الطلقات الأولى
جاءت مكالمة هاتفية في وقتٍ متأخر من الأسبوع التالي، ولم تكن من هاريسون هذه المرة. وليتها كانت منه. فقد جاءت من أحد العاملين معه، وهو حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال. بدأ الحديث قائلًا: «أهلًا بك يا سيد ماك دانيال، أنا توني من قسم تطوير الأعمال في شركة «بلاي سوفت». أتصلُ بك نيابةً عن جيه تي هاريسون للإعداد لسلسلة من الاجتماعات، أو لعلها جلسات، على مدى الشهور الثلاثة القادمة.»
لم يعرف كيسي كيف يرد على ذلك. فقال: «معذرةً؟ مَنْ أنت؟»
كان توني هادئًا. وردَّ قائلًا: «أنا توني من شركة «بلاي سوفت»، أعمل مع جيه تي هاريسون في قسم تطوير …»
قاطعه كيسي بأسلوب لا يتفق وطبيعته المعتادة. فقال: «حسنًا، فهمتُ ذلك. ولكن ماذا تريد؟»
ردَّ توني: «لست متأكدًا تمامًا. كلُّ ما أعرفه هو أن جيه تي طلب مني أن أخبرك بأنه سوف يحضر بعض اجتماعات موظفيكم حتى نهاية الصيف، حتى الخامس عشر من سبتمبر فيما يبدو. وسيحاول أن يخبرك بذلك مقدمًا، ولكنه قد يحضر دون تحديد موعد مسبق أحيانًا.»
حاولَ كيسي أن يحافظ على هدوئه، فتحدث بعد برهة من الصمت الثقيل. فقال: «وما الغرض من هذا؟» وقبل أن يتمكَّن توني من الإجابة، تابعَ كيسي قائلًا: «ألا تعتقد أنه ربما يجب عليَّ أنا وجيه تي أن نناقش هذا الأمر مباشرةً؟» مرةً أخرى، لم ينتظر كيسي الإجابة، واستطرد قائلًا: «معذرةً يا توم.»
ردَّ توني: «أنا توني.»
ردَّ كيسي قائلًا: «معذرةً يا توني. ولكني سأتحدَّث إلى جيه تي عن هذا الأمر بنفسي. من فضلك أخبره أن يتصل بي عندما تسنح له الفرصة.»
توني: «سأفعل يا سيد ماك دانيال.»
كيسي: «يمكنك أن تناديني كيسي.»
توني: «أكيد. أتطلع لمقابلتك عندما تتاح لي فرصة القدوم إلى مونتيري بنفسي.»
وَدَّ كيسي لو كان بإمكانه أن يصل إلى هذا الشاب في الطرف الآخر عبر الهاتف ليخنقه، ولكنه كان يعرف أن هاريسون هو مَن يستحق الخنق. ولذا، حاول أن يكون لطيفًا إلى أقصى حد ممكن، وقال: «سيكون هذا رائعًا، شكرًا لك يا توني.» وأنهى المكالمة وهو يسائل نفسه: «ماذا عساه أسوأ من ذلك ليحدث اليوم؟»
وهو سؤالٌ سيعرف إجابته عندما تدخل عليه مساعدته جيا بيلي بعد خمس دقائق.