الفصل الخامس
الميول والحالات النفسية
يقول هايديجر:
يعتبر المزاج [mood] من الزاوية الأنطولوجية نوعًا
أزليًّا من الوجود بالقياس إلى الحضور، إذ يَتَكَشَّفُ الحضور لذاته من قبل أية معرفةٍ
وإرادة، وبما يتجاوز نطاقَ تكشُّفِ المعرفة والإرادة … فمن الزاوية الأنطولوجية نجد أننا
ندرك الخصيصة الجوهرية الأولى للحالات النفسية [states-of-mind] وهي كشفها عن الحضور الذي أُلقي به في الدنيا وكذلك — تقريبًا
وفي أغلب عناصره — بأسلوب انصراف وابتعاد مراوغ.
… إن مزاجًا ما يهاجمنا. وهو لا يأتي من «الخارج» ولا من «الداخل»، لكنه ينشأ من «الوجود
-في-العالم» باعتباره أسلوبًا لمثل هذا الوجود. ولكننا إذا نجحنا في التمييز السلبي بين
الحالة النفسية وبين الإدراك التأملي لشيء «داخلي»، فسوف نكون قد وصلنا إلى تبصُّرٍ عميقٍ
إيجابي بخصيصته باعتباره كشفًا. وهكذا يكون المزاج قد كَشَفَ سَلَفًا، وفي كل حالة، عن
الوجود في العالم بصفته الكلية، وبذلك يُمَكِّنُ المرءَ أولًا وقبل كل شيء من توجيه ذاته
إلى شيء ما. وليس لاستيلاء مزاجٍ ما على المرء علاقةٌ بالطابَعِ النفسي في المقام الأول،
وليس المزاج في ذاته حالة باطنة تعمل على الخروج بأسلوب ملغز فتطبع بطابعها الأشياء
والأشخاص. وفي هذا تَتَكَشَّفُ الخصيصةُ الجوهرية الثانية للحالات النفسية. ولقد رأينا
أن
العالم، «مع-الحضور»، والوجود، تتكشف باعتبارها ذواتِ أزلية متكافئةٍ، وأن الحالة النفسية
نوعٌ وجوديٌّ أساسيٌّ من تكشُّفِها، لأن هذا التكشف نفسه يعتبر في جوهره وجودًا-في-العالم.
وإلى جانب هاتين الخصيصتين الأساسيتين للحالات النفسية اللتين شرحناهما — أي الكشف عن
كون
الإنسان مُلْقًى به في الدنيا، والكشف الجاري «للوجود-في-العالم» بصفته الكلية — علينا
أن نشير إلى خصيصة ثالثة، تسهم قبل كل شيء في إيجاد فهم أعمق وأشد نفاذًا للعالم باعتباره
عالمًا … ومن المحال التأثر أنطولوجيا بالأشياء الجاهزة التي لا جدوى منها، أو التي تعتبر
مُقَاوِمَةً لنا، أو تُمثِّلُ تَهْديدًا لنا، إلا إذا كان وجودُها في داخلنا قد حُسِمَ
وجوده سلفًا بأسلوب يكفل جعل ما يلاقيه «داخل-العالم» أمرًا يهم ذلك الوجود [الداخلي].
والقول بإمكان أهمية هذا الشيء للوجود يقوم على أساس الحالة النفسية للمرء، وباعتباره حالة
نفسية يكون قد كشف سلفًا عن العالم، كأن يكون مصدر تهديده مثلًا. ولا يستطيع إلا من يتصف
بحالة نفسية تقوم على الخوف (أو عدم الخوف) أن يكتشف أن الشيء الجاهز بيئيًّا يمثل تهديدًا
له. إن انفتاح الحضور على العالم يتكون وجوديًّا من المعايرة النغمية للحالة النفسية.
وحتى
إن بلغت الضغوط والمقاومة أقصى درجة لها، فلن يكون لها ما يشبه التأثير قط … ما دام «الوجود-في-العالم»،
بحالته النفسية، لم يستسلم سلفًا لجعل بعض الكيانات «في-داخل-العالم»
تمثل «أهمية» له بأسلوب سبق لأمزجته أن رسمت خطوطه العريضة. إن الحالة النفسية توحي
وجوديًّا، باستسلام كاشف للعالم، ونستطيع استنادًا إلى ما فيها أن نلاقي شيئًا
يهمنا.
(الوجود والزمن، ص١٧٥–١٧٧)
في الفصل الخامس من القسم الأول (Division One) من كتاب
الوجود والزمن (فالكتاب كما ذكرت آنفًا يتكون من جزأين فقط) يتصدى هايديجر للإجابة عن
السؤال الذي طرحه من قبل، ألا وهو «كيف نعيش؟»، وهو سؤال كنت أشرت إلى أنه وثيق الصلة
بالمهمة التي كان أرنولد يرى أنها مهمة الشعر، أي تعليمنا كيف نعيش، والجواب المضمر طبعًا
هو كيف نفكر تفكيرًا سديدًا حتى نحقق المثل الأعلى للاسترشاد بالعقل في حياتنا. ولما
كان
هايديجر قد ألمح من قبل إلى أن أولى خطوات التفكير السديد هي الوعي بالوجود في مكان ما أي
الحضور، مشيرًا إلى أن هذا المكان هو عالم كل إنسان، فهو يشير في هذا الفصل إلى مفهوم
الوجود في داخل العالم (عالم كل إنسان) مستخدمًا مصطلحًا مختزلًا هو
Being-in أي الانتماء للداخل.
ويحدد هايديجر في هذا الفصل المعالم البنائية الأساسية لهذا الانتماء للداخل وهي:
ضبط النغمة (attunement) أو «معايرة النغمات»
(«الدوزنة») بمعنى تحديد مكان المرء في العالم، وهي صورة مجازية من الموسيقى ترجمت بها
جوان
ستامباو (Stambaugh) (في ترجمتها للوجود والزمن عام
٢٠١٠م) الكلمة الألمانية عند هايديجر وهي (Befindlichkeit)
التي يشرحها بولت (ص٦٤) بأنها تحديد أمزجتنا باعتبارها طرائق للعثور على أنفسنا في العالم.
ويقول بولت: إنه لا توجد كلمة إنجليزية تعادلها تعادلًا مثاليًّا، ولكنه يقول في حاشية
مطولة
بعد ذلك (ص٦٥): إن كلمة (disposition) (توجه) قد تمثل ترجمة
جيدة؛ لأنها تساعدنا على اعتبار مزاجنا العامل الذي يحدد موقعنا
(position) في العالم ويمنحنا توجهًا معينًا. ويقدم
مترجمون آخرون كلمات أخرى لترجمة الكلمة الألمانية منها
(situatedness) (في حالة معينة)
و(disposedness) (حالة التوجه)،
و(affectedness) (حالة التأثر)
و(so-foundness) (حالة الوجود)،
و(attuned self-finding) (العثور على النفس المنضبطة)،
و(where-you-are-at-ness) (المكان الذي توجد
فيه). ويقول بولت: إن ترجمة ماكري
وروبنسون (Macquarrie and Robinson) للكلمة بتعبير «حالة نفسية» (state-of-mind) (في نص ١٩٦٢م الذي آخُذ به هنا) غير موفقة، فالواقع أن هايديجر
يحاول بانتظام أن يتجنب الإيحاء بأن الحضور موجود داخل نطاق الذات، مثل النفس أو العقل.
ويقول راذول: إن ترجمة الكلمة الألمانية بتعبير الحالة النفسية ترجمة سيئة جدًّا، مضيفًا
في
الحواشي (ص١٢١): إنها ترجمة مضللة؛ لأنها توحي بأن طريقنا للعثور على أنفسنا في العالم
طريق
نفسي أو يوجد في «أذهاننا» وحسب؛ ولكن ذلك أبعد ما يكون عما قصد إليه هايديجر، فكلمة
Befindlichkeit مشتقة من الفعل
befinden وهو يعني حرفيًّا: «يعثر على» [الجذر
(finden) يعني يجد]. وهكذا فإن الصفة
befindlich تستخدم في الإشارة إلى شيء موجود، أي إنه
يمكن «العثور عليه» في العالم. واستنادًا إلى هذا المعنى الحرفي وُضِعَ الفعل
befinden الذي يمكن استخدامه أيضًا في الإشارة إلى
الحال التي يجد الإنسان نفسه فيها. فإذا أردنا التعبير عن كل هذه المعاني فربما كانت
أفضل
ترجمة إنجليزية للاسم Befindlichkeit هي
(disposedness) أي (التوجه)؛ لأن هذه الكلمة تتضمن فكرة
مواقف الكيانات في العالم (أي الأسلوب الذي نجدها عليه) والحال أو الموقف الذي يتخذه
المرء
تجاه هذه الكيانات (كأن يكون منشرح الصدر لها أو مبغضًا إياها نافرًا منها، على سبيل
المثال). وهكذا يقول: إنه قرر أن يستبدل كلمة «التوجه» بعبارة «الحالة النفسية».
وقد يتساءل القارئ، على ضوء هذا التحليل، عن السبب الذي يجعلني أستبقي عبارة «الحالة
النفسية»، وهو سؤال من المحتمل أن يطرحه بعض المترجمين المحترفين الذين يعلون من شأن
المعنى
الاشتقاقي، ولكنني دائمًا أُرْجِحُ كِفَّةَ المعنى
الاصطلاحي الذي يبرزه
السياق، فالمعنى
الاصطلاحي للكلمة الألمانية المذكورة عند هايديجر، وهي كلمةٌ «غير معتادة»، كما يبين
واطس،
هو «كيف أو على أية حال أجد نفسي»، وهايديجر يستخدمها للإشارة إلى المزاج
(mood) بدلًا من الكلمة الألمانية المعتادة
(
Stimmung). ويضيف واطس قائلًا:
وهذه الكلمة [أي Befindlichkeit] تعني أيضًا ضبط
أنغام الأوتار في الآلة الموسيقية، الأمر الذي يوحي بوجود علاقة مجازية بين المزاج
والآلات الموسيقية … وهكذا، فإذا قال هايديجر: إن الإنسان «مزاجه صافٍ» [كما نقول
بالعامية] فنحن نعني أن آلته النفسية منضبطة وفق أنغام الحياة، وهو ما يؤثر بأسلوب
معين في فهمه لما يصادفه، فالأمزجة تتفاوت ما بين حالات الصفو وحالات الكدر، وبذلك
إما أن تُعْلِي من وضوح مداركها وإما أن تطمسها. وتؤدي مشاق الحياة إلى أن تصبح
الأمزجة مراوغة [كما يقول هايديجر في آخر الفقرة الأولى في النص المقتطف أعلاه]
وبذلك تخفي الواقع عن الأعين، فإذا استولى الكرب أو الهم أو الضيق على الإنسان فقد
يحجب إدراكه لعالمه بدلًا من الكشف عنه.
(واطس، فلسفة هايديجر، ص٦٠)
والمزاج بعدُ حالة نفسية، وينبغي ألا يخشى المترجم استعمال مصطلح شائع باللغة الهدف،
ما
دام واثقًا من أنه لن ينسب إلى هايديجر أي إلماح بأن الحالة النفسية تعني الحضور ومن
ثم بأن
الحضور أمر داخلي، فالحالة النفسية صفة تنتمي للمشاعر التي قد تؤثر في الحضور؛ ولكنها
لا
تعادله أو تغدو مرادفة له، مثلما يسيطر الخوف على المرء فيؤثر في «الحضور» أي في وجوده
الواعي بوجوده، كما يقول هايديجر.
ولقد تعمدت الحديث عن اختلاف المترجمين والشراح في فهم مقصد هايديجر من هذه الكلمة
باستفاضة خاصة حتى أبين للقارئ عمليًّا أحد مظاهر صعوبة نصوص هايديجر، قبل أن أنتقل إلى
التعليق على بقية ما يقوله في الفصل الخامس المشار إليه. وهكذا أعود إلى «المعالم البنائية»
لانتماء وجود المرء إلى العالم (أو عالمه خصوصًا)، فَالمَعْلَمُ الأول هو ضبط النغمة
أو
تحقيق الانضباط للحالة النفسية، ويؤكد هايديجر أن هذا الانضباط لا يتحقق إلا إذا أدرك
المرء
إدراكًا واضحًا أنه قد أُلقي به في الدنيا، وإذن فإن الانضباط النفسي هنا يعني — أو يتضمن
—
وجود ماضٍ للإنسان، فالإنسان دائمًا ما يجد أنه يرتبط سَلَفًا ودائمًا بعلاقة ما مع الدنيا،
ويركز هايديجر أولًا على الخوف ثم على
القلق في تحليل علاقة الانضباط المذكورة. وإلى جانب
انضباط الحالة النفسية يناقش هايديجر ما يلي:
-
الفهم: ولا يعني هايديجر بهذا المصطلح فهم النصوص، وهو ما ذكرته آنفًا، بل
يعني فهم المرء لذاته ولعالمه، ومن ثم فهو عامل من عوامل تحقيق الحضور، أي وجود
المرء داخل العالم فعليًّا وصدقه مع ذاته في سبيل تحقيق هذه الذات. والفهم
يتضمن ما يسميه هايديجر الإسقاط أي تصور المستقبل، فمن معاني كلمة
projections التوقعات أو الإمكانيات
المتاحة في المستقبل. ويدلل هايديجر في مكان آخر في كتابه على أن الفهم صفة
أزلية، وأنها تفوق في أصالتها المقولات النظرية عن الأشياء.
-
الخطاب: ويعني هايديجر به قدرة المرء على الإفصاح عن عالمه بأنساق للمعنى
يسهل إدراكها وتوصيلها للآخرين. والخطاب يشارك في خصائص انضباط الحالة النفسية
وخصائص الفهم (ص١٧٢ من الوجود والزمن) قائلًا: إن العالم الذي ينفتح بفضل
الأمزجة أو الحالات النفسية ويدركه المرء بفضل الفهم يقوم الخطاب بتنظيمه،
وإذن فإن الخطاب هو الذي يمكِّن اللغة من الوجود.
-
السقوط (falling): وهو ما تترجمه ستامباو في
نص ٢٠١٠م بتعبير «الوقوع في
الشَّرَك» (entanglement)، وبتعبير «الوقوع
فريسة» (falling prey). ونقول أولًا: إن هايديجر، على الرغم من جهوده للابتعاد
عن «اللاهوت» في عمله، فإن مفهوم السقوط واسمه نفسه يدينان بالكثير لخلفيته
الدينية، وربما كانت التربية الدينية عاملًا يساعدنا على إدراك خصيصة إنسانية
عالمية وحقيقية، ويقصد هايديجر بذلك أن المرء يسقط في شرك الدنيا التي بناها أو
شَكَّلها الآخرون، ومن شأن هذه الأشراك أن تُنسي المرء وجوده، فهو دون أن يشعر
يفعل ما يفعله الآخرون أو كل إنسان (das man)
وفي ذلك ضياع لأهم خصيصة للمرء وهي إدراك وجوده ودلالة هذا الوجود ومقتضياته.
وهو يضرب أمثلة لحالات السقوط المذكورة.
ولنعد الآن إلى الفقرات المقتطفة من الوجود والزمن والتي تعتبر مدخلًا لإدراك مدى اختلاف
فلسفة هايديجر عن الفلسفات الغربية التي انتهت إليه، والتي تؤكد عقلانية الإنسان، باعتبارها
أهم ما يميزه عن سائر الكائنات، وترى في العواطف المشبوبة مفارقة لا مندوحة من قبولها،
فإذا
تجردت الحياة من الحب والفرح والأمل أصبحت جرداء سقيمة، ومع ذلك فإن هذه العواطف تبدو
«لا
عقلانية»، كما إنها تعوق التفكير السديد الواضح في حالات كثيرة، كما تنتقص من سيطرة المرء
الكاملة على ذاته أو طبيعة حضوره أي وجوده في دنياه وفي العالم، وهو ما لا يرى هايديجر
فيه
نقيصة. فالحضور عنده بمعنى الوجود في دنياه يعني خضوعه — شاء أم أبى — لما في تلك الدنيا،
وهو
لا شك ينتقص من حريته، ولكنه جزء من طبيعته، والمشاعر الجياشة تؤدي إلى نشأة «حالات نفسية»
أو «أمزجة» تمثل بعض العوامل المؤثرة في موقف المرء من العالم.
ولنتأمل الإحساس بالخوف الذي يشير إليه هايديجر، وبعض الشراح يضربون المثل بوجود
المرء في
مكان مظلم أو نصف مظلم لا يشعر فيه عادة بالخوف، فإذا سمع أصواتًا مبهمة من حوله داهمه
خوف
لا يعرف له سببًا محددًا، وهايديجر يصفه قائلًا: إنه حالة نفسية أو مزاج «يهاجمنا»، والكلمة
في النص الألماني هي (Überfallen) التي تعني حرفيًّا «يسقط
علينا فجأة» ومن ثم يفاجئنا ويدهمنا ويستولي علينا. والمقصود أننا لا نملك دائمًا مفتاح
أحاسيسنا، فإذا طُلب مني أن أبتهج فلن أستطيع حتى أفعل ما يبعث على الابتهاج، ومن المنطقي
أن أشعر بأن الأصوات المبهمة في الغرفة المظلمة مخيفة، كما إن وجودي وسط جمع يحتفل بمناسبة
بهيجة مشتركة شيء بهيج، ومع ذلك فإن مصدر الخوف ليس خارجيًّا كله (أي موضوعيًّا) ولا
داخليًّا كله (أي ذاتيًّا)، وهذا ما يعنيه هايديجر بأن المزاج لا يأتي من الخارج أو الداخل،
بل هو كما يقول: ثمرة التفاعل مع إحساس الإنسان بالعجز إزاء وجوده في الدنيا التي أُلقيَ
فيها رغم أنفه، فالخوف يجعل الغرفة المظلمة تمثل الدنيا التي يجهل المرء طبيعتها بوضوح،
فيكشف عن كونه مُلْقًى فيها (thrownness)، ووجود الأصوات
المبهمة تشتبك مع الظلام في الكشف عن وجود المرء في الدنيا (أي العالم أو عالمه) التي
تبرز
له في هذه اللحظة بصورة كاملة، وإحساسه بأنه لا حول له ولا طول يرغمه على التسليم بالوجود
داخل الدنيا والخضوع لها. وهذه هي العوامل الثلاثة التي تؤدي إلى إبراز الدور الذي تلعبه
الحالة النفسية في حياة المرء، خصوصًا إذا أضفنا ما يؤكده هايديجر من ضرورة إدراكنا أن
هذه
الحالات النفسية تتعلق بما يهمنا، ففي مثال الغرفة المظلمة يهتم المرء بمعرفة مصدر الأصوات،
ويساوره القلق نتيجة جهله إياها، كما إنه قد يبدي اهتمامًا أساسيًّا بنجاته مما بعث الخوف
في قلبه، وربما يزيد هذا الاهتمام عن عثوره على ما كان يطلبه في الغرفة قبل سماع الأصوات،
أي إن الحالة النفسية غيرت مجرى اهتمام المرء في تلك الدنيا.