على مائدة الغداء
أمضى كيسي معظم الوقت بعد الظهر، كما كان يفعل كثيرًا منذ اندماج الشركتَين، في اجتماع عبر الهاتف مع رؤساء الأقسام الآخرين في شركة «بلاي سوفت». وكان موضوع اجتماعهم اليوم هو توقعات المبيعات. وعندما أنهى كيسي الاجتماع، كان يبدو مختلفًا نوعًا ما عمَّا كان عليه في الصباح. فقد ذهب عنه بعض القلق واشتدت عزيمته.
قال كيسي: «ويل. هل يمكنك القدوم إلى هنا للحظات؟»
كان ويل يشعر بالاستياء من نفسه بسبب تعليقه عند الدرج، فقرر أن يبدأ بالاعتذار قبل أن يتلقَّى أي توبيخ من جانب كيسي. فقال: «كيسي، أنا آسف لأنني كنت فظًّا …»
فقاطعه كيسي. وقال: «هذا ما أريد أن أتحدَّث إليك بشأنه.»
انكمشَ ويل في مقعده منتظرًا التوبيخ.
قال كيسي: «لقد طلبتُ منك أن تتدخل وتساعدني بكل ما في وسعك. ولذا، عليك ألا تلوم نفسك على ما قلته. ربما عليك فقط أن تنتظر حتى يتسنى لنا أن نتحدث عن الأمر بمفردنا، ولكن لا تقلق بهذا الشأن.»
لم يستطع ويل أن يتأكَّد ممَّا إذا كان تعليقه قد جرح مشاعر كيسي أم لا. وفي كل الأحوال، رأى ويل أن هذه فرصة سانحة للحديث. فقال: «يجب أن تعلم أنني قد رأيتُ رسالة جيه تي»، بدا ويل وكأنه يعترف بذنب قد اقترفه.
فردَّ كيسي: «لا بأس بذلك. إنَّ من مهام عملك أن تلقي نظرة على رسائلي كلها. ولكن ما رأيك؟»
قال ويل: «أتقصد في رسالته؟ أعتقد أنه كان فظًّا نوعًا ما.» ولم يغِبْ عن أيٍّ منهما ما في هذا الرد من مفارقة.
أجابَ كيسي: «نعم، هذا خُلُقه الذي عُرِفَ به. إنه يبحث عن ثغرة هنا. ولكنه لن يجدها في أرقام مبيعاتنا. فنحن نحقِّق أرقامًا أفضل من معظم الأقسام الأخرى في الشركة.»
عادَ ويل على مضض إلى الموضوع الشائك الخاص بالاجتماعات، فسألَ كيسي: «وماذا عن مسألة الاجتماعات؟»
ابتسمَ كيسي مُبديًا عدم اهتمامه بالأمر. وردَّ قائلًا: «أعتقد أن ذلك ليس إلا ذريعة لإقحام نفسه في شئوننا. كما أنَّ اجتماعاتنا ليست أسوأ من اجتماعات الأقسام الأخرى في الشركة.» لم يكن هذا سؤالًا، ولكنه كان يتطلَّع إلى رد من ويل.
قرَّر ويل أن يُشجِّع كيسي. فقال له: «نعم، وأودُّ أن أخبرك — ما دمت قد تطرَّقت إلى هذا الأمر — أن الاجتماعات في وكالة الإعلانات التي كنت أعمل بها كانت فظيعة.»
شعرَ كيسي بارتياح مؤقتًا.
حتى أكملَ ويل. فقال: «لكني لست واثقًا أن ذلك يهم.»
سألَ كيسي: «ماذا تقصد؟»
ردَّ ويل: «أقصدُ أنه إذا كان ذلك هو ما يركِّز عليه جيه تي هاريسون فستكون هناك مشكلة حقيقية. فكما قلت أنت، هو يستطيع اتخاذ القرار بنفسه.»
فكَّر كيسي في الأمر. ثم قال: «أعتقدُ أنه فقط يريد أن يصطاد في الماء العَكِر.» وفجأة تراجعَ مجددًا. وأضافَ: «على أية حال، أعتقدُ أن الشيء المهم الآن هو أن نبدأ في إظهار تحسُّن.» نظرَ كيسي إلى ساعته. وقال: «يجب أن أغادر الآن، ولكن سوف نناقش الأمر بالتفصيل غدًا».
غادرَ كيسي، ووجدَ ويل أنه يشعر باستياء من نفسه مرة أخرى بالقدر نفسه الذي أحسَّ به من قبل. ليس فقط لأنه أحرج رجلًا طيبًا مثل كيسي أمام فريقه، ولكن لأن هذا الرجل لم يكن يأخذ هذا الموقف الخطير على محمل الجد.