عندما تتوالى المصائب
قالت جيا: «أنا حامل!» مُعلِّنة هذا الخبر في مرح وبهجة لرئيسها الذي عملت معه لمدة ثماني سنوات.
نهضَ كيسي ومشى نحو جيا وعانقها وهنأها بالخبر السعيد، وهو الشيءُ الذي نادرًا ما قام به كيسي مع أي شخص في العمل. ومع أنه كان مشتتًا بسبب مشكلاته مع جيه تي هاريسون، حاول كيسي بكل طاقته أن يُظهر لمساعِدته أنه كان سعيدًا مثلها تمامًا. فقد كان هو وباتريشيا يدعوان لجيا وزوجها طوال السنوات الخمس الماضية أن ينجبا أطفالًا. فلماذا لا يكون سعيدًا؟
ثم ألقت جيا بالقنبلة. وأوضحت أنها حامل في الشهر الرابع بالفعل، وأنها لم تصرِّح بأي شيء حتى ذلك الوقت؛ لأنها كانت تخشى أن تفقد الطفلَيْن.
فسألها كيسي: «طفلان؟»
أجابت جيا: «نعم، أنا أحمل توأمًا! ولقد أخبرني الأطباء أن هذا الحمل تهدِّده مخاطر كبيرة نظرًا لما عانيته من مشكلات صحية قبل الحمل، وهذا يعني …» ترددت جيا قبل أن تكمل الجملة، ثم تابعت: «يجب أن أتوقف عن العمل في غضون أسبوعَيْن. فربما يكون عليَّ أن ألزم الفراش تمامًا في غضون شهر.» ثم غادرت جيا متمنيةً ألا تكون قد ضايقت رئيسها.
وكما هو دأبه، لم يُبدِ كيسي في هذه اللحظة المهمة إلا الهدوء والابتهاج من أجل جيا. ولكن في وقت متأخر من تلك الليلة اعترفَ لزوجته بأن أول ما تبادر إلى ذهنه هو: «ما الذي سأفعله بشأن إيجاد بديل لجيا؟»
ولم يكن الأمر أن جيا كانت واحدة من المساعدات النابهات اللاتي يعرفن خفايا الأمور، ولهن خبرة بالعمل كأي شخص آخر في الشركة. بل الواقع أن كيسي كان كثيرًا ما يفكِّر فيما سيكون عليه الوضع إذا تولى إداري أكثر طموحًا وذكاءً إدارة مكتبه. ولكن جيا كانت مخلصة ولطيفة، ولها حضور راسخ في حياة كيسي، وكان ذلك وقت يرحب فيه بأي شيءٍ مستقر.
قال كيسي لزوجته باتريشيا في وقت متأخر من تلك الليلة وهو يترقَّب ردَّها: «ربما أستطيع أن أدير شئوني لمدة دون مساعِد.»
أجابت باتريشيا بتهكم: «صحيح!» ثم تابعت: «لم يكن ينقصك إلا هذا. مزيد من المهام الإدارية لتقوم بها. لماذا لا تتصل بجيه تي هاريسون وتعرض عليه الوظيفة؟! كن واقعيًّا يا كيسي، عليك أن تبحث عن شخص آخر ليحل محلها.»
كان كيسي يعلم أنها محقة. فقال: «سأطلب منها غدًا أن تتصل بمكتب العمالة المؤقتة حتى يتسنى لي البدء في إجراء مقابلاتٍ شخصية للمرشحين في الأسبوع القادم.»
هدأت باتريشيا عندئذٍ، وأحسَّ كيسي أنها على وشك الخروج بفكرة جديدة. ولأنها كثيرًا ما تأتي بأفكار جيدة، شجَّعها كيسي على الكلام. فسألها: «فيمَ تفكرين؟»
ردت باتريشيا: «حسنًا، ربما عليكَ أن تفكِّر في توظيف إداري من نوع مختلف لمدة. شخصٌ تستطيع الاستفادة منه بطرق مختلفة. شخصٌ لا يمانع في القيام بما تقوم به جيا، ولكن بطاقة أكبر. فربما يعطيك هذا الشخص نظرة مختلفة للأمور.»
فكَّر كيسي في الأمر، ولكن قبل أن يتمكَّن من الرد، نادته إحدى بناته من الحجرة المجاورة. فذهب كيسي ليجلب لابنته كوبًا من الماء، وانتهى الحوار بينه وبين باتريشيا. ولكنه لم ينسَ فكرة زوجته.