اتبعي قلبك
«في سن المراهَقة تبدأ في التكوُّن حولنا محارةٌ لا مَرئية، وتتصلَّب حول أجسامنا شيئًا فشيئًا … تصبح أكثر سُمكًا … فأكثر … مع النضج. تنمو كما تنمو اللؤلؤة داخلَها، وكلَّما كان الجرح كبيرًا وغائرًا، تصبح القشرة أكثر قوةً وصلابة. ورغم ذلك … تصبح مثل الرداء الذي نلبسه كثيرًا، بمرور الزمن يرقُّ في مواضع كثيرة، وفجأةً يتمزَّق نتيجة حركة مفاجئة!»
في مَطلع خريف ١٩٩٢م، تكتب سيدة إيطالية مسنَّة على مشارف الموت، إلى حفيدتها المُقيمة في أمريكا، رسالةً مشحونة بالحب والمرارة والفرح والحزن، وتُضمِّنها سِيرتها الذاتية، وتجاربها الخاصة التي أثَّرت فيها. تُعرِّي الجدة حياتَها تمامًا أمام حفيدتها، وتحدِّثها بصفتها أنثى عاشت قرابة قرن من الزمن وشهِدت على أحداثه، لتنقل تجرِبتها لحفيدتها المراهِقة؛ حيث عنفوان الحياة وإغراؤها. نلمس في حياة الجدة تلك القسوةَ التي عانت منها في مجتمعها الذكوري، والقهرَ الذي تعرَّضت له، وتمرُّدها على طبقتها البُرجوازية؛ فنحسُّ بفيضٍ من المشاعر يتدفَّق بين الأسطر، ونستكشف خبايا العالَم الأنثوي، ونُبحِر إلى أعماق النفس الإنسانية ومكنونها.