الدليل القاطع
قرَّر ويل، بعد أن عاد إلى مكتبه، أن يلقي نظرة على البريد الإلكتروني الخاص بكيسي، ثم يقضي بقية اليوم في التفكير في أمر هذه الشركة الغريبة. وفي أثناء فحصه للبريد الوارد، استرعى انتباهه على الفور اسم جيه تي هاريسون.
كيسي
أخبرني توني أنك تريد أن تتحدث إليَّ. وإنني أعتذر لتأخُّري في الرد. فقد كنت على سفر طوال الأسبوع وانشغلت للغاية فلم أجد وقتًا للاتصال. ولذا، رأيتُ أن أرسل إليك هذه الرسالة لأخبرك عن السبب وراء اعتزامي قضاء وقت أطول في مونتيري هذا الصيف.
لا يخفى عليك أننا جميعًا في الشركة واقعون الآن تحت ضغط نتيجة تدهور سعر الأسهم وتراجع عائداتنا في ربع السنة الماضي. ولذا، فكلٌّ منا يخضع إلى مزيد من المتابعة الدقيقة هذه الأيام.
على أية حال، سأدخل في الموضوع مباشرةً. إن لديَّ بعض الشكوك حول قدرتك على إدارة القسم الخاص بك. وأستندُ في ذلك إلى عدد من العوامل، من بينها حدسي الشخصي. ولكن الأمر يتعلق غالبًا بما شهدتُه في زيارتي لكم منذ بضعة أسابيع. فقلما شهدتُ طيلة حياتي العملية اجتماعًا عقيمًا لا روحَ فيه كذلك الاجتماع. وأرجو أن يكون هذا هو الاستثناء وليس القاعدة.
ويمكننا أن نناقش الأمر تفصيليًّا في زيارتي القادمة بعد أسبوعَيْن.
تحياتي حتى هذا اللقاء.
قرأ ويل الرسالة مرة أخرى، وأذهلته الطريقة التي أعلن بها هذا الرجل عن نيته المحتمَلة لتدمير العالم الذي بناه كيسي، وكأنه أمر غير ذي بال، وكم كان منافيًا للمنطق عندما استندَ في ذلك إلى ما شهده في اجتماع واحد. ناهيكَ عن اختياره للبريد الإلكتروني كوسيلة لإيصال هذه الرسالة.
وفجأة شعر ويل بتلهف لبدء اجتماع الفريق.