الفصل الثالث
المنظر الأول
(يمثل المنظر حصن تدمر قبيل الغروب في مشهد رائع والشمس باعثة بأشعتها الأرجوانية بين صفوف النخيل على الرمال الذهبية والحجارة التاريخية العتيقة، ويبدو رجال الحامية في مواضع متفرقة ومعهم سيوفهم وسهامهم ودروعهم، وتبدو المنجنيقات في مواضع مختلفة من الحصن. وقد زارته الزَّبَّاء على موعد من القائد الأعظم الذي جاء من ميدان القتال بحجة تقوية الدفاع، ولكنه جاء في الواقع ليساوم الزباء على التَّزوج منه حتى يصبح ملك تدمر، وذلك ثمنًا لإنقاذ المملكة من خطر الرومانيين الزاحفين على تدمر بعد أن هزموا التدمريين أخيرًا في موقعة حمص، وبعد أن أخذوا يجتازون القفار والاستحكامات إلى العاصمة.)
(ينحني القائد الأعظم احترامًا للملكة ثم يتركها في شبه غضب.)
(يقبل أمام الملكة من جوانب الحصن عدد وافر من الجند في زيهم الحربي.)
(متحمسين.)
(تنزل الستارة الداخلية لفترة قصيرة استعدادًا للمنظر الثاني.)
المنظر الثاني
(مشهد ريفي في الليل وشاطئ نهر الفرات في خلف المسرح، وأشعة القمر مرسلة ما بين النخيل، وتألق النجوم واضح في السماء، ويقع هذا المنظر بعد المنظر الأول بأسابيع قليلة، وقد تمكن الرومانيون بقيادة قائدهم مارسيوس وبفضل خيانة پيلينوس من اجتياز القفار والاستحكامات المنيعة — بعد موقعة حمص — ومن محاصرة تدمر، ولكن بعد أن هرب ولي العهد — هبة الله — من الأسر والتحق بجيش العاصمة، وفي هذا المشهد تمثل محاولة الزباء الهرب مع ولي العهد إلى ملك الفرس للالتجاء إليه والاستنجاد به على أعدائها، بعد أن كادت المدينة تسقط في أيدي الرومانيين، ثم استطاعة الرومانيين اللحاق بهما وأسرهما، وقد كان لمرندا الفضل الأول في محاولة تهريبهما بعد أن أيقنت خيانة پيلنيوس لها في حبها ثم خيانته للملكة وللشعب.)
(يسمع صوت خيل على نغم موسيقى لفترة صغيرة.)
(يدخل عدد كبير مسرع من الجند الروماني بقيادة قائدها الخائن پيلنيوس ويلتفون في دائرة واسعة حول الملكة ومن معها إلا من جهة النظارة.)
(فتسدل الستار العامة فورًا.)