النصف الثاني
عندما عادَ الجميعُ أخيرًا بعد نحو خمس عشرة دقيقة، طلبَ كيسي من مات أن يتحدَّث عن خطط المنتجات الجديدة. عرضَ مات المخططات المبدئية لمجموعة متنوعة من الألعاب الجديدة المحتمَلة، التي تشمل كل أنواع الألعاب من السباقات الطويلة للسيارات وألعاب الجولف المصغرة إلى ألعاب الرمي بالقوس والفروسية. وكان لدى الجميع أسئلة حول ميزات هذه الألعاب، كما كانت لهم آراء حول كيفية استقبال السوق لها.
سألَ تيم: «هل سيشتري أحد حقًّا لعبة للرمي بالقوس؟» ثم أضافَ سؤالًا آخر: «أليست هذه اللعبة عنيفة بعض الشيء؟»
لم يبدُ مات مقتنعًا. ومن ثم، قال: «الرماية؟ إنها لعبة أولمبية، واللاعبون لا يصوِّبون أسهمهم نحو رعاة بقر أو حُمُر وحشية، بل نحو لوحة التصويب.»
قال تيم: «حسنًا، ولكن هل سيشتريها أحد؟»
شعرَ كيسي أنَّ الوقت يداهمهم، ولذا قاطعه. فقال: «يمكننا مناقشة هذا الأمر فيما بعد. ولا تنسَ أن مات وكونر أجريا بعض الأبحاث عن السوق. لننتقل الآن إلى موضوع المبيعات.»
ظلَّت صوفيا جالسة في مكانها واستعرضت سريعًا أرقام المبيعات، وذكرت تفاصيل هذه الأرقام على مستوى الأسابيع والأشهر ورُبع السنة حتى تاريخه. وأعلنت أنه ربما يكون هناك انخفاض في الطلب من متاجر الأدوات الرياضية الملحقة بنوادي الجولف، وتمنَّت أن تعوِّض زيادةُ الطلب من متاجر اللُّعب هذا الانخفاض.
كان كيسي يهتم اهتمامًا واضحًا بالاتجاه السائد في ملاعب الجولف، وقالت صوفيا إنه يبدو أن متاجر الأدوات الرياضية تميل إلى زيادة معروضاتها من الملابس بدلًا من الألعاب. وذكرت أن بعض الشركات المنافسة في مجال الألعاب — لا سيَّما شركة «جيم ستار» — قد أحرزت خطوات ملموسة في هذا المجال على حساب شركة «يب» صاحبة الصدارة.
وعلى مدى الدقائق العشر التالية حاول الفريق بحث الأسباب التي أدت إلى ذلك، وما يمكنهم القيام به لتفادي مزيد من الخسائر. وتساءلوا هل يرجع السبب إلى الاقتصاد؟ أم التسعير؟ أم تشبع السوق؟ أم الطقس؟ توقَّف ويل عندئذٍ عن تدوين الملاحظات، إذ وجد نفسه للمرة الأولي مهتمًّا حقيقة بالحوار. ولكن الحوار انتهى فجأة، كما بدأ، عندما اتفقت صوفيا وكونر وكيسي على عقد جلسة منفصلة لبحث الآلية التي يمكنهما بها استعادة ما فقدته الشركة من الانتشار في متاجر الأدوات الرياضية.
وعندما لم يبقَ على نهاية الاجتماع سوى أقل من خمس دقائق، قرأت صوفيا على أعضاء الفريق التنفيذي قائمة بها خمسة عشر عميلًا ستزورهم أو تتصل بهم هاتفيًّا خلال الأسبوع. أنصت إليها الجميع في تهذيب، ولكن كان يبدو أنهم جميعًا قد تهيَّئُوا نفسيًّا لنهاية الاجتماع.
عندئذٍ التفت كيسي إلى كونر. وقال: «أعتقد أنه من الأفضل أن نرجئ الحديث في مسألة مواد الدعاية إلى الأسبوع المقبل. فلن نستطيع الآن أن نمنحك ما تحتاج من الوقت.»
لم تبدُ على كونر أية علامات للضيق. وقال: «لا بأس.»
فأعلنَ كيسي بفخر انتهاء الاجتماع.
قال تيم مازحًا: «وقد انتهينا قبل الوقت المحدَّد بدقيقة كاملة.»
وقبل أن يغادروا القاعة، سأل كيسي: «هل يود أحدكم أن يأتي لتناول الغداء معي أنا وويل؟»
وافقَ كلٌّ من تيم وصوفيا. واعتذر كونر ومات موضحَيْن أن لديهما ارتباطات أخرى.
وأثناء توجُّه الأربعة إلى الدَّرَج في طريقهم لتناول الغداء، التفت تيم إلى ويل وسأله متبسمًا: «إذن، ما رأيك في أول اجتماعاتك مع الفريق؟»
تجمَّد ويل. وكان قد أغلق جهاز الكمبيوتر الخاص به والتقط قلمه وحاول جاهدًا أن يمنع نفسه من الإجابة ولكنه لم يستطع، فردَّ قائلًا: «لقد كان الاجتماع سيئًا جدًّا.»
سادَ الصمت. ألقت صوفيا نظرة سريعة على كيسي لترَ ماذا سيكون رد فعله. وتظاهر تيم بأنه لم يسمع التعليق، ثم اتجه إلى الدَّرَج. تبعه الآخرون، ولم ينطق أحدٌ بكلمة لبضع ثوانٍ مرت ثقيلة.
شعرَ ويل بالمرارة. فقد كان آخِر ما يريد أن يفعله هو أن يحرج كيسي أمام فريقه. فتلعثَّم وحاول أن يتراجع. فاستدرك قائلًا: «أقصدُ أن الاجتماع كان يبدو فقط …»
قاطعه كيسي ليخفِّف وطأة هذه اللحظة الحرجة عليه وعلى ويل. وقال: «نعم، أنا أيضًا أعتقد أنه كان يمكن أن يكون أفضل. أحيانًا أظن أنه يتعيَّن علينا عدم عقد أية اجتماعات على الإطلاق.»
ضحكوا جميعًا في مجاملة. وحاولت صوفيا تلطيف الموقف. فقالت: «أنا سعيدة فقط لأن الاجتماعات لم تعد تستغرق وقتًا طويلًا كما كان يحدث من قبل.»
ردَّ تيم: «أتفقُ معكِ تمامًا.»
لعنَ ويل نفسه في الوقت الذي كان يتبع فيه زملاءه إلى خارج المدخل الرئيسي متجهين إلى المطعم عبر الشارع.