ذكريات طه حسين
«لقد بلغ شغَفي بأدب «طه حسين» أنني حين بدأتُ الكتابة بدأتُها وأنا في الخامسة عشرة من عمري في مجلة الأسرة. وقد كتبتُ لها مقالةً لا أذكر موضوعها الآن، ولكنني أذكر أنني بعد أن قرأتها وجدتُ نفسي أقلِّد الدكتور «طه»، جاهدًا خلفه جهدًا لا يُغني ولا يفيد، فمزَّقتُ المقالة وعزَفتُ عن الكتابة، مُنتويًا ألَّا أعودَ إليها إلا وقد تخلَّصتُ من هذا التقليد.»
يروي لنا الكاتب الكبير «ثروت أباظة» في هذا الكتاب ذكرياته مع عميد الأدب العربي «طه حسين»، من أولِ لقاءٍ به حتى وفاتِه، ليمرَّ على علاقته بكتُبه وتأثُّره به قبل أن يَلقاه، حتى حاوَل بلا وعيٍ تقليدَ أسلوبه وتمثُّلَ طريقته في الكتابة. وكذلك يحكي عن علاقة العميد بوالده «دسوقي باشا أباظة»، وعن حرَج «ثروت» الدائم من زيارة العميد بالرغم من شوق العميد للِقائه، ويستذكر أيضًا تشجيعَ العميد له على الكتابة والتأليف، وإعجابَه أيَّما إعجابٍ بروايته «هارب من الأيام». إن هذه الذكريات سيرةٌ ﻟ «ثروت» بعينِ «طه»، وسيرةٌ ﻟ «طه» بعينِ «ثروت».