حجر الدومينو الثاني
على مدى الأسابيع الثلاثة التالية، استمرت مؤشرات سوق الأسهم وكذلك أسهم شركة «بلاي سوفت» في الانخفاض. وانخفضت معنويات العاملين في الشركة بدرجة غير مسبوقة منذ سنوات. كان كيسي ممزَّقًا بين شعورَيْن مختلفَيْن: خيبة أمله لبَيعه الشركة، وغضبه على الفريق التنفيذي لشركة «بلاي سوفت» لعدم إدارتهم لشركتهم بطريقة أفضل. ولكنه كان رجلًا منصفًا فلم يستطع إنكار أن انهيار الأسعار في سوق الأسهم لم يكن أمرًا يمكن التنبؤ به، وما من شخص بعينه يتحمَّل المسئولية عن هذا الأمر. وتمنَّى فقط أن يرى موظفوه الأمر على هذا النحو.
عندما تلقَّى كيسي أخيرًا مكالمة هاتفية من جيه تي هاريسون، توقَّع أن يلحظ لهجة تعاطف من الرجل الذي توسَّط في هذه الصفقة التي ثبت فجأة أنها كانت غير حكيمة. وقرَّر بالفعل أن يكون لطيفًا مع هاريسون، وأن يؤكِّد له أنه لا يستطيع أن يلومه بسبب هذا التغيُّر المفاجئ في مسار الأحداث.
وهذا هو سبب دهشته من تعليقات هاريسون غير المبالية تقريبًا، وطلبه الذي جاء بعد ذلك. «نعم، إنه سوء الحظ في السوق. أظن أن مَن عاش بالسيف مات به. على أية حال، أودُّ أن ألقاك الأسبوع القادم.»
كان هذا هو أول حوار حقيقي بين الاثنين منذ إتمام صفقة الشراء. ولذا، كان كيسي مهتمًّا بمعرفة طبيعة هذه الزيارة المقترحة. فسأل: «ما الأمر؟»
ردَّ هاريسون قائلًا: «لا شيء. لقد فكَّرتُ فقط في زيارتك وحضور اجتماع الموظفين القادم إذا لم يكن هناك مانع. أريدُ فقط أن أحيط علمًا بدرجة أكبر بما يجري في الشركة.»
أحسَّ كيسي بالمفاجأة، لكنه حاول ألَّا يتخذ موقف المدافع. فردَّ بقوله: «حسنًا، لا مانع بالتأكيد إذا كنت ترغب في ذلك، ولكنني أخشى أنك لن تعرف أي شيءٍ مثير للاهتمام. لماذا لا نجتمع معًا لنتحدث وأخبرك بما تريد أن تعرفه.»
إذا كان جيه تي هاريسون قد أحسَّ بأي انزعاج لدى كيسي، فهو لم يلقِ له بالًا. وقال: «لا، أفضِّل أن أحضر الاجتماع إذا كان لا بأسَ في ذلك.» لم تكن لهجته لهجة مَن يلتمس طلبًا، وإنما مَن يصدر أمرًا.
ردَّ كيسي بقوله: «حسنًا إذن، سنبدأ الاجتماع في تمام العاشرة صباحَ يوم الاثنين، ويستمر الاجتماع عادةً حتى …»
فقاطعه جيه تي قائلًا: «معذرةً، هناك مَن يحاول الاتصال بي على خط الهاتف الثاني. أراكَ الأسبوع القادم.»
ثم أنهى المكالمة. وعندئذٍ كاد كيسي يقسم أنه سمع أول الأصوات التي تنبئ بانهيار عالَمه.