سوء التقدير
حتى تلك اللحظة، كان كيسي يبرِّر دائمًا رضا موظفيه الواضح عن أنفسهم برغبتهم في تحقيق التوازن في حياتهم. ولكن للمرة الأولى منذ تأسيسه للشركة، تساءلَ كيسي في قرارة نفسه إن كان قد خيَّب حقًّا آمالَ موظفيه.
وبعد أن قرَّر في البداية أن يطرد هذا الهاجس وجدَ كيسي نفسه يقع فريسة له حتى أصبح يشتِّت انتباهه بدرجة أكبر. وكان كلما لقي شخصًا لا يتحمس لعمله، ظلَّ يتساءل في نفسه إن كانت الأمور المالية التي أشار إليها تيم وكونر هي السبب في هذا الفتور. وشيئًا فشيئًا، أدركَ كيسي أن عليه أن يفعل شيئًا ما.
ومن ثَمَّ، استأجر كيسي أحد المطاعم في شارع «كانري رو» للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لإنشاء شركة «يب». وبعد العشاء، شرب مع موظفيه نخب الاحتفال، وأعلن قرارًا سرعان ما سيندم عليه؛ وهو طرح أسهم الشركة للبيع.
وقرَّر كيسي متخطيًا مخاوفه أن الوقت قد حان لمنح موظفيه المكافأة المالية التي يستحقونها. ولسوء حظ كيسي، كان كلما أعلن عن أمر ما، يجد سبيلًا إلى تنفيذه في أغلب الأحيان.