل إليها، فتسلَّقها ثم قفز من الناحية الأخرى وابتلعه الظلام، بعد أن أدَّى مهمتَه على خيرِ وجهٍ.