رسائل أنقرة المقدسة
هل هي قداسة الرسائل أم هي قداسة المدينة الباسلة؟ الإجابة: كلاهما! ويُضاف إليهما قدسيَّة الروح التي سكنت «قدريَّة حسين» وحَدَت بها إلى تخليد كفاح الشعبِ الأناضوليِّ في مواجهة الاستعمارِ الغربيِّ، وذلك في صورة رسائل تُخْرِجُ إلى حيِّز التاريخ ملحمة النضال الذي قاده «مصطفى كمال باشا» ضد آلة القتل التي حصدت أرواح الكثيرين، وهجَّرت آخرين، إبَّان الاحتلال الأجنبيِّ للأراضي التركية والذي أعقب الحرب العالمية الأولى، فلم يجد الوطنيون الصادقون بُدًّا من خوض معركة الاستقلال بأنفسهم، رافعين الشعار المقدَّس «نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيب»، فيما كان السلطان العثمانيُّ خانعًا مستسلمًا للمستعمر. وقد هَدَفَت الترجمة العربيَّة لهذه الرسائل إلى توطيد أركان المحبَّة والإخاء بين المصريين والأتراك آنذاك، ودعوة العالم الإسلاميِّ بأسره إلى مناصرة أبطال الأناضول الذين تدفقت عليهم سيول المطامع من كلِّ جانب.