من وحي قرار شيخ الأزهر
حجاب المرأة في الإسلام
إلى الذين يتحدثون عن الحجاب؛
من السادة الرجال.
يتنافسون على الورق والشاشة،
وأصواتهم عالية.
قال بعضهم كلمة «الخمار» وردت في الكتاب،
وفلسطين السليبة لَن تعود بنزع الحجاب،
وهو حق واختيار بإرادة النساء.
•••
وقال بعضهم: إنه ليس من الدين الصحيح؛
بل من الجماعات الدينية؛
الذين قتلوا الأبرياء،
وكفروا المؤمنين من طه حسين إلى قاسم أمين،
واعتبروا الفن إثمًا
يستوجب التوبة.
•••
وقال بعضهم: إن الحجاب
موجود في كل البلاد.
الشال والطرحة والبونيه والقبعة،
ضمن الأزياء الوطنية
باختيار النساء؛
لأن «الوطن» لا يفرض شيئًا،
لا الشابو ولا الفولار ولا القبعة العسكرية،
فقط الزي الاشتراكي للطبقة العاملة،
وعمليات الإخصاء للعبيد في بيزنطة.
•••
وقال بعضهم: ما جدوى تغطية رءوس النساء؟
والمرأة هي المرأة!
ما أن ينام زوجها حتى تصحو،
وإن كان هو الجني الأسود،
أو شهريار أو شاه زمان.
بنات حواء يا إخواني
يُخرجن الراهب المتعبد من صلاته،
وإن ارتدين الخمار الأسود.
•••
ترتفع أصوات الرجال والنساء صامتات،
أو مطرقات إلى الأرض في حياء،
أو باسمات برقة وإغراء،
رءوسهن ملفوفة بالطرحة أو البونيه
من آخر طراز أو موضة.
من الأستاذة إلى الدكتورة.
نرى صورهن على الورق والشاشة،
يتنافسن في الحديث عن فلسطين السليبة،
وأنف «أبو الهول» المسروقة،
وأصحاب نظرية العودة إلى الإيمان،
من أفلاطون إلى عباس العقاد،
ومن أليزداير ماكنتاير إلى هنري لنك.
•••
ترتفع أسماء الرجال والخواجات،
وتُدفن أسماء النساء؛
من عائشة التيمورية إلى مَي زيادة،
وملك وكوكب حفني ناصف،
ودرية شفيق وسهير القلماوي وأمينة السعيد،
وغيرهن من الكاتبات اللائي تقدمن عن
طه حسين أو العقاد أو قاسم أمين،
وبعضهن على قيد الحياة يُدفن.
•••
أيها السادة الرجال،
أقول لكم:
لماذا لا ترون الأشياء البسيطة الواضحة؟
وضوح الشمس.
لماذا يرتدي الإنسان القبعة في الشتاء،
ويخلعها في الصيف؟
لماذا يتعرى الإنسان تحت خط الاستواء
بصرف النظر عن الجنس؟
ولماذا يرتدي راكب الموتسيكل الخوذة الحديدية
أو الجندي في القتال؟
•••
أيها السادة والسيدات،
إنَّ رأس الإنسان ليس عورة؛
لأنه يحتوي العقل،
والعقل أشرف ما في الإنسان.
فهل المرأة إنسان،
يا مَن تتحدثون عن الحجاب؟
وأعلنت إحدى الزعيمات النسائيات المحجبات أن النساء السافرات ملعونات، وإلى نار جهنم ذاهبات، ثم نشرت تاريخ عائلتها الكريمة:
القاهرة يوليو ٢٠٠٢