باقي … ثلاثة!
سقط من عصابة الخمسة رجلان … الرابع والخامس … وبقي الثلاثة «كلينت جونسون» «كوتشن مارفن» «روكي ماكلين» سقط الرابع بعد محاولة فاشلة لاغتيال العالم «فيتز»، وسقط الخامس في محاولة فاشلة لإنقاذ الرجل الرابع … ولكن بقي الثلاثة الأوائل.
وكانت مهمة الشياطين اﻟ «١٣» هي البحث عنهم في جميع أنحاء العالم والقضاء عليهم قبل أن يتحولوا إلى خلية سرطانية تنمو باستمرار … وتقضي على بقية الخلايا التي حولها …
وكان من رأي «أحمد» إعداد طُعم جيد للعصابة … فهي تتعامل في الاغتيال … فمن يدفع ويطلب اغتيال شخص ما … تقوم العصابة باغتياله مقابل المبلغ المتفق عليه.
وقال «أحمد»: ما علينا إلا تقديم الطُّعم … أي الشخص المطلوب اغتياله … والمبلغ المطلوب … ثم نكون في أثر العصابة …
وكانت المشكلة هي الاتصال بالعصابة … وقد كان ذلك يتم عن طريق التليفون … وأرقام التليفونات التي قدمها عملاء رقم «صفر» في بعض دول العالم لم يكن لها أية قيمة، فقد استخدمتها العصابة لفترة ما … ثم غيَّرتها بأرقام أخرى …
ولكن المشكلة حلت تمامًا بالعثور على نوتة سوداء مع رقم خمسة، فقد حاول أن يدفنها في الرمال عندما قبض عليه الشياطين على شاطئ خليج السويس … كانت هذه النوتة أو الأجندة السوداء تحمل مجموعة من الرموز والأرقام لا يمكن قراءتها قراءة مفهومة … ولكن قسم الشفرة والكمبيوتر في المقر الرئيسي للشياطين اﻟ «١٣» استطاع أن يحل رموز الشفرة، وكانت شيئًا مدهشًا …
كانت عبارة عن دليل تليفونات صغير … يتم استخدام الرقم الواحد فيه، فيدق في خمسة أماكن مختلفة، وبعض هذه الأجهزة موجودة في أماكن متفرقة … أو في سيارات متحركة … وهناك واحد فقط يرد … وعادة صوت امرأة … ويستمع الأربعة الباقون إلى المكالمة دون أن يردوا، فإذا اقتنعوا بجدية المكالمة اتصلوا بعد ذلك بهذه المرأة التي تتولى الرد … ويطلبون مزيدًا من المعلومات من المتحدث …
وهناك مجموعة من الأرقام … موزعة على دول مختلفة … أما الرموز فتشمل مجموعة العمليات التي نفذت، والمبالغ التي أودعت في البنوك … وبعض العمليات التي على وشك التنفيذ …
وقال «أحمد» معلقًا: إن هذا الدليل الصغير الأسود من أخطر الأدلة التي عثرنا عليها في الفترة الأخيرة!
عثمان: لعل رقم «صفر» يقتنع بتنفيذ خطتك في الإيقاع بالثلاثة الباقين؛ حتى نكون قد أتممنا مهمة القضاء على عصابة الخمسة …
أحمد: سأعيد عرضها عليه … إنني أستطيع أن أقوم بدور شخص مطلوب اغتياله … وعندما تحاول العصابة أن تغتالني، فإننا نعرف كيف نتعامل معها.
عثمان: أعتقد أن رقم «صفر» معه حق في الاعتراض على الخطة لسبب بسيط … إن عصابة بهذه القوة والتنظيم من الممكن أن تغتالك … قبل أن نتمكن من التدخل لإنقاذك!
أحمد: إنك بهذا تشكك في ذكائي … كيف أتركهم يقومون باغتيالي؟!
عثمان: لأن هناك عشرة طرق على الأقل للاغتيال.
أحمد: ولكنهم اعتادوا استعمال البندقية.
عثمان: ولكن …
وقبل أن يتم جملته شاهدوا الضوء الأخضر في غرفة «أحمد» حيث كانا يجلسان … ثم صوت يدعو للاجتماع فورًا في القاعة الكبرى في مقر الشياطين.
وأسرعا يخرجان … فلا بد أن ثمة شيئًا هامًّا سيدور حوله الحديث، أو مهمة عاجلة سيكلفهم بها رقم «صفر».
في أقل من دقيقتين كان الشياطين اﻟ «١٣» يحتلون مقاعدهم في قاعة الاجتماعات … وسمعوا صوت أقدام رقم «صفر» المتميزة … ثم دخل رقم «صفر» إلى المكان الذي يجلس فيه خلف الزجاج الذي يمكنه من رؤيتهم دون أن يروه.
قال رقم «صفر» على الفور بصوته العميق: أريد أن أشكركم على العمل الرائع الذي تم في مصر … وإيقاعكم بالرجل الخامس في عصابة الخمسة … وحصولكم على «الدليل الأسود» الذي فهمنا منه منذ دقائق قليلة أن هناك عملية اغتيال متفقًا عليها بين السادس والسادس والعشرين من هذا الشهر.
وعلى الفور أدرك الشياطين أن الموعد أزف؛ لأنهم كانوا يتحدثون في اليوم الرابع من الشهر نفسه …
وأضاف رقم «صفر»: ومعنى هذا أنه لم يبقَ سوى ٤٨ ساعة على بدء العملية، والشخص المطلوب اغتياله شخص هام جدًّا بالنسبة لمنظمة الشياطين اﻟ «١٣».
وزاد اهتمام الشياطين بالحديث بعد هذه المعلومة، فكيف يكون شخص مهمًّا لهم؟
ومضى رقم «صفر» يقول: إن هذا الرجل ضمن كبار العاملين في المنظمة، وقد طلب إجازة لمدة عشرين يومًا، تقع بين السادس والسادس والعشرين من هذا الشهر.
وفهم الشياطين على الفور ماذا يعني هذا … فالرجل المطلوب اغتياله هو أيضًا سيقع في يد عصابة الخمسة في نفس المدة … ومضى رقم «صفر» يقول: وبالكمبيوتر … استطعنا أن نعرف من الرموز والأرقام أن رجلنا الذي سيقوم بالإجازة هو نفس الرجل المطلوب اغتياله.
وبالطبع قفزت بعض الأسئلة على الفور … أولها … كيف عرف الذي طلب عملية الاغتيال أن رجل الشياطين سيقوم بالإجازة في هذا الموعد؟
بل كيف عرفه أصلًا وجميع العاملين بالمنظمة غير معروفين إلا للمنظمة ذاتها؟
ثم لماذا لم تمنع المنظمة رجلها من القيام بالإجازة ما دام معرَّضًا للاغتيال؟
ثم من هو الشخص أو الجهة التي طلبت هذا الاغتيال؟
إن معنى هذه المعرفة أن هذا الشخص، أو هذه الجهة، أو المنظمة تعرف الكثير عن منظمة الشياطين اﻟ «١٣».
بالطبع كان رقم «صفر» يعرف مقدمًا أن هذه الأسئلة ستثار لهذا قال: أرجو ألا توجهوا أسئلة إلا بعد أن أنتهي من حديثي.
وسكَت الجميعُ بعد أن كادَت أسئلتُهم تَنهال على رقم «صفر» … الذي مضى يقول: عندي من الأسباب ما يجعلني أُخفِي بعضَ الإجابات عن الأسئلة التي كادَت تُوجَّه منكم … ولكني سأُجيب عن بعضها … إن المنظمةَ وجدَت من الأفضل أن تُعرِّض رجلَها للخطر من أجل القضاء على العصابة … وقد عرض أحدكم — يقصد «أحمد» — أن يقوم بهذا الدور، وقد رفضت ذلك لثلاثة أسباب … أولًا: أنه من الجهاز التنفيذي في المنظمة، ومن الصعب تعويضه إذا نجحوا في اغتياله.
ثانيًا: أنه قد يكون معروفًا لدى عصابة الخمسة؛ لأنه اصطدم بهم قبل ذلك.
ثالثًا: أنه صغير السن، وقد يشكون في أمره حتى إذا قام بعملية «ماكياج» متقنة.
وصمت رقم «صفر» لحظات … واقتنع الشياطين بأسباب الزعيم، ثم قال رقم «صفر»: إن دراسات تعد الآن في قسم الأبحاث لاختيار المكان المناسب للمعركة … وتحديد الوثائق التي سيحملها رجل المنظمة وسنسميه مؤقتًا «الخرتيت» … والعملية كلها ستسمى عملية «الخرتيت»، واجتماعنا القادم غدا في نفس الموعد.