نشوء الفيروسات والحرب البيولوجية الخفية
من المهم لنا أن نعيش خارج الوطن بعض الوقت، لندرك بعض الحقائق التي لا تصل إلينا إلا بعد فوات الأوان، ولنقرأ بعض الكتب الجديدة التي تصدر بلغات أجنبية، والتي لا تُترجم إلى اللغة العربية إلا بعد عدة سنوات، حين تضيع علينا فرصة معرفة الحقيقة في وقتها، ونصبح ضحايا لأشياء لا نعرفها.
وقد أصبح نصف سكان القارة الأفريقية تقريبًا ضحايا وباء مرض الإيدز، دون أن يعرفوا شيئًا عن هذا الفيروس الخطير، وهل جاء عن طريق قرود الغابة الأفريقية، أم عن طريق الغابة البشرية الأمريكية.
وقد بدأ عدد من الأطباء الأمريكيين (من ذوي الضمير الإنساني الحي) يكشفون أخيرًا عن الحقائق التي تم إخفاؤها على مدى الثلاثين عامًا الماضية، وأن يقدموا دلائل علمية جديدة عن أن فيروس الإيدز قد تم خلقه بالمعامل، وأن آثاره الخطيرة على صحة البشر كانت معروفة، وتم التنبؤ بها قبل اندلاع الوباء في أفريقيا، وتم التكتم على الأمر.
ولا أعرف هل تتابع وزارة الصحة ما يصدر في الخارج من معلومات عن نشوء مرض الإيدز في أفريقيا؟ وهل هناك خطة صحية ما لمنع تسرب هذا الوباء إلى مصر؟! خاصة وأن أهم علاج لهذا المرض هو الوقاية منه.
يوضح الدكتور ليونارد هورويدز في كتابه أن وزارة الصحة الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، وشركات الأدوية، والبنتاجون (وزارة الدفاع في أمريكا) شاركت وتعاونت في إجراء أبحاث هدفها «تخفيض المناعة عند الإنسان» كجزء من الأبحاث الخاصة بالحرب البيولوجية، تحت اسم حماية الجنود الأمريكيين ضد أي حرب بيولوجية قد يتعرضون لها.
ومن المعروف طبيًّا أنه يكفي أن تنخفض المناعة في جسم الإنسان حتى تشتعل أوبئة ناتجة عن الميكروبات الموجودة بشكل طبيعي في البيئة المحيطة بنا.
أثناء هذه التجارب ظهر فيروس الإيدز في المعامل التي كانت تجرى فيها هذه الأبحاث، ويؤكد الدكتور ليونارد هورويدز (بالبراهين والأدلة العلمية الدقيقة) أن فيروس الإيدز وصل إلى سكان أفريقيا بسبب هذه الأبحاث، وعن طريق الفاكسينات التي وزعتها شركات الأدوية على الأفارقة، لاختبارها (كأنما الأفارقة خنازير تجارب) وتحت اسم مشروعات تطعيم (مجهولة الأثر) رغم إدراك الشركات لخطورة هذه الفاكسينات.
بعض معامل منظمة الصحة العالمية التي شاركت في توزيع هذه الفاكسينات قد شاركت في قتل سكان أفريقيا بوباء الإيدز، كما أعلن بعض الأطباء عن ذلك.
تحت هذه العناوين الإنسانية الصحية يتم توزيع عقاقير ضارة بصحة النساء والأطفال والشعوب الأفريقية، ومنها عقاقير ممنوعة بحكم القانون من التوزيع داخل أمريكا اليوم، بعد اكتشاف ضررها، وشكوى الأهالي منها.
تنهزم في غابة الجشع الرأسمالي قيم العدالة والإنسانية في مواجهة القوة الاقتصادية للشركات التجارية، والتي تدعمها القوة العسكرية مع الحروب البيولوجية، ويتم التضحية بحقوق الفقراء والنساء والأطفال لصالح الأثرياء الأقوياء، كما يتم التضحية بالشعوب المنزوعة السلاح المسلوبة الموارد مثل الشعوب الأفريقية، وبلاد العالم الثالث حين يكون الوعي منخفضًا، والقوانين غائبة أو عاجزة عن حماية الشعب ووزارات الصحة بلا إمكانيات للوقاية أو الوعي بأساليب الوقاية الجديدة، وحيث تتعمد شركات الأدوية إخفاء الحقائق عن الناس والمسئولين عن الصحة في تلك البلاد، أو تقدم لهم الإغراءات أو الرشاوى للتغاضي عن تطبيق القوانين الصحية أو الإجراءات الضرورية قبل الموافقة على استيراد أي شحنة من أمصال التطعيم أو وسائل منع الحمل أو غيرها من العقاقير.
وفي مجلة المصور، الصادرة بالقاهرة، دار الهلال ٨ نوفمبر ١٩٨٥، نشرت موضوعًا مفصلًا تحت عنوان «الخطر الغامض، حقائق جديدة حول حقن منع الحمل»، ومنها حقنة «الديبو بروفيرا» التي ثبت ضررها على صحة النساء، ومنعت السلطات الأمريكية استخدامها داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن شركة «إيجون» توزع هذا العقار الضار في بلاد عديدة في أفريقيا ومنها مصر، حتى اليوم ونحن في شهر أكتوبر ٢٠٠٢، وقد وجدت هذه الحقن، في قريتي كفر طحلة، محافظة القليوبية، داخل ما يُسمى مركز صحة الأم والطفل، حيث تحقن النساء الفلاحات بهذه الحقن الضارة منعًا للحمل.
وفي عام ١٩٨٥ عرضت الأمر على وزير الصحة في مصر (كان هو الدكتور حلمي الحديدي) وتوقعت أن يتم إخراج هذه العقاقير الضارة من قائمة وسائل منع الحمل التي توزع في بلادنا، إلا أن النتيجة كانت إخراج وزير الصحة من قائمة الوزراء في تلك الحكومة في منتصف الثمانينيات.
ثم جاء الأستاذ المصري في إجازة عائلية سريعة إلا أنه عجز عن العودة إلى أمريكا، بسبب عدم حصوله على تأشيرة دخول من القنصلية الأمريكية بالقاهرة، رغم استيفائه جميع الأوراق المطلوبة، ورغم تدخل الأستاذ الأمريكي المسئول عن البحث، والذي طلب سرعة إجراءات سفر الأستاذ المصري؛ منعًا للضرر الذي لحق به وبمشروع البحث، رغم ذلك مضى أكثر من أربعة شهور ولم يحصل الأستاذ المصري على التأشيرة حتى اليوم.
ومن المعروف أنه منذ نشر كتاب نشوء الفيروسات عام ١٩٩٧ للطبيب الأمريكي ليونارد هورويدز، وهناك محاولة للتمويه على الحقائق، وإخفاء أسباب نشوء وباء الإيدز في أفريقيا، وكذلك إحاطة جميع البحوث المتعلقة بالإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية بالسرية الشديدة، وعدم تسريبها إلى الأطباء أو الباحثين في بلاد أخرى، وعلى الأخص البلاد الأفريقية.
ألهذا السبب تحاول السلطات الأمريكية وضع العقبات أمام هذا الأستاذ المصري للسفر مرة أخرى إلى الولايات المتحدة، وإكمال بحوثه في مجال تشييد مضادات الإيدز؟! أهو الخوف من انكشاف المستور؟ أم محاولة السيطرة على المعلومات بما فيها تلك الخاصة بعلاج الإيدز، والتي تحتكرها الشركات الأمريكية وتبيعها للبلاد الأفريقية بأضعاف الثمن؟!