الفصل الثالث

المنظر

نفس المنظر؛ رمضان مشغول بإعداد الشاي، وكبارة جالس على الصفيحة.

• الوقت: لیلًا.
• التاريخ: يوليو ١٩٥٢.

***

(يجلس كبارة على الصفيحة ويقوم رمضان يرشُّ الساحة ويُحدث نفسه.)

(كبارة يسير في خُيلاء شديد ويداه في جيوب جلبابه كأنه قائد منتصر.)

(يتقدم كبارة ورمضان نحوه في ذعر شديد.)

(ينظر كبارة ورمضان نحوه مدهوشين.)

(يسحب أحد الجنود العربية فيعترض رمضان طريقه. العسكري يدفع العربية في اتجاه ورمضان يشدُّها في الاتجاه الآخر، يسقط من فوقها أثناء الدفع والمقاومة العدة كلها، فيرتفع صوت رمضان بالصراخ.)

(يقلبون العربية ويكسرونها، ثم يجرجرون رمضان وكبارة إلى القسم. رمضان يصرخ ويصيح وكبارة يمشي هادئًا متزنًا.)

(كبارة يضحك.)

(يدخل الضابط ومعه عزيز واثنان فقط من العساكر.)

(ينصرف الضابط. يجلس عزيز على الدكة منتصفًا كأنه رومل والعساكر تقف على يمينه ويساره تحرسه.)

(تخرج كاملة على الباب ومعها الصفيحة.)

(يضربها بكعب البندقية في صدرها. تصرخ كاملة مستغيثة فيأتي على صراخها عدد كبير من الناس معهم شوم وعصى.)

(العسكري يصفع أحد الناس فيرد له الصفعة، وتبدأ معركة بالأيدي ينال الدكتور منها صفعة فيجري مذعورًا، ويقف عند الدكة يرتعد، ثم يُصدر أوامر للعساكر بضرب النار. تضرب العساكر النار في الهواء ويحدث هرج شديد، ثم تجري الناس ويختفون في أزقة الحي، ويبقى في المسرح الدكتور عزيز يرتعد من شدة الخوف ومعه العساكر.)

(ينظر الدكتور إلى أسفل ويُشمر البنطلون إلى الركبة ممسكًا إياه بيديه.)

(يبحث في الأرض عن شيء يربط به بنطلون الدكتور، ثم يعثر على قطعة حبل ويربط بنطلون الدكتور من القدمين، ينظر الدكتور إلى نفسه ويبتسم مسرورًا.)

(يتوقف العسكري عن الحديث لحظةً ليُشعل لنفسه سيجارة، بينما الدكتور عزيز بالبندقية والبنطلون المربوط يذهب ويجيء في الساحة غير مُلتفت لكلام العسكري، يشعل العسكري سيجارة ويأخذ نفسًا عميقًا ويستأنف الحديث.)

(ينتفض العسكري مذعورًا ضاربًا سلامًا للدكتور.)

(يجلس العسكري صامتًا ويتمشى الدكتور في خطوة عسكرية، ثم يتوقف فجأة ويسأل العسكري.)

(يقف العسكري ضاربًا سلامًا.)

(يأخذ البندقية من الدكتور عزيز … يُخرج الظرف ويُعطيها له فيعلقها على كتفه ويعود من جديد إلى خطواته العسكرية، يدخل الأستاذ جلال الصحفي ومعه المصوِّر، واحد من جريدة البوق، عندما يُشاهد جلال الدكتور ينفجر ضاحكًا فينظر الدكتور نحوه في غضب.)

(ينصرف الدكتور مُهرولًا ليتصل تليفونيًّا بالمأمور، ويجلس جلال على الدكة المقابِلة للدكة التي يجلس عليها العسكري وبجواره المصور.)

(جلال ينصرف مذعورًا فيُصدم وهو يجري بأم عنان.)

(تهجم عليه.)

(يجرها نحو الخارج وهي تصرخ.)

(تظل تُردد هذه العبارة حتى تغادر المسرح.)

(تخرج كاملة بعد ذلك تُقلدها فيصرخ فيها العسكري صرخة مدوية.)

(تُغلق الباب بشدة.)

(يدخل الدكتور عزيز وعدد من العساكر ومعهم المعلم رضوان وكبارة ورمضان.)

(يجلس الثلاثة على الدكة وأمامهم حرس.)

(ينصرف رمضان ومعه العساكر.)

(ينصرف ومعه الدكتور.)

(يدخل عزب متجهًا إلى بيت أم عنان.)

(يَلمح عزب المعلم رضوان.)

(يدخل المأمور يكتب وعزيز والعساكر وأبو سريع يحمل الحجر.)

(الدكتور يتحسَّس النقوش.)

(يضرب رضوان يد العسكري بشدة.)

(يفك العسكري حزامه.)

(يهجم العساكر على رضوان يصدُّهم جميعًا، تنشب معركة حامية بين العساكر وبين رضوان وأهل الحي، ينتصر فيها أهل الحي ويأسر رضوان بعض العساكر، ويجري المأمور والدكتور، ويبقى كبارة ورمضان ورضوان وعزب وأبو سريع ومعه الحجر، ويتولى المعلم رضوان القيادة.)

(يجري عزب خلف أبو سريع ناحية الخرابة.)

(تُفتح نافذة في شقة أم عنان ويطل منها عسكري.)

(يعود أبو سريع وعزب مستند عليه.)

(عزب ينظر وهو يتأوه ثم ينظر إلى الجرح الذي في قدمه ويتألم.)

(يُفتح شباك بيت أم عنان ويطلُّ منه عسكري.)

(يتَّكئ على بقايا عربية رمضان ومعة بندقية عسكري، يُظلم المسرح بالتدريج حتى يسود الظلام، فتصرخ كاملة صرخة مدوية وتبدأ الأنوار وتشع بالتدريج، ويهب المعلم رضوان وكل الرجال الذين في المسرح، ويفزع عزب ويقوم نصف قُومة.)

(كاملة تنظر لعزب وتضحك.)

(تذهب إلى جوار عزب وتجلس.)

(رضوان يعود إلى مكانه وتخفت الأضواء.)

(المسرح هادئ والأضواء خافتة، يُفتح شباك أم عنان ويُطل العساكر.)

(رمضان ينفجر باكيًا.)

(يفتح شباك من بيت أم عنان ويظهر منه عسكري.)

(يتعانقان.)

(يدخل جلال إلى المسرح حاملًا نسخة من عدد جريدة.)

(ينسدل الستار ببطء بعد أن تعانق رضوان والصاغ حمدي، قبل أن ينسدل الستار تمامًا يتحرك المصور خارجًا من المسرح.)